تفاصيل تروى للمرة الأولى.. هذا ما قاله مخلوف للوزير اللبناني في دمشق

تفاصيل تروى للمرة الأولى.. هذا ما قاله مخلوف للوزير اللبناني في دمشق
السبت ٢٣ فبراير ٢٠١٩ - ٠١:١٦ بتوقيت غرينتش

يشكل ملف النازحين السوريين تحدياً كبيراً للحكومة اللبنانية الجديدة، ليس فقط من زاوية الدفع في اتجاه تأمين عودتهم في اسرع وقت ممكن، وانما ايضاً لجهة السعي الى التعامل معه وفق مقاربة موحدة تحافظ على التضامن الوزاري، الذي اهتز تحت وطأة زيارة وزير الدولة لشؤون النازحين صالح الغريب لدمشق.

العالم - لبنان

وكتب الصحفي عماد مرمل في صحيفة "الجمهورية"، مقالا بعنوان: "كيف ردت دمشق على تسهيل عودة النازحين؟"، جاء فيه:

هناك من يعتبر ان السجال الذي واكب زيارة الغريب لدمشق يندرج في اطار "الاستهلاك السياسي الذي لا يقدم ولا يؤخر"، لأنه منذ لحظة نقل وزارة شؤون النازحين من تيار "المستقبل" الى فريق 8 اذار، وتحديدا الى رئيس "الحزب الديمقراطي" طلال ارسلان المعروف بعلاقته الوثيقة مع الرئيس بشار الاسد، كان معروفا ان الوزير الجديد المحسوب على ارسلان سيعزز التواصل مع دمشق وسيزورها مرارا وتكرارا، بموافقة ضمنية من الحريري، لمحاولة تسهيل عودة اكبر عدد ممكن من النازحين، وإلا ما الداعي أصلا الى تغيير هوية الوزير السياسية.

وبينما لا يزال اللبنانيون يتهلون بقشور هذا الملف وشكلياته، ويهدرون الوقت والجهد على مناقشة تفاصيل إجرائية من قبيل ما إذا كان يتوجب على الوزير المختص زيارة سوريا ام لا، تتفاقم لدى البعض الخشية من نيات المجتمع الدولي الذي يرفض تمويل خطط العودة ويدفع في اتجاه إبقاء النازحين في الدول المضيفة، الى حين إنجاز الحل السياسي.

وفي سياق متصل، نقل أحد زوار موسكو عن مسؤول روسي كبير قوله "ان المبادرة الروسية تحتاج الى تمويل يقارب الخمسة مليارات دولار لضمان عودة النازحين من كل دول الجوار، وان موسكو غير قادرة على تحمل هذه الأعباء الضخمة".

أما الدول الغربية ودول مجلس التعاون، فإنها ليست مستعدة حاليا لضخ السيولة في صندوق تلك المبادرة وتقديم هدية مجانية الى روسيا، وهي تفترض ان اي مساهمة مالية في مشروع عودة النازحين يجب ان تكون مسبوقة بالحل السياسي الذي يبدو انه لا يزال متأخرا.

امام هذا الواقع، وفي انتظار إطلاق الدينامية الدولية والاقليمية التي لا تزال متعثرة، يميل البعض في لبنان الى تعزيز الالية "المحلية الصنع" والمعتمدة منذ فترة لتسهيل عودة النازحين، سواء عبر جهاز الامن العام او من خلال أقنية اخرى.

وعلم ان الغريب بحث مع وزير البيئة والادارة المحلية السوري حسين مخلوف، أثناء لقائهما الاخير، في إمكان تكبير حجم دفعات العائدين من النازحين، بحيث يرفع العدد في كل دفعة من بضع مئات الى الالاف، على ان تزيد دمشق في الوقت نفسه نسبة إعطاء الموافقات وتخفض نسبة الممنوعين من الرجوع الى أقل معدل ممكن.