بيان جبر لقناة العالم:

اميركا ستدفع الثمن غاليااذاحاولت قطع علاقة العراق بايران

السبت ٠٩ مارس ٢٠١٩ - ٠٤:٠٤ بتوقيت غرينتش

بغداد (العالم) ‏09‏/03‏/2019 - اكد القيادي في المجلس الأعلى الإسلامي العراقي بيان جبر، أن العلاقات العراقية الايرانية متجذرة وممتدة منذ مئات السنين، وان البلدين بينهما مشتركات كبيرة جدا، وأن الولايات المتحدة ستدفع الثمن غاليا اذا ارادت ان تمنع العراق من اقامة علاقات مع ايران.

العالم - خاص بالعالم

وقال جبر في حوار خاص مع قناة العالم الإخبارية في برنامج "ضيف وحوار": إن العراق بعد 15 عاما من سقوط الطاغية صدام بلا شك اصبحت لديه تجربة ونحو جيلين او ثلاثة اجيال من السياسيين اكتسبوا خبرة وقدرة على ادارة البلاد، وقد يكون حصل تلكؤ في الفترات الماضية لكن الآن نعتقد اننا في هذه الحكومة نعول عليها ان تقوم بتقديم الخدمات وحل الازمات مع دول الجوار ودول العالم الاخرى وان تضع العراق على الطريق الصحيح نحو النهوض في كل المجالات التي عانى منها الشعب العراقي خلال الفترة الماضية.

واضاف: الحكومة السابقة نجحت في التعاون مع دول الجوار ودول العالم في حل مشكلة داعش واسقاط دولة الخرافة وكذلك مطاردة فلولها التي تتناثر في هذه الايام هنا وهناك، لكن اعتقد ان موضوع الامن سيبقى اولوية لكنه غير مؤثر على حركة الحكومة، الحكومة قادرة على ان تتجه باتجاه الخدمات التي تلكأت في الفترة الماضية.

وتابع جبر: خلال الـ 15 عاما الماضية كان هناك دول مصرة على عدم انجاح العملية السياسية في العراق ومحاربتها، وهنالك دول وقفت الى جانب العراق منذ اللحظة الاولى، دول اقليمية وبعض الدول الاوروبية، وفي مقدمتها الجمهورية الإسلامية في ايران التي كان لها موقف رائد.

واردف: عندما كنت وزيرا للداخلية وفي ذلك الظرف الصعب كان وزير الخارجية الايراني مصر على زيارة العراق بريا، والداخلية بذلت جهودا كبيرة خصوصا في محافظة ديالى لكي يأتي الوفد، وبالفعل جاء الوفد وعاد، وفي ذلك الوقت الدول العربية لم تقف مع العراق ولم تكن تعترف بالعملية السياسية وبعضها ارسلت الارهابيين للعراق.

ونوه الى أن الوضع تغير الآن ولذلك هي فرصة امام الحكومة العراقية الحالية ان تستفيد من كل الاجواء الاقليمية والدولية والحضور الاقليمي والدولي في العراق، وقال: انا اتوقع ان الايام والاشهر القادمة ستشهد زيارات كبرى لدول اقليمية ودول اوروبية عظمى في اوروبا وحتى شرق آسيا.

العلاقات الايرانية العراقية

وحول العلاقات الايرانية العراقية قال القيادي في المجلس الاعلى بيان جبر إن العراق وايران بلدان في عمق التاريخ لديهما مشتركات غير محدودة، مشتركات في الدين والطائفة والقوميات، وكذلك بينهما 1400 كيلومترا من الحدود، والعراق ليس لديه حدود بهذا الطول مع دولة اخرى.

واضاف جبر: ايران تميزت عن كل دول العالم بأنها وقفت الى جانب الشعب العراقي منذ البداية، بل حتى قبل سقوط الطاغية، في مؤتمر لندن كانت داعمة وواقفة وفي مؤتمر صلاح الدين الذي انشئ عام 1992، كذلك من بداية التسعينات حتى يومنا هذا لم ينقطع الجمهورية الإسلامية والعراق عن بعضهما وهناك تعاون حقيقي.

وتابع: هناك خوف لدى بعض الدول من هذا التعاون والعلاقة الثنائية بين العراق وايران بإعتبار ان العراق يمتلك ثروات وقدرات وكذلك ايران تمتلك قدرات كبيرة وعظيمة في مجالات مختلفة.

واشار جبر الى ان إيران لم تحتل شبرا واحدا من العراق ولا يوجد قوات ايرانية على متر واحد من العراق، بينما هناك دولة جارة وهي تركيا تحتل مدينة بعشيقة وجزء من الموصل ولديها تقريبا 22 قاعدة في داخل العراق، ولكن الاصوات تنطلق نحو ايران وليس نحو تركيا!

وقال: ايران تحاول ان تكسب اصدقاء والآخرين يحاولون كسب عملاء بأموالهم، وهم بأموالهم من الممكن ان يشتروا سياسيا ولكنهم لا يستطيعون شراء شعب، الجمهورية الاسلامية عملت بطريق صحيح وبنت علاقتها مع الشعب العراقي وهي علاقة ممتدة منذ مئات السنين، وهذه العلاقة لا يمكن ان تنفصل او تتغير بتغير حكومة وستبقى.

