موسويان:اللجوء للبلطجة والحظر لن يجدي نفعا تجاه ايران

موسويان:اللجوء للبلطجة والحظر لن يجدي نفعا تجاه ايران
الأحد ٢٧ يناير ٢٠١٩ - ١٠:١٦ بتوقيت غرينتش

قال العضو السابق في الفريق النووي الايراني المفاوض الباحث في جامعة برينستون "حسين موسويان" ان اللجوء الى البلطجة و فرض الحظر لم يسفر عن نتيجة في التعاطي مع ايران ولن يجدي نفعا في المستقبل.

العالم - مقالات وتحليلات

وفي مقال مشترك كتبه موسويان مع الباحث في العلوم السياسية يونس محمودية و نشره مركز دراسات أمريكا في جامعة لندن الاقتصادية، تطرق موسويان الى دراسة العلاقات بين ايران والولايات المتحدة خلال العقد الماضي واضاف: قبل ثلاث سنوات أيّدت الوكالة الدولية للطاقة الذرية التزام ايران بتعهداتها المنصوصه في الإتفاق النووي، الأمر الذي ادى الى الغاء الحظر المفروض على ايران بعد إصدار مجلس الأمن قرار2231 قائلا وإنّ الإتفاق النووي هو أهم إتفاق أمني بعد الإتفاق الذي توصلت اليه كل من موسكو و واشنطن حول معاهدة الصواريخ قصيرة ومتوسطة المدى كما يعد أشمل إتفاق في إطار حظر انتشار الأسلحة النووية ويمثل انتصاراً كبيراً للدبلوماسية على الصعيد العالمي.

ووصف المقال العلاقات بين ايران والولايات المتحدة في عهد اوباما اتمست بتطورات من ناحية النهج و الانجاز لذلك يستحق الدراسة حيث انه و بالتزامن مع المفاوضات التي جرت بين ايران و القوى الكبرى كانت هناك لقاءات متكررة جرت بين ايران و امريكا على مستوى وزيري خارجيتهما.

واوضح ان العلاقات بين البلدين اتسمت بتطورات لا مثيل لها بعد انتصار الثورة الاسلامية و كان اوباما خلال حملته الانتخابية في عام 2007 دعا الى اجراء مفاوضات مع ايران دون قيد أو شرط.

وفي جانب اخر من المقال، اشار موسويان الى نجاح حسن روحاني في الانتخابات الرئاسية العام 2013 و اضاف انه كان قد قطع وعودا حول انتهاج السياسة الخارجية القائمة على التعاطي البناء مع العالم و وضع حد للحظر المفروض على ايران.

وفيما لفت الى جلوس الجانبين الايراني والأمريكي على طاولة المفاوضات وجهاً لوجه اضاف انّ العلاقات بين ايران والولايات المتحدة في عهد اوباما شهدت تطورات لم يسبق لها مثيل على أربعة محاور:

أولاً: التزام اوباما بتطبيق الإتفاق النووي حيث تمت تسوية جزء من الخلافات المالية القديمة بين البلدين و دفع امريكا 1.7 مليار دولار لايران.

ثانياً: رفض الرئيس اوباما آنذاك مطالب "اسرائيل" والسعودية والإمارات ومصر لشنّ هجوم على ايران و قال انه و بدلا من العمل على فرض هيمنة احادية الجانب على الشرق الاوسط يجب المشاركة مع ايران في المنطقة.

ثالثاً: أدّت المفاوضات الرسمية بين مسؤولين أمنيين من الجانبين الى اطلاق سراح خمسة سجناء في ايران وسبعة سجناء في الولايات المتحدة.

رابعاً: أعلن اوباما في كلمته التي ألقاها في الجمعية العامة للامم المتحدة عن عدم انتهاجه سياسة تغيير النظام في ايران بل انه يدعو الى اقامة علاقات ثنائية تقوم على الإحترام المتبادل والمصالح المشتركة، فضلاً عن احترامه للفتوى التي أصدرها سماحة قائد الثورة الاسلامية آية الله السيد علي خامنئي بحرمة أسلحة الدمار الشامل.

وورد في المقال: بدأت بوادر خلافات كبيرة بين اوباما وترامب لاحت في الافق منذ انطلاق الحملات الانتخابية لترامب حيث اطلق الاخير شعارات مناوئة لايران ومزق الإتفاق النووي و وصفه بانه أسوأ إتفاق في التاريخ .

كما اعاد ترامب الحظر على ايران ليخضع امام رغبات امريكا و السعودية وفرض الحظر على صادرات ايران من السجاد والكافيار والصناعات اليدوية واعلن عن الغاء إتفاق لبيع ايران طائرات بوئينغ بقيمة 25 مليار دولار.

وتم انشاء تعاون مشترك ثلاثي بين "اسرائيل" والولايات المتحدة والسعودية (والإمارات) كان يقوم على العداء لايران و وعد ولي العهد السعودي محمد بن سلمان بنقل المعركة الى داخل ايران و دعا مشتشار الامن القومي الامريكي جون بولتون البنتاغون الى دراسة مشروع الحرب على ايران و اضافة الى ذلك اعلن رئيس وزراء الكيان الصهيوني بنيامين نتنياهو ان امريكا تعمل على شن الحرب الاقتصادية ضد ايران كما ان "اسرائيل" تحاول الى شن الحرب العسكرية ضدها.

وجاء في جانب اخر من المقال إن سائر القوى العالمية تبحث عن حل للحفاظ على خطة العمل المشترك الشاملة (الاتفاق النووي) و الوقوف بوجه سياسات ترامب المناوئة لايران كما ان اروبا و لاول مرة تعمل على التوصل الى ألية مالية جديدة و مستقلة للتعامل مع ايران و إن نجحت تلك القوي في الحفاظ على الإتفاق النووي بمنأى عن امريكا، سيكون ذلك تطوراً كبيراً في مواجهة التفرّد الامريكي وسيترك تاثيرات هامة على المعادلات الاقليمية والدولية.

وجاء في المقال إنّ سياسات ترامب خلافاً لسياسات اوباما، تقوم على الإساءة وتوجيه الاتهامات فضلاً عن ضرب عرض الحائط قوانين المنظمات الدولية وقراراتها كمجلس الأمن ومحكمة لاهاي والوكالة الدولية للطاقة الذرية كما ان ترامب صب الزيت على نار الخلافات بين السعودية وايران و صعد من التنافس التسليحي في المنطقة و قام باثارة الخلافات الطائفية والاقليمية فيها الى جانب محاولاته الرامية لتغيير النظام في ايران وعقد الامل في ذلك على اعداء ايران.

وأكّد المقال على انّ الولايات المتحدة تعرف جيداً كيف تخلق الحروب لكنها لاتعرف كيفية استخدام الدبلوماسية لحل الازمات.