شهر العسل بين "إسرائيل" والبحرين والإمارات

شهر العسل بين
الثلاثاء ١٢ فبراير ٢٠١٩ - ٠٦:٥٣ بتوقيت غرينتش

كشفت القناة الإسرائيلية 13 عن خبايا أسرار العلاقات بين "إسرائيل" والدول الخليجية ضمن برنامج تبثها تم الكشف في الحلقة الأولى منه عن عن خبايا العلاقات السرية بين البحرين و"إسرائيل" القائمة منذ ربع قرن وكذلك العلاقات الاسرائيلية مع الامارات.

العالم- العالم الاسلامي

وستبث حلقات أخرى عن هذه العلاقات السرية بين "إسرائيل" ودول خليجية في عدة حلقات تباعا.

وقال باراك رافيد، المراسل السياسي للقناة الإسرائيلية الـ13، ضمن سلسلة تقاريره التلفزيونية حول العلاقات الإسرائيلية الخليجية: فقد بعثت البحرين قبل عامين من خلال وزير خارجيتها الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة برسالة سرية لرئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بواسطة وزيرة خارجية حكومة الاحتلال سابقا تسيبي ليفني، مفادها أنها معنية بتطوير العلاقات معها.

وكشفت القناة أن العلاقات السرية بين البحرين و"إسرائيل" مستمرة منذ 25 سنة، وأنها تتم من خلال جهاز المخابرات الخارجية «الموساد» ووزارة الخارجية الإسرائيلية التي عينت موظفا كبيرا يعمل خلسة مقابل البحرين.

وتدخل نتنياهو لمساعدة ملك البحرين خلال الثورة الشعبية ضده في 2014 والتي تم قمعها بقسوة، فكانت أحد أسباب تطور العلاقات بينها وبين "إسرائيل"، مشيرة لمساعي نتنياهو لدى واشنطن لزيادة دعمها للبحرين علاوة على وسائل دعم أخرى.

وارسلت البحرين وفدا لإسرائيل عام 2016 للمشاركة في تشييع رئيسها شيمون بيريز وتبعتها تغريدة من وزيرة خارجيتها في تويتر قال فيها «بيريز نم قرير العين بسلام فأنت رجل الحرب والسلام الذي ما زلنا ننتظره في الشرق الأوسط».

يشار الى أن البحرين كانت أول دولة عربية باركت استقبال سلطنة عمان لنتنياهو بشكل رسمي خلال زيارة قام بها لمسقط في 2018 ، وسارع وزير خارجيتها للثناء على « شجاعة سلطنة عمان التي دعت نتنياهو لزيارتها».

واستذكرت القناة 13 أن الرقابة العسكرية سمحت قبل شهرين للمرة الأولى بالنشر حول وجود مداولات للتطبيع وبناء علاقات دبلوماسية رسمية علنية بين "إسرائيل" والبحرين.

ويعتقد حاخام أميركي يُدعى مارك شناير المروّج للتطبيع بين "إسرائيل" والدول الخليجية أن العلاقات الرسمية بين البحرين و"إسرائيل" ليست محط سؤال إذا، بل هي مسألة وقت. وهكذا أيضا يرى الجنرال في الاحتياط يعقوب نيغل نائب مستشار نتنياهو لشؤون الأمن القومي أن العلاقات مع البحرين مجرد مسألة وقت. وتابع في مقابلته ضمن التحقيق «السعودية ترسل البحرين كرأس حربة وتستخدمها بالون اختبار لموقف وردود العالم العربي على مثل هذه الخطوة».

وعين ملك البحرين مؤخراً الحاخام مارك شنايير من نيويورك مستشاراً له للحوار مع الجالية اليهودية، وهو يجري حوارات دائمة بين اليهود والمسلمين، وقال في تصريح له: "إنني أعرف ملك البحرين منذ 2011 التقيته للمرة الأولى في قصر المنامة، وكان الزعيم الخليجي الأول الذي يتحدث ضد إيران حينها شهدت البحرين مظاهرات داخلية وطلب من السعوديين إنقاذه، وهناك من تطوع لدعمه وهو بنيامين نتياهو خلال مقابلة مع السي إن إن في مارس 2011 الذي أعلن دفاعه عن النظام البحريني".

ووضع نتنياهو البحرين على رأس قائمة أهدافه عشية الانتخابات ليستخدمها ورقة دعائية في المنافسات الداخلية، منوهة أنه يقوم ومساعدوه منذ شهور على دفع ملك البحرين لتقديم هدية ثمينة له عشية انتخابات الكنيست في التاسع من أبريل/ نيسان المقبل.

ويسعى نتنياهو، إلى عقد لقاء مع وزيري خارجية البحرين والمغرب، بالإضافة إلى عدد من وزراء الخارجية العرب، وذلك على هامش أعمال مؤتمر وارسو، الذي تنطلق أعماله يوم غد، الأربعاء، بمشاركة دول عربية أخرى منها السعودية والإمارات.

محادثات سرية بين نتنياهو وبن زايد

كما كشفت القناة الاسرائيلية 13 أن نتنياهو، أجرى سلسلة من المحادثات الهاتفية السرية مع ولي عهد أبوظبي، محمد بن زايد آل نهيان في أعقاب توقيع الاتفاق النووي مع إيران عام 2015.

وتناولت المحادثات بين نتنياهو وبن زايد التنسيق بين الطرفين بشأن الملف الإيراني، وذلك في أعقاب توقيع الاتفاق النووي مع طهران، كما بحثا محاولة "دفع عملية سياسية إقليمية في المنطقة".

ولم تخرج أي صفقة لحيز التنفيذ وما لبث أن فاز نتنياهو بجائزة كبيرة بفوز حليفه دونالد ترامب وأكد مسؤول إسرائيلي كبير أن نتنياهو حاول عقد لقاءات ثلاثية بينه وبين ولي العهد الإماراتي والسعودي بهدف التمهيد لتسوية الصراع مع الفلسطينيين لكن الولايات المتحدة تلقت جوابا سلبيا من السعودية والإمارات اللتين اعتبرتا أن مثل هذه القمة الثلاثية قبل تسوية القضية الفلسطينية تحرجهما.

وبدأ التحالف الإسرائيلي – الإماراتي مبكرا وقبل 20 سنة وشمل تعاونا أمنيا، دبلوماسيا واقتصاديا واسعا معظمه بقي سريا ثم عزز الاتفاق النووي الايراني هذا التحالف القائم على مبدأ "عدو عدوي صديقي".

يذكر أن صحيفة "نيويورك تايمز" كشفت نهاية أغسطس الماضي، أن الإمارات استخدمت في السنوات الأخيرة برنامج تجسس إسرائيلياً اخترقت بواسطته هواتف المعارضين والخصوم في الداخل وفي الخارج؛ منها هواتف أمير دولة قطر، وقائد الحرس الوطني السعودي متعب بن عبد الله، وصحفيين ومثقفين عرب.

والتحالف السري بين "إسرائيل" وبين الإمارات توثق أكثر فأكثر بقيادة وبفضل رئيس الموساد الحالي يوسي كوهن لكن نتنياهو لم ينجح حتى إلى علنية وتابعت “إن عزف النشيد الوطني الإسرائيلي “هتكفاه” في أبو ظبي خلال زيارة وفد رياضي إسرائيلي برئاسة وزيرة الثقافة الإسرائيلية ميري ريغف قد شكّل لحظة تاريخية لكن الطريق نحو علاقات علنية بين "إسرائيل" والإمارات ما زالت طويلة”.