واعرب جبر عن امله بأن تحذو الدول العربية حذو ايران في ان تتعامل بنفس النهج وان تقيم علاقة مع الشعب العراقي لا ان تستغله او تحاول تقسيمه، مذكرا بأن ايران وقفت مع العراق ومع اكراد العراق، ولولا الجمهورية الاسلامية لسقطت اربيل بيد داعش، بعكس دول عربية تتآمر على العراق.

العلاقة مع سوريا

وفيما يخص علاقة العراق مع سوريا قال بيان جبر: عندما ينتهي موضوع الباغوز يجب ان نفتح علاقة تجارية وصناعية واسعة مع سوريا، فالخطأ القاتل لصدام حسين هو انه عادى سوريا، العراق لديه نفوذ على الخليج الفارسي ولكنه ليس لديه نفوذ على البحر المتوسط، والبلد الوحيد المباشر القادر على ان يربط العراق بخط الحرير هو سوريا ولذلك نحن نحتاج سوريا كجغرافيا وكشعب.

زيارة روحاني الى العراق

وعن الزيارة المرتقبة للرئيس الايراني حسن روحاني الى العراق رحب القيادي في المجلس الأعلى بها قائلا: أهلا وسهلا بالرئيس روحاني وبكل رؤساء دول العالم ضيوفا على بلدنا، هذه الزيارة كنت اتمنى ان تكون قبل زيارات بعض الدول، الرئيس روحاني مرحب به في هذا البلد، فهو يأتي رسميا كرئيس بزيارة اخوية لإقامة علاقات، وانا اتمنى ان نقيم منطقة حرة مع ايران كما حصل مع الاردن، واتمنى ان تخرج هذه الزيارة بنتائج ايجابية على كافة الصعد.

وقال جبر: انا اتمنى ان يتم في هذه الزيارة حل موضوع شط العرب المتعطل بسبب وجود غوارق فيه لا تسمح لباخرة اكثر من 8 امتار الى 12 متر عمق بالمياه لتصل الى المعقل في البصرة وهذا ظلم للبصرة والعراق، وهذا الامر يؤثر على العراق وايران، فكل الموانئ على شط العرب متلكأة، والسبب هو خط التالوك.

واضاف: هذه الغوارق هي الغام في العلاقة الايرانية العراقية لا مبرر لها، يجب فتح هذا الممر المائي الحيوي لايران وللعراق، ويصبح المعقل ميناء حقيقة كما ام قصر والفاو وغيره، وهذا ملف يجب ان يحسم لمصلحة البلدين.

وتابع جبر: هناك موضوع آخر سيبحث وهو الموضوع التجاري، الآن ايران تعيش حصار ظالم وغير مبرر، اميركا تحاصر الشعوب وهي لا ذنب لها، وانا لا اقبل كمسلم ان تحاصر اي دولة، وامريكا تخلق اعداء بهذه السياسة الحمقاء.

الاستفادة من الخبرات الايرانية

وعن مرحلة اعادة اعمار العراق قال بيان جبر: نحن نحتاج ايران كما نحتاج كل الدول في مجالات الهندسة والبناء والسدود والطرق والكهرباء، ايران في مجال الكهرباء هي الاولى بالمنطقة، وكذلك في مجال السدود، ونحن بحاجة الى بناء سدود اضافية لاستغلال مياه الامطار وجمعها.

واضاف: انا اسمي دولتين في المنطقة عظمى، ايران اولا وتركيا ثانيا، صناعيا وتجاريا، وهاتين الدولتين يجب الاستفادة منهما لتنشيط اقتصادنا وزراعتنا وصناعتنا ونستفيد من الخبرة الايرانية واتمنى توقيع اتفاقيات، والدولة الوحيدة القادرة على اعطائنا كهرباء بسهولة هي ايران باقل ضياع للطاقة.

محاولة اميركا قطع العلاقة بين العراق وايران

وعن محاولات الولايات المتحدة الاميركية الضغط لقطع العراق علاقته بالجمهورية الإسلامية، قال جبر إن امريكا اذا ارادت ان توتر الوضع مع العراق لمنعه من اقامة علاقات مع ايران فإنها ستدفع الثمن غاليا في المنطقة لان امريكا فقدت قاعدة انجرليك بتركيا وهي تحاول ان تستفيد من قواعد لها بالعراق لكي تتواجد على الاقل في المنطقة، وهو طبعا خلاف الاتفاق.

وتابع: اذا ارادت اميركا ان تحافظ على العراق صديقا فعليها ان تقف وتحترم ارادة الشعب العراقي في اقامة علاقات مع الجمهورية الإسلامية ومع غيرها، دون ان تتدخل، والعراقيون هم الذين يقررون مع من يقيمون علاقات، اما ان تمنعنا اميركا وتريدنا ان نحاصر شعبا جارا يقارب 100 مليون ليموت جوعا فهذا لن يحدث، والبديل ان امريكا ستدفع ثمن هذا الموقف.

يذكر ان بيان جبر شغل مناصب وزير الداخلية والمالية والنقل في حكومات عراقية سابقة.