ماي تتعهد من بروكسل 'تنفيذ بريكست في موعده'

ماي تتعهد من بروكسل 'تنفيذ بريكست في موعده'
الخميس ٠٧ فبراير ٢٠١٩ - ٠٦:٠٤ بتوقيت غرينتش

تغيير اتفاق خروج بريطانيا من الاتحاد الذي تفاوضت عليه العام الماضي بهدف تمريره في البرلمان بعدما تضاءلت آمال موافقة النواب عليه، محور المحادثات التي تجريها رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي في العاصمة البلجيكية بروكسل مع زعماء الاتحاد الأوروبي اليوم الخميس،

العالم-اوروبا

وذلك في وقت أعلنت فيه لندن أن مجلس العموم البريطاني يناقش مقترحاً بشأن الانفصال يوم منتصف شهر شباط/فبراير الجاري.

ولم تخف مصافحة فاترة أمام الكاميرات بين رئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر وماي التوتر بين الجانبين قبل 50 يوما فقط من الموعد الرسمي المحدد لخروج بريطانيا من الاتحاد دون إجراءات تحافظ على حرية حركة التجارة.

ولم يتحدث أي منهما بينما هتف أحد الصحفيين "هل هذا هو الجحيم يا رئيسة الوزراء؟" في إشارة على ما يبدو لتصريحات رئيس المجلس الأوروبي دونالد توسك أمس الأربعاء التي قال فيها إن البريطانيين الذين دعوا للخروج من الاتحاد الأوروبي دون أن يكون لديهم خطة لتنفيذه يستحقون "مكانا خاصا في الجحيم"، ما عكس خيبة أمل لدى الإتحاد الأوروبي بشأن التطورات بما يتعلق بـ "بريكست".

وتسعى ماي خلال المحادثات التي تجريها مع رئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر ورئيس المجلس الأوروبي دونالد توسك اليوم إلى إقناع زعماء الاتحاد بضرورة قبولهم تغييرات ملزمة قانونا لترتيبات الحدود الأيرلندية الواردة في اتفاق خروج بلادها وإلا واجهوا "شبح" الخروج دون اتفاق بشكل ينطوي على اضطرابات.

وحسب مراقبين، فإنه المحادثات التي تجريها ماي مع قادة الاتحاد الأوروبي يغلب عليها طابع المناورات المتبادلة بين الجانبين، ما يعني أن ماي ستغادر بروكسل من دون الحصول على ما من شأنه أن يعزز موقفها قبل اجتماع مجلس العموم البريطاني لمنقاشة "بريكست".

في الأثناء قالت وزيرة شؤون الدولة في مجلس العموم البريطاني أندريا ليدسوم على تويتر إن أعضاء المجلس سيناقشون اقتراحا بشأن انفصال بريطانيا عن الاتحاد الأوروبي يوم 14 شباط/فبراير الجاري.

ومنذ رفض المشرعون البريطانيون اتفاق الانسحاب الشهر الماضي، أبلغ البرلمان ماي بتغيير أكثر بنوده إثارة للجدل وهو الترتيبات المحتملة مستقبلا للحدود بين أيرلندا العضو بالاتحاد الأوروبي وإقليم أيرلندا الشمالية البريطاني.

وستعود ماي إلى البرلمان في الأسبوع المقبل لمناقشة مفاوضات الانفصال ومن المرجح أن يجرى تصويت صعب على اتفاق الانفصال.

ويلتزم حزب المحافظين الذي ترأسه ماي وحزب العمال المعارض رسميا بتنفيذ الانفصال عن الاتحاد الأوروبي بموجب الاستفتاء الذي أجري في عام 2016. لكن كلا الحزبين يواجه انقاسامات داخلية شديدة بشأن كيفية تطبيقه أو إن كان سيطبق من الأساس.

وطرح زعيم حزب العمال جيريمي كوربين خمسة شروط لموافقة حزب العمال على الاتفاق في خطاب أرسله إلى ماي ونُشر أمس الأربعاء. وتشمل هذه الشروط اتحادا جمركيا "دائما وشاملا" مع الاتحاد وهو ما تستبعده ماي.

وطالب كوربين أيضا بتقارب أوثق مع السوق الموحدة و"اتفاقات غير مبهمة" بشأن ترتيبات الأمن مستقبلا والالتزامات المتعلقة بمشاركة بريطانيا في وكالات الاتحاد الأوروبي وبرامج التمويل.

وقبل الوصول إلى بروكسل للمحادثات مع زعماء الاتحاد الأوروبي أقرت ماي بأن مهمتها ليست سهلة، وقال مصدر حكومي إنه من غير المتوقع تحقيق انفراج اليوم الخميس.

وستخبر رئيسة الوزراء البريطانية يونكر وتوسك ورئيس البرلمان الأوروبي أنطونيو تاجاني أنها تريد العمل "بشكل عاجل" معهم لإدخال تعديلات على الاتفاق المبرم في نوفمبر تشرين الثاني.

وكان رئيس الوزراء الايرلندي ليو فردكار قال بعد محادثات مع رئيس المفوضية الاوروبية جان كلود يونكر أمس، إن ايرلندا مستعدة على نحو متزايد لسيناريو مغادرة بريطانيا التكتل من غير اتفاق، وأكد على أن دبلن لا تتمنى أن تنتهي الأمور على هذا النحو، معرباً عن أمله في التوصل الى حل للخروج البريطاني من الاتحاد الأوروبي.