انتخابات مفصلية في تركيا.. وأردوغان يخوض معركة جديدة

انتخابات مفصلية في تركيا.. وأردوغان يخوض معركة جديدة
الأحد ٣١ مارس ٢٠١٩ - ٠٥:٣٢ بتوقيت غرينتش

في أول انتخابات بعد انتقال الحكم في تركيا من البرلماني الى الرئاسي، شارك الأتراك، اليوم الأحد، في انتخابات محلية وصفها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بأنها مسألة حياة أو موت بالنسبة للبلاد.

العالم- تقارير

وأختار الناخبون الأتراك، مرشحيهم لتولي إدارة البلديات في عموم البلاد، لولاية تستمر 5 سنوات، وسط إقبال كبير، بحسب نائب الرئيس التركي.

وبلغت نسبة المشاركة 81% وفق مصادر شبه رسمية.

وكانت يحق لـ 57 مليون ناخب المشاركة في انتخابات 2019، البلدية، من خلال 194 ألفا و390 صندوق انتخابي، موزعين على 81 ولاية.

وتنافس في الانتخابات 12 حزبًا، هي "العدالة والتنمية"، و"الشعب الجمهوري"، و"الحركة القومية"، و"الشعوب الديمقراطي"، و"السعادة"، و"إيي"، و"تركيا المستقلة"، و"الاتحاد الكبير"، و"الديمقراطي"، و"اليسار الديمقراطي"، و"الشيوعي التركي"، و"الوطن".

ويهيمن أردوغان على السياسة التركية منذ ما يربو على 16 عاماً بفضل النمو الاقتصادي القوي ومهاراته الفائقة في الحملات الانتخابية.

ورغم عدم اعلان النتائج النهائية للانتخابات، الا أن أردوغان واجه أشد معركة في مسيرته السياسية، حيث قال إنها تتمحور حول "بقاء" حزبه والدولة التي يسيطر عليها منذ 16 سنة.

وفي ظل انكماش الاقتصاد التركي في أعقاب أزمة العملة في العام الماضي عندما فقدت الليرة ما يزيد على 30 في المئة من قيمتها، بدا بعض الناخبين قبيل التصويت، على استعداد لمعاقبة أردوغان.

ويعاني الاقتصاد التركي من حالة ركود مع ارتفاع التضخم إلى 20 في المئة.

وعندما سارعت السلطات مجددا لدعم الليرة هذا الأسبوع، أشار أردوغان إلى أن الأزمة الاقتصادية ناجمة عن هجمات الغرب، وقال إن تركيا ستتغلب على مشاكلها بعد الانتخابات، مضيفا أنه "زعيم" الاقتصاد. وأضاف أردوغان، السبت، خلال أحد التجمعات الانتخابية في اسطنبول أن "الهدف من الهجمات المتزايدة على بلدنا قبل الانتخابات هو عرقلة الطريق أمام تركيا الكبرى القوية".

وستكون انتخابات الأحد، هي الأولى منذ تولي أردوغان سلطات رئاسية واسعة العام الماضي. وستمثل الانتخابات اختبارا لحكومته التي تعرضت لبعض لانتقادات.

وقبيل الانتخابات شكل حزب الشعب الجمهوري المعارض والحزب الصالح تحالفا انتخابيا لمنافسة حزب العدالة والتنمية وشركائه القوميين في حزب الحركة القومية.

ولم ينضم حزب الشعوب الديمقراطي المعارض المؤيد للأكراد، الذي اتهمه أردوغان بصلته بالمسلحين الأكراد، إلى أي تحالف رسمي ولم يتقدم بمرشحين لرئاسة البلدية في اسطنبول أو أنقرة، الأمر الذي قد يفيد حزب الشعب الجمهوري.

وفي الأيام التي سبقت الانتخابات، أقام أردوغان نحو 100 تجمع انتخابي في جميع أنحاء البلاد، وتحدث 14 مرة بمناطق مختلفة في اسطنبول خلال اليومين الماضيين وأكثر من أربع مرات في أنقرة طوال حملته الانتخابية.

ووصف الانتخابات بأنها مسألة حياة أو موت بالنسبة لتركيا، وانتقد منافسيه، وقال إنهم يدعمون الإرهاب بهدف إسقاط تركيا.

كما حذر من أن مرشح المعارضة إذا فاز في أنقرة، فإن السكان "سيدفعون الثمن".

في المقابل، نفى معارضوه هذه الاتهامات وتحدوا وصفه للانتخابات بأنها مسألة حياة أو موت، وقالوا إن أردوغان قاد البلاد إلى الوضع الراهن. وقال كمال قليجدار أوغلو زعيم حزب الشعب الجمهوري خلال تجمع انتخابي في اسكي شهر: "ما هي مسألة حياة أو موت؟ إننا ننتخب رؤساء البلديات. ما علاقة هذا بنجاة البلاد".

هذا وفي وقت سابق اليوم، سقط قتيلان وأصيب أخر جراء شجار مسلح وقع خلال عملية التصويت في منطقة بوتورغة بملاطيا.

وفي بيان لها، أكدت الولاية أن عناصر الدرك ألقوا القبض على 4 أشخاص للاشتباه بتورطهم في الحادثة.

وأعرب أردوغان، بعيد الحادث، عن أسفه لسقوط قتيلين في شجار مسلح وقع خلال عملية التصويت بالانتخابات المحلية. وقال: "حادثة بوتورغه في ملاطيا أحزنتنا كثيرًا، يحب عدم وقوع أمر كهذا".

يذكر أنه وبحسب قوانين تركيا، يحظر يوم الانتخابات، بيع أو تقديم أو تناول المشروبات الكحولية بأي شكل من الأشكال.

وبموجب القرارات الرسمية، يتم إغلاق جميع الملاهي العامة، مثل المقاهي ومحلات الانترنت، وتقتصر المطاعم التي فيها فعاليات من هذا النوع على بيع المأكولات.

وسيكون بالإمكان تنظيم الأعراس وحفلات الزفاف بما يتناسق مع القوانين والقواعد بعد ساعة من انتهاء التصويت.