ايران تستغني عن تطوير مدی صواريخها واميرکا تجدد التهديد في ظل مماطلة اوروبا

ايران تستغني عن تطوير مدی صواريخها واميرکا تجدد التهديد في ظل مماطلة اوروبا
الثلاثاء ٢٩ يناير ٢٠١٩ - ٠٧:٥٢ بتوقيت غرينتش

مستقبل الاتفاق النووي وتنفيذ الآلية المالية مع ايران في هالة من الغموض والضبابية في ظل المطال الاوروبي والتهدیدات الامريکية المتجددة ، والتاکيد الايراني المستمر علی تمسکها بحقها في الاستمتاع بالمنافع المترتبة عن الاتفاق النووي وامتلاکها لقدرات صاروخية رادعة. ویبدو ان انشاء آلية مالية خاصة مع ايران ستدخل حيز التنفيذ خلال الأيام القادمة اذا ما تحلی الجانب الاوروبي بالارادة السياسية اللازمة وتخلی عن شحن الأجواء بشأن البرنامج الصاروخي الايراني.

العالم- تقارير

واشار مساعد الخارجية الايرانية للشؤون السياسية عراقجي الى انه اوضح للمدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية في العاصمة النمساوية امس الاثنین بان مصالح ايران لقد تلقت اضرارا اساسية وان بلاده ستلتزم بتعهداتها كالسابق لمدى محدد وعلى الطرف الاخر العمل بالتزاماته حتى بعد انسحاب اميركا من الاتفاق النووي.

واوضح بان الهدف من زيارة النمسا هو البحث في العلاقات الثنائية واجراء المشاورات السياسية التي تجري مع غالبية دول العالم ومنها الدول الاوروبية ومن ضمن هذه القضايا بطبيعة الحال الاتفاق النووي وكيفية الحفاظ عليه في ظل الحظر الاميركي الجديد.

وقال مساعد الخارجية الايرانية حول الالية المالية الخاصة التي من المقرر ان يقوم الاوروبيون بتدشينها منذ اكثر من 8 اشهر: اننا ندرك بان هنالك مشاكل تقنية وقانونية كثيرة وندرك بان اميركا هددت من يعمل مع هذه الالية المالية بالعقوبات وندرك بان هذه الالية ينبغي تصميمها بحيث تكون بعيدة عن الضغوط والحظر الاميركي وان لا تتعرض اي شركة للحظر بسبب ذلك الا ان 8 اشهر تعد فترة طويلة لاطلاق مثل هذه الالية.

واضاف: ان الدول الاوروبية الثلاث بريطانيا والمانيا وفرنسا هي الدول المساهمة في هذه الالية وسيتم الاعلان عنها في غضون يوم او يومين.

کما أكد رئيس المجلس الاستراتيجي للعلاقات الخارجية بالجمهورية الاسلامية الايرانية كمال خرازي، اليوم الثلاثاء، علي ان الاوروبيين اذا بقوا في الاتفاق النووي وعارضوا انسحاب اميركا منه، فذلك لانه يصب في مصالحهم، وليس حرصا على مصالحنا او معارضة لمصالح أميركا.

ورأى أن وجود الاتفاق النووي بحد ذاته وصيانته يشكل هدفا مشتركا في الوقت الحاضر بين ايران والاتحاد الاوروبي وكان مقررا أن يطلق الاوروبيون الآلية المالية الخاصة SPV قبل ذلك، وقد وعدوا بتنفيذها حتى نهاية العام (الايراني الحالي).

وبينما اعلن الاوروبيون اليوم عن سعيهم لتدشين الآلية المالية (Spv) مع ايران توعد البيت الابيض بفرض عقوبات صارمة ضدهم اذا ما سعوا للالتفاف علی الحظر الامريکي ضد ايران واعتبر الأوروبيين مخيرين بين التعاون مع ايران والميل الی امريکا.

وتحاول اميرکا ان تعلل انسحابها من الاتفاق النووي بقضية الصواريخ الايرانية أيضا وکان موضوع الصواريخ محور تصريحات أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الايراني علي شمخاني الذي اکد علی أن الصواريخ الدقيقة باتت لدى المقاومة في غزة ولبنان، وهي جاهزة للرد على أي حماقة اسرائيلية محتملة.

وتابع قائلا: ايران توصلت لصناعة التقنية الفضائية التي لايستطيع احد حظرها وهي من الثمار المهمة للثورة الاسلامية وسنتابع بشكل جاد تطوير البرنامج الفضائي لتحسين نوعية حياة الشعب وزيادة القدرة التكنولوجية للبلاد. إيران لاتعاني من أي نقص من الناحية العلمية والتنفيذية لزيادة مديات صواريخها العسكرية، لكنها واستنادا لاستراتيجيتها الدفاعية لا تعتزم تطوير مديات صواريخها".

وتابع قائلا: إن الضجة الإعلامیة التي تثیرها وسائل الاعلام الغربیة والكیان الصهیوني، بخصوص ربط البرامج الفضائیة في الجمهوریة الإسلامیة بتطویر القدرات الصاروخیة، تهدف الى تضلیل الرأي العام العالمي.

وتأتي تصريحات شمخاني بعدما حذرت فرنسا الجمعة من أنها مستعدة لفرض عقوبات جديدة في حال لم يتم تحقيق أي تقدم في المحادثات المرتبطة بمسألة الاتفاق التكميلي.

وقال وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان: "أطلقنا حوارا صعبا مع إيران يفترض أن يستمر، ونحن مستعدون في حال فشله إلى فرض عقوبات صارمة. وهم يعرفون ذلك".

بدورها، ردت إيران بالإشارة إلى أن مبيعات الأسلحة الفرنسية في الشرق الأوسط من أسباب زعزعة الاستقرار في المنطقة.

کما جدد وزير الدفاع الإيراني، أمير حاتمي، اليوم الثلاثاء أن قدرات بلاده الصاروخية غير قابلة للتفاوض، رافضا دعوة دول أوروبية والولايات المتحدة إلى ضرورة كبح تكنولوجيا الصواريخ لدى الجمهورية الإسلامية.

وتمكنت ايران بعد الحرب العراقية المفروضة ضدها من تطوير البنية الصناعية الدفاعية ورغم انها ظلت وما تزال تتعرض للحظر الامريکي الشامل لکن لم تمنعها هذه الصعوبات والتحديات ان تصنع سلاحها الردعي والدفاعي؛ الامر الذي کان ومايزال يشکل مصدر قلق للغربيين والصهاينة ودفعهم منذ سنين الی البحث عن السبل الکفيلة بالحد من قدرات ايران الصاروخية والرادعة.

واذا التزم الجانب الاوروبي بتعهداته الدولية وسعی لتنفيذ الآلية المالية مع ايران فبامکانه ان يزيد من عزلة الولایات المتحدة لکن اذا ما افتقر کسابق عهده الی الإرادة السياسية اللازمة وخضع للتهديدات الامريکية فانه يکشف عن ضعفه أکثر من ذي قبل وسيقضي علی الاتفاق النووي.

فالفرصة تمر بسرعة وان المطال الاوروبي بشأن تدشين الآلية المالية لا يخدم القضية في شيء ولا يصب في مصلحة أي من الاطراف.