بعد إعلان المهدي.. ازمة السودان تدخل منعطفا حساسا

بعد إعلان المهدي.. ازمة السودان تدخل منعطفا حساسا
السبت ٢٦ يناير ٢٠١٩ - ١٠:٥٠ بتوقيت غرينتش

​​​​​​​اعلان زعيم حزب الامة السوداني المعارض الصادق المهدي تأييده للمظاهرات المستمرة في البلاد منذ اكثر من خمسة اسابيع، اضفى زخما قويا للحراك الشعبي وعزز شرعيته، الامر الذي سينعكس لاحقا على طابع الاحتجاجات الشعبية التي بلغت ذروتها يوم الخميس والذي سقط فيها قتيلان، ليرتفع بذلك عدد القتلى الى خمسين شخصا منذ اندلاع الاحتجاجات في السودان.

العالم تقارير

في تطور لافت على صعيد الازمة السودانية أيّد زعيم حزب الأمة السوداني، المعارض الصادق المهدي، دعوة المحتجين "لرحيل" الرئيس عمر البشير، حتى يتسنى إقامة نظام سياسي جديد في البلاد "خال من الاستبداد"، على حد تعبيره.

وطالب الصادق المهدي يوم أمس في خطبة الجمعة بمسجد الهجرة بودنوباوي الرئيس عمر البشير بالتنحي، وقال: "ان التأزم الذي يحيط بالبلاد غير مسبوق، والفرصة التاريخية متاحة له أن يجنب البلاد كافة المخاطر المتوقعة ويحقن الدماء، وأن يتنحى بشكل متفاوض عليه ما سوف يستجيب للمطالب الشعبية ويحقق السلام العادل الشامل والتحول الديمقراطي الكامل والاستجابة الدولية".

وخاطب من أسماهم العناصر العاقلة في النظام، فقال "أنهم مطالبون بأن يعملوا على التبرؤ من سفك دماء الأبرياء، والاستعداد للتفاهم مع الآخرين لتحقيق المصلحة الوطنية".

وخاطب وزراء خارجية الدول الأعضاء في مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة بأن "يهتموا بأحداث السودان، وأن يعلنوا تأييدهم لحرية المواطنين في التعبير السلمي عن مطالبهم وأن ينحازوا للسلام في السودان، ولمطالبنا بالتحقيق في الجرائم المرتكبة ضد الثوار".

وأوضح المهدي "أن انقلاب يونيو 1989م تأسس على خدعة. ومهما كانت نوايا صناعه فقد نبذ الله الذين يحبون أن يحمدوا بما لم يفعلوا".

الى ذلك تواصلت الاحتجاجات لليوم الثامن والثلاثين على التوالي حيث خرجت امس الجمعة مسيرة كبيرة من مسجد الأنصار بودنوباوي بأمدرمان عقب صلاة الجمعة التي أمها الصادق المهدي و كما خرجت مسيرات ايضا في كل من حي الوادي نيالا مسقط الطالب عبدالعظيم بابكر الذي قتل برصاص الامن في شارع الاربعين بأمدرمان، كما خرجت مسيرة اخرى في مدينة سنجة وفق موقع سودانيل .

و شهدت العاصمة السودانية الخرطوم و مدن اخرى يوم الخميس مظاهرات حاشدة طالب فيها المتظاهرون بتنحي البشير عن السلطة في حين سقط قتيلان جديدان في تلك الاحتجاجات.

وأفاد شهود عيان بخروج احتجاجات في مدينتي القضارف وبورتسودان في شرق البلاد. ووقعت صدامات بين المحتجين ورجال الشرطة في اليوم الذي شهد الاحتجاجات الأشد والأكثر عنفا حتى الآن.

وأطلقت قوات الشرطة الغاز المسيل للدموع لتفريق المحتجين قبل أن تعتقل السلطات الأمنية عددا من المتظاهرين في العديد من الأحياء، فيما تفيد تقارير بتنظيم احتجاجات جديدة الأربعاء المقبل في الخرطوم وأم درمان.

وحسب المنظمات الحقوقية عدد القتلي في السودان تجاوز الخمسين، الامر الذي نفته الحكومة السودانية حيث قال عامر محمد إبراهيم رئيس لجنة التحقيق المكلفة من قبل النائب العام السوداني يوم أمس الجمعة في مؤتمر صحفي أن إجمالي عدد الوفيات في كل السودان بلغ حتى الخميس 29 حالة وفاة.

وانطلقت شرارة الاحتجاجات في السودان بعد أن قررت الحكومة رفع أسعار الخبز، ثم زادت حدتها لتتحول إلى مظاهرات تطالب بتنحي البشير.

وتعتبر الاحتجاجات الشعبية التي يشهدها السودان مؤخرا أكبر تحد للبشير الذي وصل إلى السلطة عام 1989.

وتواجه حكومة البشير حزمة من الاتهامات بارتكاب انتهاكات واسعة لحقوق الانسان وتتهم المحكمة الجنايات الدولية الرئيس السوداني، بارتكاب ابادة جماعية.