إستقالة الوزير ظريف.. وجهة نظر أخرى

إستقالة الوزير ظريف.. وجهة نظر أخرى
الأربعاء ٢٧ فبراير ٢٠١٩ - ٠٩:١٧ بتوقيت غرينتش

رغم انه شأن داخلي ايراني، ورغم انه حدث كثيرا ما تشهده دول العالم كما لو انه امر طبيعي، الا ان خبر إستقالة وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف، ملأ الدنيا وشغل الناس، حتى بات الخبر الاول عالميا خلال اليومين الماضيين، ومازالت تداعياته متواصلة.

العالم - مقالات وتحليلات

في هذه الاسطر، لن نتطرق الى اسباب الاستقالة، وهل قبلها او رفضها الرئيس الايراني حسن روحاني، فهذه القضايا قد تناولها كتاب ومحللون وسياسيون في جميع انحاء العالم ومازالوا يفعلون، لذا سنتناول قضية الاستقالة من وجهة نظر أخرى، لا نعتقد ان ايا من هؤلاء الكتاب والمحللون والسياسيون قد تطرق اليها.

ما غفل عنه الجميع وهم يتناولون قضية استقالة ظريف، هو هذه الاهمية والمكانة المرموقة التي تتبوأها ايران على الصعيد العالمي، حيث تكثفت وبرزت هذه الاهمية والمكانة من خلال ردود الافعال التي اثارتها الاستقالة لدى معظم عواصم صنع القرار في العالم وفي مقدمتها واشنطن ، وكذلك من خلال التغطية الاعلامية الضخمة التي انبرت لها الفضائيات المعتبرة في العالم.

وزارة الخارجية الامريكية وشخص وزير الخارجية الامريكي مايك بومبيو،كان لهما عدة مواقف وتصريحات حول استقالة ظريف، وقال بومبيو “لقد علمنا باستقالة ظريف، دعونا ننتظر إن كان هذا صحيحا”، بينما رئيس وزراء الكيان الصهيوني بنيامين نتنياهو فأعرب عن سعادته بالتخلص من ظريف.

الملفت ان بومبيو هذا، والذي يمثل الجهاز الدبلوماسي لدولة كبرى مثل الولايات المتحدة الامريكية، ينتمي الى ادارة يقودها شخص مثل دونالد ترامب، هي اسوء ادارة مرت بالبيت الابيض في التاريخ الامريكي المعاصر، فترامب هو الشخص الوحيد الذي بقى في ادارته التي دخل بها الى البيت الابيض، فجميع اعضاء تلك الادارة اما طُرد او استقال، حتى ان منهم من دخل السجن او ملاحق قضائيا، وآخر هؤلاء المستقيلين هو وزير الدفاع الامريكي جيمز ماتيس، ولكن رغم كل تلك الاستقالات والاقالات، الا انه لم تثر تلك الاهمية التي اثارتها استقالة ظريف على الصعيد العالمي.

الملفت ايضا ان بومبيو الذي خلف تيلرسون المطرود من قبل ترامب، لا يملك اي فكرة او وجهة نظر، خاصة به، ازاء القضايا الدولية الخطيرة، فهو ليس الا صدى لما يقوله ترامب، فبومبيو وفي كل خطاب له، في اي مكان كان، وفي اي موضوع تحدث، لابد ان يعرج على ايران في محاولة للنيل منها والتقليل من شأنها، وطالما كرر مقولته هو حول ان ايران معزولة وانها في الرمق الاخير، بينما هو في الوقت نفسه يستدعي وزراء خارجية ومسؤولين من اكثر من عشر دول عربية، بالاضافة الى ممثلين عن اربعين دولة اخرى، للاجتماع في العاصمة البولندية وارسو لبحث سبل مواجهة ايران، بعد ان فشلت محاولته الاولى في انشاء ناتو سني “اسرائيلي” لمواجهة ايران.

ترى هل نصدق مزاعم بومبيو وبولتون وترامب وكبيرهم نتنياهو واذنابهم من الرجعية العربية، حول عزلة ايران وضعف ايران، ام نصدق محاولات هذا الرباعي البائس لتجنيد نصف العالم كله ضد ايران، وهي محاولات تشهد لايران بالقوة والمنعة والاستقلال والسيادة، وما انشغال هذا الرباعي واذنابه بخبر استقالة ظريف الا اعتراف واضح وصريح بهذه القوة لايران، التي افشلت ومازالت تُفشل كل مخططات امريكا و”اسرائيل” لابتلاع المنطقة.

المصدر : شفقنا