هل تمنع روسيا تركيا من انشاء "منطقة امنة" شمال سوريا باتفاق اضنة؟

هل تمنع روسيا تركيا من انشاء
الجمعة ٢٥ يناير ٢٠١٩ - ٠٧:٢٠ بتوقيت غرينتش

يبدو ان المقترح التركي بانشاء منطقة امنة او عازلة شمال سوريا ورغبة تركيا في تولي ادارتها اثار سؤال حول مدى امكانية تطبيق اتفاق اضنة الموقع بين الجانبين السوري والتركي عام  1998 وفتح الباب امام سؤال هل تجرى محادثات مشتركة مباشره بينهما؟

العالم - تقارير

منطقة امنة يحلم الجانب التركي بانشائها ليضيق الخناق على وحدات الحماية الكردية التي يراها جماعات ارهابية مسلحة يجب القضاء عليها وهو ما كرره الاتراك اكثر من مرة واخيرا على لسان رئيسه رجب طيب اردوغان، ففي كلمة ألقاها اليوم الجمعة في مدينة أرضروم، حسب ما نقلته وكالة "الأناضول" التركية الرسمية، في تطرقه إلى العملية المرتقبة في منطقة شرق الفرات ضد "وحدات حماية الشعب الكردية" قال: "إن ما يجري عند حدودنا مع سوريا وراءه حسابات تتعلق بتركيا وليس بسوريا... لصبرنا حدود ولن ننتظر إلى الأبد".

واعتبر أردوغان أن من الضروري أن تكون السيطرة الفعلية على المنطقة الآمنة في أيد تركية، مشيرا إلى أن بلاده منغلقة أمام كافة الحلول المقترحة خارج هذا الإطار.

هذا المقترح التركي الذي اثار ردود فعل دولية وسورية .فقد عبر وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان عن رأي بلاده في إنشاء منطقة آمنة شمالي سوريا، وقال إن "المقترح التركي يحتاج لمزيد من البحث والدراسة من حيث التفاصيل ودول التحالف ستجتمع قريبا في واشنطن لدراسة الوضع في سوريا".

اما على الصعيد الداخلي في سوريا فقد انطلق في بلدة اثريا بريف حلب اليوم اجتماع القبائل والعشائر السورية والنخب الوطنية والذي يهدف إلى التأكيد على التمسك بوحدة الصف في الدفاع عن الوطن ضد التهديدات والاعتداءات الخارجية ودعم الجيش في محاربة الإرهاب.

وشدد المشاركون في بيانهم على أن سوريا وطن واحد سيد مستقل وأبناء الجزيرة متمسكون بوطنهم ودولتهم وجيشهم وقيادتهم مؤكدين أن راية الوطن هي علم الجمهورية العربية السورية الذى يرمز لسيادتها وقدسيتها ومعبرين عن الرفض القاطع لإقامة ما تسمى "منطقة آمنة" شمال البلاد.

فما كان من مقترح المنطقة الامنة ورغبة تركيا بالدخول الى شمال سوريا الا ان فتح الباب امام امكانية تطبيق اتفاقية اضنة المبرمة عام 1998 وتطبيق شروطها الملزمة للجانبين.

حيث شدد الرئيس التركي على أن تركيا تعتزم إنشاء المنطقة الآمنة التي يخطط لإقامتها شمال سوريا وفقا لاتفاق بين أنقرة وواشنطن خلال أشهر.

وقال الرئيس التركي واعدا: "نتوقع أن يتم الإيفاء بوعد حماية بلادنا، وليس الإرهابيين، خلال عدة أشهر، وإلا فإننا سنقيم بأنفسنا منطقة آمنة أو منطقة عازلة". معتبرا أن اتفاق أضنة بين أنقرة ودمشق يمنح تركيا الحق في دخول أراضي سوري "لسنا بحاجة لدعوة من أحد، نحن لدينا بالفعل حق التدخل عبر اتفاق أضنة المبرم عام 1998".

الا ان "تذكير" الرئيس الروسي بوتين للاتفاق الأمني السوري التركي الموقع عام 1998 (معاهدة أضنة)، وتأكيده أنه يمكن "أن يزيل العديد من العراقيل المتعلقة بتحقيق تركيا لأمنها على الحدود الجنوبية". وأعلن وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، أن بلاده تعتبر اتفاق أضنة المبرم بين تركيا وسوريا لا يزال ساريا.جاء لافتا حيث اعتبر "الدولتان المشاركتان في هذا الاتفاق تلتزمان بنفس الرأي".

هذه الاشارة التي طرحت فكرة ان روسيا قد تعمل على تطبيق هذا الاتفاق لكن بشرط التنسيق بين الجانبين السوري و التركي والذي قد يكون بشكل مباشر. فإعادة العمل بمعاهدة أضنة التي التزمت سوريا بجميع بنودها فور توقيعها في زمن الرئيس الراحل حافظ الأسد يحتم جلوس الطرفين السوري والتركي على مائدة المفاوضات المباشرة، وبحث الخطوات التنفيذية اللازمة لتطبيقها مجددا على أرض الواقع وهي ملزمة للطرفين.

ويمكن القول أن معاهدة أضنة في حال إحيائها، ستلغي الحاجة إلى إقامة منطقة حدودية آمنة، التي تواجه خلافات جذرية بين معظم الأطراف، وستعمل مثلما ينص أحد بنودها على إنهاء جميع الخلافات بين البلدين الجارين (سوريا وتركيا)، وإنهاء الأزمة السورية، وعودة العلاقات التركية السورية.فهل تحقق هذه الاتفاقية اهم شروطها ام يتنازل الجانب التركي عن حلمه بانشاء المنطقة الامنة؟؟