عاصفة سعودية وتزييف اميركي.. 'ابتعدوا عن ايران'

عاصفة سعودية وتزييف اميركي.. 'ابتعدوا عن ايران'
الجمعة ٠٥ أبريل ٢٠١٩ - ٠٨:٢١ بتوقيت غرينتش

ستهب عاصفة هوجاء على العراق وايران، تذلل لها ملايين الدولارات، اضافة الى منحة المليار دولار المقدمة من قبل السعودية، سبقتها اخرى ما يجري في دهاليز الدوائر الاميركية من محاولات خلق الذرائع لاعداد طبخة جديدة عسى ان تزيد الضغوط السياسية في المنطقة.. كل هذا فقط من اجل عزل ايران.. وتنفيذ سياسة "ابتعدوا عن ايران"!!.

العالم - تقارير

ما هي الشرارة التي دفعت كلا من اميركا والسعودية الى اثارة مثل هذه الزوبعة وتجنيد كل طاقاتهما لارباك العلاقات بين ايران والعراق والحؤول دون تناميها، ومحاولة احداث شرخ فيها من اجل ديمومية استراتيجيتهما المشؤومة في المنطقة والتحكم بثرواتها.

يبدو ان السرّ يكمن في ما تمثله زيارة رئيس الوزراء العراقي عادل عبد المهدي يوم غد السبت الى طهران والتي تستغرق يومين هي الاولى لايران منذ توليه رئاسة الحكومة.

وذكر مصدر مسؤول في بغداد أن عبد المهدي سيبحث آليات تنفيذ ما تم الاتفاق عليه في بغداد خلال الزيارة التاريخية للرئيس الايراني حسن روحاني الشهر الماضي.

ومن المعروف ان كلا من ايران والعراق يطمحان الى زيادة حجم التبادل التجاري وايضا توسيع نطاق مشروعات التكامل الصناعية والتجارية بين البلدين.

زيارة عبدالمهدي المرتقبة سبقتها زيارة وفد اقتصادي سعودي كبير رفيع المستوى يضم تسعة وزراء برئاسة وزير التجارة والاستثمار ماجد القصبي الاربعاء الماضي، الى العاصمة العراقية بغداد تستغرق يومين، قيل انها جاءت لاستئناف أعمال الدورة الثانية لمجلس التنسيق السعودي العراقي.

واستهل القصبي حديثه، عن افتتاح قنصلية بلاده في بغداد الخميس، بعد قطيعة استمرت 25 عاما، للبدء في إصدار تأشيرات للعراقيين، مؤكداً العمل على افتتاح ثلاث قنصليات اخرى في محافظات عراقية.

ولم يكتف القصبي بهذا الاعلان، بل اكد جاهزية 13 اتفاقية للتوقيع وإن العمل في معبر عرعر الحدودي البري الذي يربط العراق بالسعودية سيكتمل في غضون ستة أشهر. كما صرح بان بلاده تتعهد بتقديم منحة للعراق قدرها مليار دولار لبناء مدينة رياضية في بغداد وهكذا دواليك، وذلك بحسب ما يدعيه لتعزيز الروابط بين البلدين، بعد الهجمة الوحشية الدموية والتي عاثت الدمار والخراب والابادة الجماعية على يد جماعة "داعش" الوهابية التي دعمها حكام آل سعودي لوجستياً وتسليحياً.

ولكن للقصة فصل آخر وهو التحذير الروسي للولايات المتحدة الاميركية كشفت فيه موسكو ما يدور في كواليس الدوائر الاميركية، بعدما أعلنت المتحدثة الرسمية باسم وزارة الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، أن موسكو تحذر واشنطن من البحث عن ذرائع لتصعيد التوترات مع إيران، لأنها محفوفة بعواقب وخيمة على استقرار الشرق الأوسط برمته، الذي يعاني بالفعل حتى من دون هذا التصعيد.

وقالت زاخاروفا: 'نحن ندرك بأن المشاعر المعادية لإيران، متأججة على نطاق واسع في واشنطن، لكن يجب أن تكون هناك أسس ما لتلك التصريحات التي يتم الإدلاء بها. لدينا انطباع بأنه في واشنطن يحاولون اختلاق حجة أخرى لتبرير التصعيد الحاد في العلاقات مع إيران، في حال رأوا ذلك مناسبا'.

وجاءت تصريحات زاخاروفا هذه، في سياق تعليقها على مزاعم للمبعوث الخاص للولايات المتحدة بشؤون إيران، برايان هوك، الذي اتهم طهران بقتل 608 جندياً اميركياً خلال الغزو الاميركي للعراق (2003-2011)، مشيرة إلى أنه يتعين على واشنطن أن توضح بالضبط المقصود بهذه التصريحات، لأن موسكو ليس لديها معلومات حول صدامات عسكرية بين الأميركيين والإيرانيين في العراق.

ما الذي تخفيه اميركا والسعودية من مؤامرات لتشتيت وبعثرة متانة العلاقات الايرانية العراقية كي يتم هذا التسعير ويمارسا ضغوطاً من اجل خلق وقائع على الارض ليتم تبنيها لاحقاً؟..