شاهد.. مدينة الأشباح في كمبوديا

الأربعاء ٣٠ يناير ٢٠١٩ - ١١:٠٠ بتوقيت غرينتش

في العاصمة الكمبودية بنوم بنه، تحدى نحو 500 من سكان المدينة الذين لا حول لهم ولا قوة خرافاتهم واختاروا العيش في مقبرة وسط حوالي 200 قبرا بسبب الفقر.

العالم - منوعات

يطلق على الحي إسم مدينة الأشباح حيث يفوق عدد الأحياء عدد الموتى. سون رامالي واحدة من سكان هذا الحي، انتقلت للعيش في سمور سان، الحي الفقير الذي بني على مقبرة لا يزال يزورها أقارب المتوفون، عندما جرفت مياه الفيضانات منزلها القديم في مياه نهر ميكونغ منذ حوالي 16 عاما.

تشارك سون رامالي العيش مع العديد من العائلات الأخرى ومع الموتى منذ ثمانينيات القرن العشرين بالرغم من المعتقدات والخرافات البوذية في البلاد. هذه المعتقدات قوية في كمبوديا، حيث تغمر الروحانية مبادئ الديانة الوطنية البوذية.

ووفقا لهذه المعتقدات، يجب حرق الموتى من أجل إطلاق الروح وإعادة تجسيدها وأن غير ذلك يجعلها عالقة بين حياة وأخرى.

القبور المنتشرة في حي سمور سان، معظمها لأموات من الصين وفيتنام، وتحتوي على جثث غير محروقة، ولهذا يعتقد البوذيون الكمبوديون أن الأرواح غير سعيدة وتتجول بدون انقطاع. وخلافا للمعتقدات السائدة في البلاد لم يعد سكان المقبرة يؤمنون بالأشباح.

يقع حي المقبرة الفقير على ضفة نهر جزيرة دايموند، التي تعتبر جوهرة سياحية في أفق العاصمة فنوم بنه التي تشهد وتيرة نمو متسارعة. فبعد أربعة عقود فقط من سقوط نظام الخمير الحمر الذي اقترف حملة إبادة جماعية، تم تحرير نظام الملكية الخاصة خاصة بعد تدمير جميع سجلات الأراضي ما جعل كمبوديا في خضم ازدهار للممتلكات.

تقريبا كل السكنات العشوائيات في بنوم بنه لا يملك أصحابها الأرض ولم يسبق لهم وأن قدموا طلبات الملكية للعيش عليها ما يجعلهم أمام إحتمال طردهم منها في حالة دخولها في إطار مخططات البناء والإستثمار العقاري.

لحد اليوم لم تقم السلطات بإخطار سكان سمور سان بضرورة إخلاء سكناتهم غير العادية، غير أن ملامح توسع العاصمة بدأت تظهر جليا.