استنفار على الحدود.. هؤلاء ينتظرون الانتقال إلى العراق

استنفار على الحدود.. هؤلاء ينتظرون الانتقال إلى العراق
الأربعاء ٢٠ فبراير ٢٠١٩ - ١٢:٥٣ بتوقيت غرينتش

مع احتدام المعارك بين قوات سوريا الديموقراطية (قسد) و"داعش" في بلدة الباغوز، الجيب الأخير للتنظيم الارهابي بريف دير الزور الشرقي، يساور السلطات العراقية القلق من احتمال تغلغل عناصر "داعش" في الاراضي العراقية لاستئناف أنشطتهم الارهابية

العالم- تقارير

على خلفية التطورات التي تشهدها بلدة الباغوز السورية والتي قد تدفع واشنطن، في غضون ساعات، إلى إعلان "انتهاء العمليات العسكرية"، ومن ثم "الانتصار" على أكثر التنظيمات تطرّفاً في العالم، أكد رئيس الحكومة العراقية، عادل عبد المهدي، أن بلاده معنية بتطهير آخر جيب لتنظيم "داعش" في سوريا.

وقال عبد المهدي في تصريح مقتضب خلال مؤتمره الصحفي الأسبوعي، إن "العالم اليوم أكثر أمنا وسلما بسبب التضحيات التي بذلها العراقيون في القضاء على داعش". مؤكدا أن العراق لن يسمح بتسلل ارهابيي "داعش" الى داخل أراضيه.

وتعليقا على تصريحات عبد المهدي أفادت جريدة "الأخبار" اللبنانية، ان اهتمام بغداد يتصل بالدرجة الأولى بمستقبل مسلحي "داعش"، وخصوصاً العراقيين منهم وعوائلهم، وإمكانية انتقالهم من الشرق السوري إلى الغرب العراقي. وفقاً لمعلومات "الأخبار"، فإن خطة التعامل العراقية مع هذا الملف تتضمّن مسارين: إنساني وعسكري، وإن كان منطلق الاثنين أمنياً، على قاعدة الحؤول دون إيجاد بيئة حاضنة للخلايا النائمة، من شأنها أن تنتج تنظيماً مشابهاً لـ"داعش" مجدّداً، وهو ما حذّر منه مستشار الأمن الوطني العراقي، فالح الفياض، أول من أمس.

وتفيد المعلومات بأن مجلس الأمن الوطني، الذي يرأسه عبد المهدي، ساده رأيان: الأول دعا إلى السماح لـ"الدواعش" بالعودة إلى قراهم ومنازلهم، من دون التحقيق معهم أو استجوابهم. أما الرأي الثاني، الذي تبنّاه رئيس الوزراء، فهو نقل هؤلاء إلى مخيمات جاهزة محاذية للحدود، على أن تبدأ القوات الأمنية إثر ذلك تحقيقاتها، ومن ثم إحالة من يثبت تورطه في عمليات إجرامية إلى الجهات الأمنية والقضائية المختصة، فيما يُعاد دمج بقية المحتجزين مع مجتمعاتهم فور الانتهاء من الخطوات القانونية.

وتفيد "الأخبار" بأن عملية تسليم هؤلاء، الذين يُقدّر عددهم بحسب بعض التقارير الأمنية بأكثر من 15 ألف شخص ما بين رجال ونساء وأطفال، ستجري على مسارين: الأول قيام «قسد»، بعد التنسيق مع الجانب الأميركي، بتسليم بغداد المحتجزين لديها. والثاني، قيام الجانب الأميركي بتسليم نظيره العراقي المحتجزين لديه بشكل مباشر. لكن القائم بالأعمال في السفارة الأميركية في بغداد، جوي هود، نفى، أمس، وجود "خطة لنقل عوائل داعش من سوريا إلى العراق"، لافتاً إلى أن "قسد سلّمت العراق عناصر عراقيين من تنظيم داعش"، مستدركاً بـ"أننا سنساعد في هذا الملف إذا طُلب منا ذلك".

