الى اين تتجه علاقات المغرب بالسعودية والامارات؟

الى اين تتجه علاقات المغرب بالسعودية والامارات؟
السبت ٠٩ فبراير ٢٠١٩ - ٠٧:٠٣ بتوقيت غرينتش

بعد توتر بين الرباط والرياض وقرار المغرب استدعاء سفيره لدى السعودية، كشفت مواقع إخبارية مقربة من السلطات المغربية، أن الرباط استدعت سفيرها بالإمارات ايضا وهكذا دخلت العلاقات بين المغرب وكل من السعودية والإمارات منعطفا جديدا. وبعد صمت طال انتظاره خرج وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة ليعلق على خبر استدعاء سفيري المغرب من السعودية والإمارات، وقال إن "المغرب لديه قنوات خاصة لإعلان مثل هذه القرارات".

العالم-تقارير

أفادت وسائل إعلام مغربية اليوم السبت بأن الرباط استدعت سفيرها بالإمارات بعد انسحابها من تحالف العدوان الذي تقوده السعودية، في الحرب على اليمن.

وكشفت مواقع إخبارية مقربة من السلطات المغربية، أن الرباط استدعت سفيرها بالإمارات، وربطت بين الاستدعاء وبين التوتر بين الرباط والرياض.

وبحسب موقع "آشكاين" المغربي، فقد "أفاد مصدر عليم بأن المملكة المغربية استدعت سفيرها لدى دولة الإمارات العربية المتحدة، محمد آيت وعلي، للتشاور".

وتابع الموقع نقلا عن مصادره "فقد تم استدعاء السفير المغربي هذا الأسبوع، وذلك بعد تصاعد حدة التوتر بين المغرب وبعض البلدان الخليجية، كالسعودية".

وأوضح المصدر أن استدعاء السفير المغربي بالإمارات جاء مباشرة بعد تقرير نشرته قناة "العربية" السعودية، مشيرا الى أن الإمارات قد يكون يد فيها.

وفي السياق ذاته كشف موقع "هبة بريس" المغربي، ان العلاقات المغربية السعودية تمرّ من ازمة عميقة شكلتها عدة عوامل كان ابرزها حديث وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة في حوار مع قناة "الجزيرة" حول الحرب باليمن وكذا الزيارة التي قام بها ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، أواخر السنة الماضية، للمنطقة المغاربية والتي شملت ثلاثة بلدان لم يكن المغرب واحدا منها.

وافاد الموقع في تقرير ان حديث بوريطة مع قناة "الجزيرة" دفع بالسعودية الى توظيف ذراعها الاعلامي الذي هو قناة "العربية" في هجوم يمكن وصفه بـ"الغير المسبوق" خصوصا وان السعودية ظلت لأعوام تصدر بلاغاتها الرسمية تُقّر بمغربية الصحراء ليتفاجأ المغاربة بخرجة جديدة تضرب في العمق "الوحدة الترابية".

ومن جهتها أكدت قناة "الجزيرة" خبر استدعاء السفير المغربي بالإمارات وقالت إن السفير "محمد آيت وعلي موجود حاليا في الرباط".

ويأتي ذلك بعد أيام من استدعاء المغرب سفيرها لدى السعودية، مصطفى المنصوري بالتزامن مع إعلان الرباط تعليق مشاركتها في التحالف السعودي في اليمن.

هذا وخرج وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة عن صمته، معلقا على الانباء حول سحب سفيري المغرب من السعودية والإمارات، احتجاجا على عرض قناة "العربية" لتقرير معاد للوحدة الوطنية للمملكة.

وفي تصريح مقتضب قال بوريطة، لوكالة "سبوتنيك" الروسية اليوم السبت، إن "المغرب لديه قنوات خاصة لإعلان مثل هذه القرارات".

وأكد أن "الخبر غير مضبوط ولا أساس له من الصحة ولم يصدر عن مسؤول"، وأن تاريخ الدبلوماسية المغربية يؤكد أنها تعبّر عن موقفها بوسائلها الخاصة وليس من خلال وكالة أنباء أمريكية".

