'اسرلة' السياسة الخليجية على حساب القضية الفلسطينية

'اسرلة' السياسة الخليجية على حساب القضية الفلسطينية
الخميس ٢٨ مارس ٢٠١٩ - ٠٤:٥٦ بتوقيت غرينتش

الخبر واعرابه

الخبر:

قال وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية أنور قرقاش، في تصريحات صريحة على نحو غير عادي :ان قرار كثير من الدول العربية عدم التحاور مع "إسرائيل" كان خاطئاً للغاية وإن العلاقات بين الدول العربية و"إسرائيل" بحاجة إلى تحوُّل، من أجل تحقيق تقدُّم نحو "السلام" مع الفلسطينيين.

اعرابه:

بدأت دول مجلس التعاون الخليجي وعلى راسها الامارات الى تغيير شكل القضية الفلسطينية والمقاومة ضد الاحتلال حيث سارعت للتقرب من "اسرائيل" وتبرير هذا التقرب بحجج واهية مثل مواجهة ما تسميه "التهديد الإيراني" للشرق الأوسط، انها قلبت الصورة لتصبح ايران هي العدو عوضا عن "اسرائيل" وان تصبح ايران مدانة لكونها تساعد الشعب الفلسطيني وحركات المقاومة في المنطقة. وهكذا بدأ شكل المواجهة الفلسطينية الاسرائيلية يأخذ منحى آخر.

وتراهن إسرائيل -وفقا لباحثين في الشأن والسياسات الإسرائيلية- على تسويق ايران كتهديد مشترك عبر تعزيز "الحلف الخليجي" لمواجهة ايران، وتمرير الإدارة الأميركية "لصفقة القرن" بعد انتخابات الكنيست -التي ستجرى يوم 9 أبريل/نيسان المقبل- بغطاء عربي وإسلامي بغية تصفية القضية الفلسطينية.

لكن ما تتجاهله الدول الخليجية هي ان "اسرائيل" لن تقدم لهم تنازلات وبالفعل خلال لقاء مع دبلوماسيين إسرائيليين في يناير الماضي، قال نتانياهو إنّ "اسرائيل لم تعد بحاجة إلى تحقيق السلام مع الفلسطينيين من أجل إقامة روابط دبلوماسية مع العالم العربي".

وقبل أيّام فقط من هذا التصريح، شدّد نتانياهو خلال مؤتمر صحافي على أنّه فيما حاول قادة إسرائيليون آخرون تحسين العلاقات مع العالم العربي والمسلم من خلال تقديم "تنازلات" للفلسطينيين، هو رفض ذلك بشدّة قائلاً: "نحن نؤمن بتحقيق السلام من خلال القوّة. ونؤمن بالتحالفات التي تتشكّل نتيجة قيمة إسرائيل كمركز ثقل تكنولوجي ومالي ودفاعي واستخباراتي".

كما تأتي تصريحات قرقاش في أعقاب زيارة كبير مستشاري ترامب وصهره جاريد كوشنر، لدول خليجية عربية، أواخر فبراير الماضي، سعيا لجمع المال من دول البترول لتمويل الشق الاقتصادي من الخطة الأميركية المرتقبة للتسوية ما يعرف ب "صفقة القرن" التي ستقضي على القضية الفلسطينية فالرئيس الأمريكي دونالد ترامب يريد تمرير صفقته إرضاءً لإسرائيل ولكن بمال غيره ودون تكلفة وجهد منه.

كلمات دليلية :