زيارة باذخة لولي العهد السعودي إلى باكستان

زيارة باذخة لولي العهد السعودي إلى باكستان
الإثنين ١٨ فبراير ٢٠١٩ - ٠٦:٣٦ بتوقيت غرينتش

اثارت زيارة ولي العهد السعودي محمد بن سلمان إلى باكستان التی انتهت الیوم الاثنین جدلا واسعا، بسبب "مظاهر البذخ والترف وضخامة الحاشية" التي رافقتها. وجاءت الزيارة في وقت تلاحقه الاحتجاجات على خلفية اتهامه بالتورط في قتل الصحفي جمال خاشقجي العام الماضي بمدينة إسطنبول التركية.

العالم - تقارير

وقد شهدت الزيارة التي دامت يومين توقيع عدد من الاتفاقيات الاقتصادية بقيمة 20 مليار دولار.

ومن أبرز مذكرات التفاهم التي وقع عليها بن سلمان خلال زيارته إلى باكستان إنشاء مصفاة تكرير للنفط في ميناء غوادر بتكلفة ستة مليارات دولار، ودعم بناء سدود مائية جديدة.

وتم منح ولي العهد السعودي بروتوكول VVIP الذي يعني شخصا أكثر من مهم، وعند دخول طائرته للمجال الجوي الباكستاني، رافقته طائرات مقاتلة من طراز JF-17 في الأجواء الباكستانية.

واحتوت قائمة المتعلقات التي صحبها معه محمد بن سلمان إلى باكستان، خمس شاحنات تحمل احتياجات ولي العهد الشخصية من أدوات للتمارين وأثاث وأمتعة شخصية أخرى.

وتم حجز فندقين من فئة الخمس نجوم بالكامل للوفد السعودي، كما وصل الحرس الملكي إلى العاصمة الباكستانية للقيام بالترتيبات الأمنية اللازمة لاستقبال ولي العهد.

وتم شحن 80 حاوية من الأمتعة واللوازم إلى العاصمة الباكستانية للتحضير لزيارة بن سلمان ومرافقيه، كما وصلت سيارات ولي العهد الى اسلام اباد.

وضم الوفد السعودي حوالي 1100 مسؤول ورجل أعمال.

وكان ولي العهد السعودي أول ضيف دولة اقيم في المبنى الحكومي المخصص لرئيس وزراء باكستان، كما أحضر المسؤولون الأمنيون السعوديون مشرفيهم الأمنيين وموظفي الأمن الصغار لإجراء الترتيبات اللازمة.

وانتشر عناصر من الجيش الباكستاني في نقاط مهمة خلال زيارة بن سلمان للبلاد.

كما تم حجز أسطول مكون من 300 سيارة لاند كروز لاستخدام الوفد أثناء الإقامة في باكستان.

وقد رافق بن سلمان وفد خاص ضم 40 شخصا من المسؤولين التنفيذيين في أرامكو وأكثر من 100 رجل أعمال سعودي.

وجاءت زيارة ولي العهد السعودي الى باكستان في وقت تلاحقه الاحتجاجات على خلفية اتهامه بالتورط في قتل الصحفي جمال خاشقجي العام الماضي بمدينة إسطنبول التركية.

واستبقت سلطات باكستان زيارة بن سلمان بفرض إجراءات أمنية شاملة ومشددة تمثلت في تسيير دوريات إضافية وإقامة حواجز على الطرق الرئيسية، كما قررت قطع خدمات الهواتف الخلوية قبيل وصول ولي العهد، ونشر قوات من الجيش لتأمين الطرق التي سلكها موكبه، إضافة إلى تأمين محيط رئاسة الوزراء حيث اقيم.

كما أعلنت الحكومة الباكستانية اليوم الاثنين عطلة رسمية في إسلام آباد بمناسبة الزيارة، وفرضت قيودا مشددة على مواقع التواصل الاجتماعي والتظاهر تحسبا لاحتجاجات مناهضة له متعلقة باغتيال الصحفي جمال خاشقجي والحرب في اليمن.

وقالت مصادر أمنية باكستانية أنها تلقت معلومات تفيد بأن بعض الأشخاص كانوا يسعون لزعزعة الأمن خلال زيارة ولي العهد السعودي، وأنه تبعا لذلك جرى فرض قانون 144 الذي يمنع ركوب الدراجات النارية لأكثر من شخص، ويمنع القانون التجمع لأكثر من خمسة أشخاص إلى حين انتهاء الزيارة.

وقالت منظمة "سكاي لاين" الدولية إنها حصلت على وثيقة صدرت الجمعة الماضية من وزارة الداخلية تتضمن خططا وضعتها الشرطة الباكستانية لإغلاق 19 ألف صفحة على موقع فيسبوك وعشرين ألف حساب على موقع تويتر، وذلك بهدف منع تنسيق مظاهرات مناوئة لمحمد بن سلمان.

وبمقتضى الخطط التي جرى الكشف عنها قامت وحدة الجرائم الإلكترونية التابعة للشرطة بتتبع تلك المجموعات في وسائل التواصل الاجتماعي.

وكانت صحيفة وول ستريت جورنال الأميركية قالت إن الدافع لزيارة بن سلمان لبعض الدول الآسيوية هو غضبه من الغرب الذي وجه إليه كثيرا من الانتقاد.

وأشارت الصحيفة في تقرير لها إلى أن هذه الزيارة تعتبر تحولا إستراتيجيا في سياسة السعودية، وأنها تجيء وسط استمرار لعرقلة قضية اغتيال الصحفي السعودي جمال خاشقجي والحرب في اليمن واضطراب علاقات المملكة مع الولايات المتحدة والقوى الأوروبية.

وقبل الزيارة شهدت مناطق باكستانية مختلفة مظاهرات منددة بها، واتهم المتظاهرون ولي العهد السعودي بالتورط في حرب اليمن وقتل الأبرياء هناك، كما رددوا شعارات نددت بالزيارة وطالبت بإلغائها.

وعلى الرغم من القيود والإجراءات الأمنية التي فرضتها السلطات فإن مظاهرات خرجت في مدينة لاهور، وحمل المشاركون فيها لافتات تندد بمحمد بن سلمان، وتعتبره شخصا غير مرحب به.

وتضمنت اللافتات كتابات وصورا تندد بسياسات ولي العهد السعودي ودوره في قتل خاشقجي والحرب في اليمن، واظهرت بعض الصور بن سلمان بوصفه الرجل المفضل للولايات المتحدة والكيان إلاسرائيلي.

ويرى بعض الخبراء والمحللين السياسيين ان زيارة بن سلمان لباكستان جاءت محاولة غير ناجحة منه لتلميع صورته التي شوهت كثيرا اثر قتل الصحفي جمال خاشقجي في القنصلية السعودية في اسطنبول والعدوان المتواصل على اليمن منذ اربعة اعوام الذي قتل خلاله الالاف من الابرياء بينهم الاطفال والنساء والشيوخ ودمرت البنى التحتية لهذا البلد العربي المسلم الفقير.