وكانت وكالة "أسوشيتد برس"، قد نقلت عن مسؤولين حكوميين، قولهم إن المغرب انسحب من التحالف الذي تقوده السعودية، في الحرب اليمنية. وقالا إن المغرب لم يعد يشارك في التدخلات العسكرية أو الاجتماعات الوزارية في التحالف الذي تقوده السعودية. وأضافت الوكالة، أن المغرب استدعى سفيره إلى المملكة العربية السعودية، لإجراء مشاورات.

وكان المحلل السياسي عادل بنحمزة قد قال في حوار مع "آشكاين"، ان استدعاء السفير المغربي من الرياض معناه أن العلاقات بين البلدين تجتاز منعطفا ربما يكون غير مسبوق في العلاقات الثنائية، والمغرب تعامل بكثير من الهدوء والحكمة في تدبير العلاقة المتأزمة مع السعودية وذلك منذ وصول محمد بن سلمان لولاية العهد، وحتى الخروج الأخير لوزير الخارجية ناصر بوريطة، ابتعد عن اللغة الصدامية وخطاب المواجهة وانتقى عباراته بكثير من الديبلوماسية والحزم أيضا، للتعبير بوضوح عن مستجدات الموقف المغربي من الحرب على اليمن والتي فهم منها الجميع أن المغرب أوقف مشاركته في التحالف الذي تقوده السعودية بخصوص النزاع في اليمن..ومعنى كل ذلك أن العلاقات بين البلدين تجتاز منذ فترة أزمة حقيقية تتحمل فيها السعودية كامل المسؤولية..علما أن الحرب على اليمن أضحت جريمة ضد الإنسانية لا يشرف المغرب أن يكون مشاركا فيها.

وقال بنحمزة التحول العميق الذي يحدث في بنية النظام السعودي يجعل من الأزمة الحالية أمرا غير مسبوق، والأمر يتعلق بصفة أساسية بولي العهد السعودي الذي يتصرف برعونة كبيرة سواء في تدبير الشأن الداخلي لبلاده سياسيا واقتصاديا، أو في تدبير علاقاتها الخارجية، بداية من الاعتقالات العشوائية التي همت رجال أعمال ومفكرين وحقوقيين وأمراء، مرورا باحتجاز رئيس الوزراء اللبناني و منح ملايير الدولارات للرئيس الأمريكي دونالد ترامب وليس انتهاءا بالاغتيال الهمجي والبدائي للكاتب جمال خاشقجي، إضافة إلى اصطفاف عدد من الدول إلى جانب السعودية تحت الإكراه وهي دول على كل حال ليس لها مكانة مؤثرة أو أنها تعيش بصورة شبه كلية على المساعدات السعودية.

واضاف بنحمزة في حواره، ان ولي العهد السعودي يعتقد أن المغرب من ضمن حديقته الخلفية وأن عليه أن يكون رجع الصدى للقرارات والمواقف السعودية، بينما المغرب دولة عريقة حافظت دائما على شخصيتها واستقلاليتها في علاقاتها الخارجية وأنها لا تقبل سوى علاقات متوازنة وواضحة مبنية على الاحترام المتبادل…، التحول الجاري اليوم في السعودية والذي ستكون له عواقب وخيمة على السعودية نفسها وعلى المنطقة ككل، لا يؤمن ولي عهدها – نتيحة الرعونة وضعف الخبرة- بمبدأ التوازن في العلاقات الثنائية، فأنت وفقا للمقاربة السعودية الجديدة، إما مع الرياض في كل ما تفعل وما لا تفعل، وإما أنك ضدها، ومحاولة الضغط على المغرب من خلال قضية وحدته الترابية، تعبر عن ضياع صوت الحكمة الذي كان موجودا وسط النخب والأسرة الحاكمة في السعودية، وجهل مركب بأهمية ملف الصحراء بالنسبة للمغاربة وكونه موضوع إجماع وطني، ولا يقبل أحد أن يتحول إلى رهينة في العلاقات الثنائية، لذلك لن يغفر المغاربة لكل من يحاول العبث بوحدته الترابية تحت أي ظرف، و سيجعل عودة العلاقات إلى طبيعتها بين البلدين أمرا صعبا في المستقبل، وهذا تطور عميق وغير مسبوق في العلاقات بين البلدين.