هل ستنتهي الحرب على سوريا بنهاية 'داعش'؟

هل ستنتهي الحرب على سوريا بنهاية 'داعش'؟
الأحد ٠٣ مارس ٢٠١٩ - ٠٥:٥٠ بتوقيت غرينتش

ضحايا كثر وخسائر كبيرة هي حصيلة الحرب علی سوريا التي تنهي بعد أيام أعوامها الثمانية، ذاق خلالها السوريون عذاباً وحصاراً؛ والان كلهم أمل أن يكون العام الأخير من عمر هذه الحرب.

العالم - تقارير

في هذه الاثناء، قامت مجموعات إرهابية مسلحة، فجر اليوم الأحد، بمهاجمة بعض النقاط العسكرية السورية على امتداد محور المصاصنة بريف حماة الشمالي مستخدمة أنواعا متعددة من الأسلحة بعد تمهيد ناري على نقاط: المداجن ــ زور الحيصة ــ خربة معرين، في ظل أجواء جوية سيئة وعاصفة.

ونقلت وكالة الانباء السورية "سانا"، أن القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة “تؤكد يقينها أن انخفاض المعارك في بعض الأماكن لا يعني الركون للإرهابيين الذين سيستمرون بالمحاولة كلما تلقوا ضربات أكبر، وأنها على استعداد مستمر وجاهزية عالية للتصدي لهجمات الإرهابيين القتلة على المحاور المتبقية في حربها ضد الإرهاب”.

وأدانت سوريا بشدة "السلوك الإجرامي المستمر للمجموعات الإرهابية وخروقها الدائمة لاتفاقات وقف التصعيد" مؤكدة استعداد الجيش السوري للتصدي لجرائم هذه الزمر.

وقال مصدر مسؤول في وزارة الخارجية والمغتربين السورية: في انتهاك جديد لاتفاق وقف التصعيد يضاف إلى سلسلة انتهاكاتها المستمرة، تابعت المجموعات الإرهابية اعتداءاتها على قواتنا المسلحة، حيث شنت هجوما إرهابيا جديدا مخططا له بشكل مسبق على قواتنا المسلحة المتمركزة على امتداد محور المصاصنة في ريف حماة الشمالي وذلك انطلاقا من مواقعها في مناطق وقف التصعيد، مستخدمة أنواعا متعددة من الأسلحة ومستغلة الظروف الجوية السيئة لتنفيذ عملياتها الإرهابية الدنيئة.

وأضاف المصدر: أسفر الاعتداء الإرهابي عن ارتقاء عدد من الشهداء وإصابة عدد آخر من جنود قواتنا المسلحة وقد تمكنت قواتنا من صد الهجوم وتكبيد الإرهابيين المهاجمين خسائر فادحة في الأفراد والعتاد وتم سحب عدد من جثث قتلاهم وبقيت جثث أخرى في العراء.

وتابع، الجمهورية العربية السورية إذ تعرب عن إدانتها الشديدة للسلوك الإجرامي المستمر للمجموعات الإرهابية وخروقها الدائمة لاتفاقيات وقف التصعيد، تؤكد على الجاهزية العالية والتامة للجيش السوري في التصدي لهذه الجرائم والخروق وعلى أنها لن تقف مكتوفة الأيدي تجاه هذه الجرائم وتشدد على أنها لن تسمح للإرهابيين ومن يقف وراءهم بالتمادي في اعتداءاتهم على المواطنين الأبرياء وقوات الجيش العربي السوري، مؤكدة على حقها في الدفاع عن سيادة ووحدة أراضي الجمهورية العربية السورية وسلامة مواطنيها على كامل التراب السوري.

ونشرت وزارة الدفاع السورية مقطع فيديو يظهر وقوع قتلى في صفوف المجموعات الإرهابية المسلحة اثر تصدي الجيش السوري لهجوم شنته على نقاطه في محور المصاصنة بريف حماه الشمالي الغربي.

الى ذلك خلفت قذائف الارهابيين التي تستهدف المناطق السكنية في ريف حماة الغربي والشمالي الغربي، مشاهداً من الدمار والخراب. محردة والسقيلبية وسلحب وأصيلة بلدات آمنة حافظت على استقرارها طوال سنوات الحرب علی سوريا. يدفع سكانها يوميا ضريبة هذا الاستقرار تارة من دمائهم و تارة في ممتلكاتهم فلا توفر المجموعات المسلحة المنتشرة في القرى المجاورة لهم فرصة.

وكانت وحدات الجيش السوري العاملة بريف حماة الشمالي قد دمرت بضربات مركزة أوكاراً وتحصينات للإرهابيين في إطار ردها على مواصلة المجموعات الإرهابية خروقاتها اتفاق منطقة خفض التصعيد.

