رغم التخاذل العربي .. فالجولان مازال خطا أحمر

رغم التخاذل العربي .. فالجولان مازال خطا أحمر
الأربعاء ٢٧ مارس ٢٠١٩ - ١٠:٤٠ بتوقيت غرينتش

التخاذل العربي ومحاولات التطبيع مع الكيان الاسرائيلي هو الذي شجع الرئيس الاميركي دونالد ترامب بالامس على نقل السفارة الاميركية الى القدس المحتلة التي اعتبرها عاصمة للكيان الاسرائيلي وما شجعه اليوم في منح هذا الكيان السيادة على ارض لايمتلكها ترامب.

العالم-سوريا

بالرغم من السكوت العربي المطبق "كحكام" على التصرفات الاستعمارية الاميركية في حق البلاد العربية الا انه مازالت هناك اصوات تعارض هذا الصلف الاميركي الاسرائيلي فعلى سبيل المثال، أعلن الرئيس اللبناني، ميشال عون، بأن العالم العربي يعيش "يوما أسودا" بسبب اعتراف الرئيس الأميركي دونالد ترامب بسيادة الكيان الإسرائيلي على أراضي الجولان السوري المحتلة، مؤكدا ان الجولان ارضا سورية محتلة ولا يحق لرئيس دولة أجنبية بالتصرف بأراضي دولة أخرى وهذا يعارض القانون الدولي.
كما دعا مكتب زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر الى رفض القرار الامريكي بالاعتراف بسيادة اسرائيل على الجولان السوري المحتل والوقوف ضده والعمل على نصرة الشعوب "المظلومة"، مشيرا الى أن الرئيس الاميركي دونالد ترامب يحاول فرض سياسات الامر الواقع من خلال رسم خارطة جديدة.
وادان مكتب تنسيق دول حركة عدم الانحياز في نيويورك ايضا بشدة قرار الرئيس الأمريكي الاخير، مؤكدا أنه تعسفي وغير قانوني.
وطالب المكتب مجلس الأمن الدولي بتحمل مسؤوليته وإدانة الاستفزازات الأمريكية بشكل واضح ولا لبس فيه كونها تشكل تصعيداً وانتهاكاً خطيرا للقانون الدولي ومبادئ ومقاصد ميثاق الأمم المتحدة وقراراتها ذات الصلة وخاصة قرار مجلس الأمن رقم 497 لعام 1981.


وبالنسبة للرد السوري، فسوريا طلبت يوم الجمعة الماضي من مجلس الأمن تأكيد قرارات تنص على انسحاب "إسرائيل" من مرتفعات الجولان، ثم عاودت عن طريق بعثتها لدى الأمم المتّحدة من رئاسة مجلس الأمن، التي تتولاها فرنسا في شهر آذار/مارس، أن تُحدّد موعداً لعقد اجتماع عاجل بهدف "مناقشة الوضع في الجولان السوري المحتلّ والانتهاك الصارخ الأخير من قِبل دولة دائمة العضويّة لقرار مجلس الأمن ذي الصلة". ولم تُحدّد فرنسا موعدًا للاجتماع على الفور، وقال دبلوماسيّون إن مناقشةً ستُجرى داخل المجلس في شأن طلب سوريا.
هذا واستنكر وزير الإعلام السوري، عماد سارة، الخطوة الاميركية، مؤكدا أن الانحياز الأمريكي للكيان الصهيوني لن يغير من هوية الجولان السورية.
كما اعتبر ان ما قام به ترامب "لا يخدم على المدى البعيد وإنما قد يخدمه على المدى القريب فيما يتعلق بلجنة مولر وضغط الايباك الإسرائيلي، وقد يخدم، رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، في الانتخابات، لأن ما قام به ترامب اعتبره البعض اغتيال سياسي لما يسمى المعارضة الإسرائيلية".
ويرى المحللون قرار ترامب بانه "شرع" نوايا، وخطط، محور المقاومة بفتح جبهة الجولان أمام عمليات المقاومة، على غرار جبهات الضفة وقطاع غزة وجنوب لبنان دون أن يدري، وردود الفعل العالمية الإجماعية الرافضة لقرار الضم الأمريكي للهضبة إلى السيادة الإسرائيلية جاءت لتؤكد مشروعية هذه الخطط، في الحاضر أو المستقبل.