شاهد: ماذا وراء كواليس قرار ترامب بشأن الجولان؟

الثلاثاء ٢٦ مارس ٢٠١٩ - ١٠:٥٣ بتوقيت غرينتش

وقع الرئيس الاميركي دونالد ترامب على قرار رئاسي يعترف بسيادة كيان الاحتلال الاسرائيلي على الجولان المحتل. وجاء الرد السوري على لسان وزير الخاجية وليد المعلم الذي قال إن القرار لن يؤثر سوى على عزلة اميركا.

العالم - الأميرکيتان

الصديق الافضل لكيان الاحتلال الاسرائيلي، ربما لم يخطئ بنيامين نتنياهو بتوصيفه للرئيس الاميركي دونالد ترامب. فلم يقدم اي من الرؤساء الاميركيين لكيان الاحتلال ما قدمه ترامب، من الاعتراف بالقدس عاصمة للاحتلال وصولا للاعتراف بسيادة الكيان الاسرائيلي على الجولان مروراً بوقف تمويل كل مؤسسة دولية لاتدعم الاحتلال.

وبالنسبة لترامب ليس مهما انتهاك القوانين الدولية ولا مناقضة مسلمات السياسة الدولية، أو احداث فوضی بها، بل ما يهم مصالح الكيان الاسرائيلي ودعمها الدائم.

وقال ترامب:"سأوقع علی بيان رئاسي يعترف بسيادة "اسرائيل" علی هضبة الجولان، "اسرائيل" سيطرت علی الجولان، عام 67 لحماية أمنها من التهديدات الخارجية، في ظل ادارتي لم يكن الحلف أكثر قوة، علاقتنا قوية".

ورغم ان ترامب لم يعر انتباها للقوانين الدولية التي ينتهكها، الا انه لم ينتبه ايضا لتبعات خطوته هذه. فهو وضع نفسه بمواجهة اجماع دولي يشمل حلفاءه الذين رفضوا خطوته لاسيما الاوروبيين. فيما اعتبرت روسيا ان القرار سيزيد الوضع تأزما في المنطقة.

اما سورية المعني الاول بالقضية فالقرار الاميركي لن يغير الحقيقة التاريخية الخالدة بأن الجولان المحتل كان وسيبقى عربيا سوريا مؤكدة ان تحرير الجولان بكافة الوسائل حق غير قابل للتصرف، لان ترامب كما اكدت الخارجية لا يملك الحق لتشريع الاحتلال واغتصاب اراضي الغير بالقوة، وبالتالي فن تصرفه هذا يمثل اعلى درجات ازدراء الشرعية الدولية.

اما في الخلفيات، فيشير المراقبون الى ان خطوة ترامب لم تكن ضرورة ملحة لمصالح واشنطن، بل أتت استجابة لطلب من نتنياهو الذي يواجه مصيرا غير مضمون في انتخابات برلمانية الشهر المقبل، وهو بحاجة لاستقطاب الاصوات عبر اظهار نفسه الشخص المفضل لدى واشنطن.

الى جانب ذلك، يضيف هؤلاء ان قرار ترامب يمهد لانهاء الثابت الثالث على الساحة العربية والفلسطينية، فبعد الاعتراف بالقدس عاصمة للاحتلال ثم الاعتراف بسيادته على الجولان المحتل، يأتي دور انهاء حق عودة اللاجئين الفلسطينيين، ليفتح الباب امام طرح صفقة ترامب بعد تهيئة الاجواء دوليا وعربيا.