وردت وحدات من الجيش صباح اليوم على اعتداءات مجموعات إرهابية تتبع لتنظيم جبهة النصرة بالقذائف الصاروخية على المناطق الآمنة ودكت أوكارها في البساتين الواقعة بين صوران ومورك إلى الشمال من مدينة حماة.

وأسفرت ضربات الجيش عن القضاء على عدد من الإرهابيين وإصابة آخرين وتدمير مدافع هاون ومنصات إطلاق قذائف صاروخية.

وفي الأطراف الشرقية لسهل الغاب استهدفت وحدات الجيش بالأسلحة المناسبة أوكاراً وتحصينات لإرهابيي “الحزب التركستاني” في بلدة الزيارة وقرية المشيك موقعة في صفوفهم قتلى ومصابين ودمرت أسلحة وذخائر كانت بحوزتهم.

كما دمرت وحدات من الجيش أمس عدداً من أوكار إرهابيي ما يسمى “كتائب العزة” على أطراف بلدات كفرزيتا وحصريا والأربعين في منطقة محردة وفي بلدة البويضة ودشماً وتحصينات لإرهابيي “جبهة النصرة” في كروم الفستق الحلبي على الأطراف الجنوبية لبلدة مورك بريف حماة الشمالي.

من جانب آخر أعلن وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، اليوم الأحد، أن الوضع "على الأرض" في سوريا استقر بصورة ملحوظة، وأنه تم القضاء على تنظيم "داعش"، لكن من السابق لأوانه الحديث عن القضاء التام على التهديدات الإرهابية.

وقال لافروف في مقابلة مع وكالة الأنباء الكويتية "كونا": "بعد سلسلة من العمليات الناجحة من قبل القوات الحكومية بدعم من القوات الجوية الروسية، استقر الوضع في سوريا "على الأرض" بشكل ملحوظ. تم القضاء تنظيم "داعش" الطامح لأن يكون "شبه دولة".

وأضاف لافروف قائلا "إلا أن من السابق لأوانه الحديث عن القضاء التام على التهديدات الإرهابية في سوريا"، مشيرا إلى أنه ما زال هناك الكثير الذي يتعين القيام به لتحييد الخلايا "النائمة" للعصابات المتطرفة.

في غضون ذلك كشف الخبير العسكري والاستراتيجي السوري، العميد علي مقصود، عن اجتماع ثلاثي ضم ممثلين للولايات المتحدة وقوات "قسد" وقيادات تنظيم "داعش" الإرهابي، مشيرا إلى الارتباط العضوي بين الأطراف الثلاثة.

واعتبر مقصود، أن الضربات الأمريكية على الشريط الممتد شرق الفرات من سوسة مرورًا بمنطقة هجين وحتى الباغوز، تأتي لتعزيز التواجد الأمريكي في هذه المنطقة السورية الغنية بالثروات والمعادن والغاز والنفط.

وأوضح مقصود، في حديثه لبرنامج "عالم سبوتنيك"، أن واشنطن وحلفاءها يعملون على إحداث تغيير ديموغرافي وجغرافي، في منطقة الشمال السوري، بعد أن فشل تنظيم "داعش" الإرهابي في تحقيق الهدف الخاص بفرض سيطرته على ثلاث محافظات في هذه المنطقة، وتهجيرهم، لافتا إلى سقوط 10 مدنيين أبرياء في القصف الأمريكي، أمس، على منطقة الباغوز بالفسفور الأبيض.

وعن احتمالية تعرض الولايات المتحدة للمساءلة القانونية، تحدث بأن "قانون القوي هو السائد في تعاملات واشنطن، والدليل على ذلك عدم احترامها للاتفاق الموقع بين الدولة السورية وروسيا ومنظمة الأمم المتحدة، والذي سمح بدخول المساعدات الإنسانية لمخيم الركبان وإخراج المدنيين".

وحول تداول أخبار إعلامية مفادها إفراج "قسد" عن عناصر من تنظيم "داعش"، أشار إلى أن هذا القرار تمخض عن صفقة، وقد ناشد الرئيس الامريكي دونالد ترامب منذ أسبوعين الدول الغربية باستعادة عناصرها المتطرفة من سوريا وإلا سيفرج عنهم، موضحا أن "واشنطن كانت تريد إعادة قسمَا من إرهابي داعش لبلدانهم، وقسما آخر يرتبط بالمخابرات الأمريكية ينقل لأفغانستان؛ لتشكيل كماشة في مواجهة إيران، من الشرق والغرب، بالإضافة لأن يتمركزوا أيضا في خاصرة روسيا الاتحادية".