صالح يستعرض موقف العراق من ايران في شتى المجالات

صالح يستعرض موقف العراق من ايران في شتى المجالات
الأحد ١٠ مارس ٢٠١٩ - ١١:٢٣ بتوقيت غرينتش

أكد الرئیس العراقي برهم صالح على أهمیة زیارة رئیس الجمهوریة الإسلامیة الإیرانیة حسن روحاني لبغداد.

العالم - ايران

فعلى أعتاب زیارة نظیره الإیراني 'حسن روحاني' الي بغداد، التقى الرئیس العراقي مع عدد من الصحفیین والمراسلین الإیرانیین في القصر الرئاسي بالعراق.

وتحدث الرئیس برهم صالح حوالی 50 دقیقة مع الصحفیین وأجاب على اسئلتهم بخصوص العلاقات الثنائیة والإنجازات التى تحققت خلال زیارته الأخیرة لطهران ولقائه المهم مع قائد الثورة الإسلامیة والاواصر الأقلیمیة وخاصة بین الدول المجاورة ودور العراق في الوساطة بین الدول المتنازعة في المنطقة ومكافحة الإرهاب ودور السیاحة في العلاقات بین بغداد وطهران وعظمة زیارة الأربعین الحسیني وإلغاء تأشیرات الدخول بین البلدین، وأهمیة العلاقات العراقیة مع سوریا ودعم الحكومة الشرعیة للرئیس بشار الأسد، وموقف بغداد الثابت لدعم نضال الشعب الفلسطیني والعشرات من المواضیع الآخرى.

وفي بدایة اللقاء قال الرئیس العراقي مخاطبا الحضار باللغة الفارسیة: أنا أفهم اللغة الفارسیة تماما، لكني لا أستطیع التحدث بالفارسیة جیدا. وخلال هذا اللقاء، اعترض عدة مرات على مترجمه وقال : تعمدت استخدام عبارات معینة لم تترجمها بدقة.

ورداً على سؤال حول زیارة الرئيس روحاني إلى العراق، قال صالح إن زیارة الرئیس روحاني مهمة للغایة، كما تجري في أجواء حساسة للغایة. أولا وقبل كل شيء، هذه الزيارة هي لتعمیق العلاقات بین البلدین والشعبین. كنت في طهران قبل ثلاثة أشهر، حیث رحب بي الرئیس روحاني وقائد الثورة ومسؤولون آخرون في الجمهوریة الإسلامیة، وكانت لدینا محادثات طویلة ومفصلة حول الوضع في العراق والعلاقات بین إیران والعراق والوضع في المنطقة. وستكون زیارة الرئیس روحاني لاستكمال المحادثات بین البلدین. نأمل أن تكون هذه الزیارة محطة هامة لتعمیق العلاقات بین البلدین، بما في ذلك الأمور الاقتصادیة، والتأكید على العلاقات القائمة بین البلدین والقضایا الأمنیة والسیاسیة وأیضاً من حیث نهجنا تجاه المنطقة.

وأضاف: نحن وإیران نشترك في حدود مشتركة طویلة تبلغ حوالی 1400 كیلومتر، ولدینا روابط ثقافیة واجتماعیة وتاریخیة ودینیة مشتركة. لدى البلدین العدید من المصالح المشتركة. تأتي المصالح السیاسیة وتذهب، لكن المبادئ التاریخیة والاجتماعیة والثقافیة ومصالحنا المشتركة تتطلب التفكیر في علاقات أطول وأعمق مع بعضها البعض. سوف نتحدث عن الحدود الطویلة وغیرها من المشتركات الثقافیة والسیاسیة. وسنناقش أیضا العلاقات الاقتصادیة والقواسم المشتركة بین البلدین والشعبین.

