ما هي الخيارات المتاحة أمام البشير لإنهاء الإحتجاجات؟

ما هي الخيارات المتاحة أمام البشير لإنهاء الإحتجاجات؟
الخميس ٣١ يناير ٢٠١٩ - ٠٦:٠٣ بتوقيت غرينتش

يواجه الرئيس السوداني عمر البشير إحتجاجات مستمرة بدأت بفعل زيادة أسعار الخبز والوقود وتطورت إلى حد المطالبة بتنحي الرئيس وحكومته عن السلطة.

العالم - تقارير

أصبح السودان منذ اليوم التاسع عشر من كانون الأول /ديسمبر 2018 مسرحًا لتظاهرات وإحتجاجات شعبية وعمالية بسبب تفاقم الأوضاع الإقتصادية والمعيشية للبلاد والعباد وما زالت الإحتجاجات مستمرة حتى الآن حيث تظاهر السودانيون اليوم الخميس في العاصمة الخرطوم ومدينة أم درمان الواقعة بغرب العاصمة وتمّ تفريقهم على يد قوات مكافحة الشغب.

والرئيس السوداني عمر البشير لا يزال يرفض التنحي عن السلطة ويؤكد أنه لن يترك مقاليد الحكم لمن يتظاهرون في الشوارع ومن يحرّكهم من وراء الكواليس ويقول إن الطريق الوحيد أمام معارضيه لتسلم السلطة هو المشاركة في الإنتخابات ولا يمكنهم الوصول إلى سدة الحكم إلا بالإقتراع ولا سبيل أمامهم للحصول على ما يطمحون ويسعون إليه إلا أصوات الناخبين.

وفي المقابل، يؤكد معارضو النظام الحاكم أن على البشير التنحي عن السلطة التي يمسك بها منذ عام 1989 وترك الساحة لغيره ممن يستطيع إدارة شؤون البلاد بشكل أفضل وينقذها من الأزمات التي تتوالى عليها واحدة تلو أخرى حيث وصل الأمر بالمواطنين إلى نقطة لا يمكنهم معها توفير معاشهم اليومي بسهولة بل تزداد أوضاعهم المعيشية والإقتصادية سوءًا يومًا بعد يوم ولم تستطع الحكومات التي أمسكت بزمام السلطة منذ العام 1989 حلّ أي من الأزمات التي مرّت بالبلاد، هذا ويمتلك السودان إحتياطيات ضخمة من الذهب حيث يقول "محمد أبو فاطمة" المدير العام للهيئة العامة للأبحاث الجيولوجية بالسودان إن بلاده تمتلك 1800 طن من إحتياطيات الذهب و 6000 طن من إحتياطيات الفضة، فضلًا عن ملايين الأطنان من المعادن الأخرى التي تزخر بها أرض السودان.

- خيارات البشير لمواجهة الإحتجاجات

أمام الرئيس السوداني عمر البشير عدة خيارات لإمتصاص غضب الشعب، أوّلها وأمرّها التنحي عن السلطة التي يُتهم بالسيطرة عليها منذ 30 حزيران/يونيو 1989 إثر الإنقلاب على حكومة رئيس الوزراء حينذاك "الصادق المهدي". ولا يبدو أن البشير سيتنحى عن السلطة بهذه السهولة ويفسح المجال أمام المعارضة للتربع على سدة الحكم والتصريحات التي أدلى بها الرئيس السوداني أخيرًا خير دليل على صحة هذا التوجه حيث قال البشير إنه لا يمكن تسلم السلطة في بلاده عبر واتساب أو فيسبوك وإنما عبر الإقتراع فقط.

والخيار الثاني هو التنازل عن الحكومة كلها لصالح المعارضة والمتمردين الناشطين بالولايات الغربية والجنوبية ومنح جميع الوزارات لمعارضيه والمتمردين والإكتفاء بمنصب الرئاسة لنفسه بإنتظار الإنتخابات الرئاسية والبرلمانية التي من المتوقع أن تجري متزامنةً في شهر نيسان/أبريل عام 2020.

والخيار الثالث هو بدء الحوار مع أحزاب المعارضة ومنح بعض التنازلات لها وهذا يعني إبقاء الحكومة والرئاسة في يده حتى الإنتخابات المقبلة.

والخيار الرابع هو الدعوة لإنتخابات رئاسية وبرلمانية مبكرة للحد من الإحتجاجات التي من المستبعد أن تنطفئ جذوتها في المستقبل القريب.

والخيار الخامس والأخير هو التعامل مع الإحتجاجات بما يمكن وصفه بـ "التناسي والتغاضي" على أمل تخلي المعارضين والمتظاهرين عن إحتجاجاتهم شيئًا فشيئًا والعودة إلى حيث أتوا.

يتولى عمر البشير السلطة منذ ثلاثين عامًا وفي هذه السنوات الطوال وقعت حوادث لم تكن في صالح السودان وشعبه، منها إنفصال الجزء الجنوبي من أرض البلاد عام 2011 حيث تمّ تشكيل جمهورية جنوب السودان في ربع مساحة السودان والتي إستحوذت بعد الإنفصال على 75% من الحقول النفطية وهذا حرم الشعب السوداني البالغ عددهم 40 مليون نسمة من معظم العائدات النفطية ثم إندلعت حرب أهلية بالجارة الجنوبية الجديدة أي جنوب السودان عام 2013 والتي أدت إلى تدفق حشود هائلة من النازحين إلى الحدود السودانية ودخولهم إلى أرض الجارة الشمالية وما يستتبع ذلك من توفير ما يحتاجونه من مأوى وطعام وخدمات طبية. ولا يزال الجيش السوداني يحارب المتمردين في غرب وجنوب البلاد وتخصص الحكومة ميزانيات كبيرة للجيش من أجل القضاء على الجماعات المتمردة ولا سيما الجماعات الناشطة في ولايات دارفور الخمس التي تشهد منذ عام 2003 تمردًا مسلحًا.