ماذا يعني استعداد عباس للقاء نتنياهو؟

ماذا يعني استعداد عباس للقاء نتنياهو؟
الخميس ٢٨ فبراير ٢٠١٩ - ٠١:٣٨ بتوقيت غرينتش

بينما تسعى الفصائل الفلسطينية بما فيها حركتا المقاومة الاسلامية "حماس"، والجهاد الاسلامي جاهدة لطي صفحة الخلافات الداخلية وتعزيز الوحدة الوطنية في ظل التمسك بمبادئ وقيم الشعب الفلسطيني، يرفض رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس الاجتماع مع القيادات الوطنية لتنظيم البيت الداخلي ويبدي استعداده للقاء رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي.

العالم - فلسطين المحتلة

يرفض رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس الاجتماع مع الفصائل الفلسطينية لتنظيم البيت الداخلي وانهاء الخلافات وتعزيز الوحدة الداخلية لتوجيه البوصلة نحو تحرير الاراضي الفلسطينية وضد الاحتلال الاسرائيلي فانه يعلن عن موافقته لإجراء اللقاء مع رئيس وزراء الاحتلال الاسرائيلي في روسيا، سواء أكان الحالي بنيامين نتنياهو أم الذي تأتي به الانتخابات الإسرائيلية المقبلة، لمزيد من التنسيق الامني معه ضد المقاومة الفلسطينية خاصة في الضفة الغربية.

وقال الناطق الرسمي باسم الرئاسة نبيل أبو ردينة، في تصريح لوكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية (وفا)، امس الأربعاء: "الرئيس عباس على استعداد لتلبية طلب الرئيس بوتين عقد مثل هذا اللقاء، في أي وقت (..)، من أجل تحقيق السلام العادل والدائم".

وأضاف: "الرئيس الروسي سبق أن رتَّب لقاء مع نتنياهو في موسكو، ووافق الرئيس (عباس) على حضوره، لكن نتنياهو تهرب من هذا الاجتماع".

وكان بوتين استقبل، الاربعاء، نتنياهو في العاصمة موسكو، وبحثا معاً الملفات الدولية والإقليمية، خاصةً الوضع في سوريا والتسوية الفلسطينية - الإسرائيلية، وفق بيان للكرملين.

ومنذ 2014 والمفاوضات بين السُّلطة و"إسرائيل" متوقفة، بعد رفض الاحتلال وقف الاستيطان، وتراجعه عن الإفراج عن معتقلين، وتنكره لحل الدولتين.

من جانبها، تسعى الفصائل الفلسطينية بما فيها حركتا حماس والجهاد الاسلامي جاهدة لطي صفحة الخلافات الداخلية وتعزيز الوحدة الوطنية في ظل التمسك بمبادئ وقيم الشعب الفلسطيني في اطار نضاله المتواصل لنيل حقوقه المشروعة.

وفي هذا السياق، عقدت العديد من اللقاءات لترتيب البيت الداخلي الفلسطيني لكنها واجهت حائط السلطة الفلسطينية ورفض رئيسها للجلوس مع سائر الافرقاء والقوى الوطنية من اجل معالجة القضايا الداخلية.

ولم تقتصر القضيه على هذا الحد بل اقدمت السلطة الفلسطينية على فرض عقوبات على قطاع غزة متماشيا مع الاحتلال والتنسيق الامني معه في الضفة الغربية لاستهداف قوى المقاومة.

ويرى عباس الاحتلال شريكا له يضمن استمرار بقاءه في السلطة على حساب المصالح الفلسطينية العليا ومن هذا المنطلق يقبل اجراء اللقاء مع رئيس الوزراء الاسرائيلي.

كما أعلنت حركة فتح رفضها إجراء أي لقاء مع حركتي حماس والجهاد الإسلامي في فلسطين.

ويقول الناطق باسم حركة حماس حازم قاسم: إن إعلان السلطة الفلسطينية موافقتها على عقد لقاء بين رئيسها محمود عباس ورئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، استمرار للوهم الذي تعيشه السلطة أن مثل هذه اللقاءات يمكن أن تحقق شيئًا لشعبنا.

وأضاف: "من الواضح أن السلطة ما زالت ترى في الاحتلال شريكا لها، بالرغم من كل السياسات العدوانية لحكومة الاحتلال".

وعبر عن أسفه أن هذا الحرص على لقاء نتنياهو يقابله تعنت السلطة في رفضها لقاء القيادات الفلسطينية الوطنية.

وشدد على أنه "إذا كانت السلطة وقيادة حركة فتح حريصة على مواجهة عدوان الاحتلال، فعليها المسارعة في إنجاز الوحدة الوطنية، وتطبيق اتفاقات المصالحة، ووقف العقوبات على قطاع غزة، ووقف سياسة التفرد في القرار الفلسطيني".

واستمرارا للتنسيق الامني بين السلطة والاحتلال الاسرائيلي، قامت قوات الاحتلال الاربعاء بالاعتداء على شبان فلسطينيين في رام الله امام اعين السلطة الفلسطينية واعتقلت ستة وثلاثين فلسطينيا.

هذا وزعمت القناة الاسرائيلية السابعة، إن السلطة الفلسطينية اعتقلت مؤخرًا مجموعة تابعة لحركة "حماس"، كانت تخطط لتنفيذ عمليات داخل الأراضي المحتلة عام 48.

وذكرت القناة، عبر موقعها الإلكتروني، أن "أجهزة أمن السلطة اعتقلت خلية مقاومة وحصلت على معلومات خلال التحقيق معها حول نيتها تنفيذ هجمات ضد أهداف للاحتلال في الداخل الفلسطيني المحتل"، بحسب زعم القناة.

وفي السياق ذاته، نقل مراسل القناة 12 الاسرائيلية، ايهود حيمو، عن مصادر في أجهزة أمن السلطة بالضفة، قولها: إن قواتها اعتقلت "خلية ثقيلة" مكونة من ستة أشخاص كانت تخطط لتنفيذ عمليات ضد أهداف "إسرائيلية" داخل الأراضي المحتلة عام 48.

وادعت المصادر الأمنية التابعة للسطة أن الخلية ينتمي عناصرها لحركة حماس وكانت تُخطط لتنفيذ عمليات عبر أحزمة ناسفة كانت تصنعها في مدينة نابلس (شمال القدس المحتلة)، على حد زعمها.

وقالت المصادر إن التحقيق من أجهزة أمن السلطة مع المعتقلين ما زال مستمرًا، وقد تم ضبط ومصادرة ست قطع سلاح من نوع "كارلو"، مؤكدًا أنها كانت تعمل على تفعيل العمل المقاوم بالضفة.

وتشير هذه المستجدات على الساحة الفلسطينية بان السلطة ورئيسها يتماديان في التعاون مع الاحتلال على حساب مصالح الشعب الفلسطيني ومبادئه ويهرولان نحو التسوية الواهية معه بدلا من ان يقوما بترتيب البيت الداخلي والقبول بمشروع المقاومة التي أفشلت كل مؤامرات الاحتلال وردت على عدوانه واستطاعت تحقيق انجازات كبيرة على الساحة الفلسطينية.