أمنياً، يتواصل العمل، بحسب الجريدة، على ترجمة توجيهات مجلس الأمن الوطني بـ"التنسيق الدائم بين القطعات العسكرية، واستمرار عمليات البحث وملاحقة عناصر داعش في المناطق الصحراوية المحاذية، ومراقبة الشريط الحدودي لمنع أي عمليات تسلل نحو الأراضي العراقية"، وفي هذا الإطار، أكد بيان صادر عن "قيادة العمليات المشتركة"، أمس، أن "الجيش العراقي يستمرّ في تأمين الشريط الحدودي بين العراق وسوريا، حيث يقوم لواء المشاة الآلي السابع والثلاثون، التابع للفرقة المدرعة التاسعة، بتأمين الشريط الحدودي في قضاء القائم من نهر الفرات، وصولاً إلى نهاية الشريط الحدودي في القضاء"، لافتاً إلى أن "هذا اللواء هو احتياط وإسناد للقوات الموجودة على الشريط الحدودي، والهدف منها الحماية التامة للحدود العراقية ـــــ السورية لمنع تسلل عصابات داعش".

وفي السياق نفسه، تؤكد مصادر ميدانية في حديثها إلى "الأخبار" أن "القوات المنتشرة على طول الخط الحدودي، باختلاف صنوفها، على أتمّ الجاهزية لصدّ أي محاولة تسلّل للمسلحين"، نافية أن تكون هناك أي عملية تسلّل ضخمة في الفترة الماضية، مقرّة في الوقت نفسه بـ"نجاح عمليات تسلل فردية، تأخذ طابع انتقال غير شرعي بين ضفتي الحدود".

الى ذلك قال الكاتب السياسي مهند الضاهر في حوار خاص لقناة "العالم"، ان غاية "داعش" في المنطقة الشرقية في سوريا كانت دائما قطع طريق محور المقاومة الذي يمتد من ايران الى لبنان مرورا بسوريا.

واضاف ان معلومات صحفية افادت بوجود مخطط عام 2014 لإيصال "داعش" إلى شمال الموصل لينتقل الى بغداد لقطع طريق الامداد بن ايران وسوريا وبعد الحرب الاقتصادية تبين ان الامريكي كان يخطط لهذا الموضوع.

وقال الكاتب السياسي نقلا عن وزير عراقي سابق لم يسمه، إن الامريكي كان قد هدد رئيس الوزراء العراقي السابق حيدر العبادي بعدم القضاء على 400 "داعشي" على الحدود العراقية السورية بعد القضاء على كل "الدواعش" في منطقة الموصل وغيرها.

واوضح الضاهر ان سوريا وقعت مع ايران 11 اتفاقية اقتصادية لمد خطوط عبر العراق واحد منها خط حديدي يربط سوريا بايران واخر سريع لنقل البضائع وبالتالي كسر الحصار وكانت وظيفة "داعش" قطع هذا الطريق بريا لان التواجد في هذه المنطقة اما ان يكون للاكراد بالتالي يمكن ان يشكلوا فيدرالية كما كان يعتقد والامريكي متاكد من ان هذا لن يحدث لا بموافقة سوريا ولا بموافقة الحلفاء روسيا وايران بالتالي كان لا بد له من شئ اخر وهو "داعش". والان توضح ان سوريا كسرت هذا الحصار واستطاعت القضاء على "داعش" وبقي الان في مواجهة مع القوات الكردية في كيلومتر واحد الى جانب منطقة الباغوز.

ورغم أن العراقيين احتفلوا في ديسمبر 2018 بالذكرى الأولى للنصر على تنظيم "داعش" الإرهابي، الذي كان قد سيطر على ثلث البلاد تقريباً لنحو 4 سنوات، لكن يبقى خطر عودة "داعش" من سوريا الى العراق. وبعض الأسباب التي ساهمت بظهور الجماعات المتشددة في بلاد الرافدين، وفقاً لمراقبين في الشأن العراقي، لا تزال قائمة أو ربما عادت من جديد، وهو الأمر الذي يعيد المخاوف من عودة "داعش" أو تنظيمات إرهابية أخرى تحت مسميات جديدة.

وبناء على هذه المعلومات يرى المراقبون ان المخطط الاميركي القادم قد يكون استهداف أمن العراق من خلال الجماعات الارهابية التي تعمد واشنطن على تسهيل عبورها من سوريا الى داخل الاراضي العراقية، في محاولة لإيجاد مزيد من الضغط على الحكومة العراقية لعدم مطالبتها بالرحيل.