وردا على سؤال آخر حول دیون العراق للجمهوریة الإسلامیة الإیرانیة، نظرا للحظر الأمریكي على طهران، أجاب الرئیس صالح : یجب أن أقول إن العراق لیس جزءاً من نظام المقاطعة الأحادی للولایات المتحدة ضد إیران. لا شك في أننا سوف نتأثر بهذه العقوبات، ولكننا لن نكون بالتأكید جزءا منها. یصر العراق على تأمین مصلحة الشعب الإیراني . سنبذل قصاري جهدنا وسنستخدم كل ما في وسعنا للحد من مستوى التوتر في هذا الصدد والحد من المضایقات ضد الشعب الإیراني الصدیق.

وسأل صحفي ان إیران وقفت الي جانب العراق عندما مر بأوقات عصیبة الى جانب الحرب ضد الإرهاب، إیران الآن في حالة صعبة، ما هي خطة العراق لمساعدة إیران؟ فكان رد الرئیس العراقي هو: كما قلت في طهران، إیران وقفت الى جانب الشعب العراقي لمحاربة دكتاتوریة صدام حسین والاستبداد، جاء كثیر من العراقیین إلى إیران، ورحبت بهم إیران علانیة. لقد وقفت إیران إلى جانبنا في الحرب ضد "داعش"، ولا یمكننا أن نقول أي شيء إلا أن نشكركم. هم وقفوا إلى جانبنا فی الأیام الصعبة، وحول ما یمكننا فعله لمساعدة إیران، یعود جزء منه إلى هذه القضیة والتى یمكننا إظهار رد مهم لهذا الحظر. نحن دولتان لدیهما مشتركات ثقافیة واجتماعیة وتاریخیة عمیقة. إذن كیف لانقف الى جانب الشعب الإیراني ولا نتعاطف معه؟ إنها حقیقة تخدم الجمیع لتخفیف حدة التوتر في المنطقة. هذه التوترات لا تساعد المنطقة أو العراق.

ورداً على سؤال آخر، قال الرئیس برهم صالح: العراق جزء من هذه المنطقة وعلاقتنا مع إیران مهمة للغایة. لدینا علاقات مهمة جدا مع تركیا. علاقتنا مع الأمة العربیة هي أیضا مهمة جدا. هذه هي جغرافیتنا السیاسیة، ویمكن أن تكون لیس فقط لصالح العراق، ولكن أیضا لصالح المنطقة بأكملها. نقول إن العراق كان في الماضي ساحة للمواجهات السیاسیة الإقلیمیة، لكننا الآن نرید أن یكون العراق ساحة للاتفاقیات الإقلیمیة. لذلك، لا ینبغي للعراق أن یكون مكانا لأي عمل عدائي ضد أی من الدول المجاورة له. لا یمنحنا دستورنا مثل هذه التصاریح ولن تسمح لنا مصالحنا. یمكن لعلاقاتنا مع الدول المجاورة أن تساعد في الحد من التوترات في المنطقة. علاقتنا مع أمریكا وأوروبا هي أیضا مهمة بالنسبة لنا.

وقال صالح : أقول لكم هنا كما قلت في كل مكان: نحن لا نرید أن یكون العراق ساحة للمواجهة والأعمال العدائیة ضد أي من دول المنطقة وجیراننا، لاندخل في أي محور ضد أي بلد آخر. على سبیل المثال، نرید ربط خطوط السكك الحدیدیة مع إیران وتوسیع هذه الشبكة لتركیا ودول الخلیج الفارسي. هذا مفید للعراق وإیران والمنطقة بأكملها. نحن نتطلع إلى إقامة مناطق تجارة حرة مشتركة مع الأردن وإیران والكویت وتركیا. نرید أن یكون العراق ممرا اقتصادیا وتجاریا مشتركا ولیس مفترق طرق لمواجهة دول المنطقة. هناك من یقول إنه یصعب تحقیق هذا الهدف نظرا للموقع الجغرافي للعراق، لكن هناك العدید من الفرص.إن العلاقات الاستثنائیة بین العراق وإیران وطبیعة علاقات العراق مع دول المنطقة والدول العربیة وتركیا یمكن أن تكون عاملاً في تسهیل الأمور في المنطقة.