اعتداء مصياف.. قراءة في التوقيت والدلالات

اعتداء مصياف.. قراءة في التوقيت والدلالات
الأحد ١٤ أبريل ٢٠١٩ - ٠٧:٥٢ بتوقيت غرينتش

على وتيرة التصعيد الإرهابي المستمر على نقاط الجيش السوري في ريف حماة الشمالي، أطل الكيان الإسرائيلي مجدداً بإعتداء على مواقع عسكرية سورية، في سلوك اضحى معتادا يقول السوريون إنه يأتي في اطار الدعم الصهيوني للجماعات الإرهابية.

العالم - تقارير

وبحسب المصادر فإنه نحو الساعة الثانية والنصف من فجر السبت، قام الطيران الحربي الإسرائيلي، من فوق الأجواء اللبنانية بتنفيذ ضربة جوية على أحد المواقع العسكرية باتجاه مدينة مصياف السورية.

وبحسب المصدر فإن الدفاعات السورية تصدت للصواريخ المعادية، وأسقطت بعضها قبل الوصول إلى أهدافها، فيما أن الاعتداء الإسرائيلي أسفر عن تدمير بعض المبان و25 مصاباً بإصابات مختلفة ومتفاوتة الشدة بحسب مصدر طبي في مستشفى مصياف الوطني.

السلاح الإسرائيلي المستخدم

تضاربت التقارير الإعلامية الإسرائيلية حول السلاح الذي استخدمه الكيان في الإعتداء على مصياف السورية، فزعم موقع "دبكه" الاسرائيلي أن الصواريخ التي استخدمها الكيان الإسرائيلي في هجومه على سوريا هي صواريخ دليلة (Delilah) ، وتم إطلاقها من سماء بحر صيدا على بعد 250 كيلو مترا من الأهداف التي ضربت، حيث نجحت في تجاوز الأنظمة الخاصة ببطاريات إس 300 لأنها تعمل كنظام دفاع جوي.

فيما كشف موقع "إنتل تايمز" الإسرائيلي عن أن الهجوم نفذ بواسطة صواريخ موجهة عبر البحر على بعد 250 كليو متر، وبحسب مصادر اعلامية غير مؤكدة فإن عدد الصواريخ كان 12 صاروخاً، على غارتين.

الاماكن المستهدفة

الإعلام الإسرائيلي ادعى ان الهجوم الذي وقع في الساعة 2:30 فجرا استهدف عددا من المباني في مدينة مصياف كان موجها ضد تقنيات النقل والإمداد والصواريخ الدقيقة التي بنيت على أطراف المدينة في ريف حماة وزعم انه تم تدمير صواريخ زلزال 2 ايرانية كانت في المكان.

فيما ذكرت مصادر محلية أن بين المواقع المستهدفة كانت كلية الشؤون الإدارية، والبحوث العلمية ومدرسة، وقال مصدر عسكري سوري ان العدوان الإسرائيلي استهدف أحد المواقع العسكرية باتجاه مدينة مصياف.

هذا وعثرت قوى الأمن الداخلي في لبنان، أمس، على بقايا أحد الصواريخ الإسرائيلية التي استخدمت في الاعتداء الإسرائيلي على مصياف، حيث تداولت وسائل إعلام لبنانية، صورا لبقايا الصاروخ، الذي سقط بالقرب من بلدتي شدرا وعندقت في عكار اللبنانية.

ونقلت صحيفة "النهار" قول رئيس بلدية شدرا، سيمون حنا "إن مخلّفات صاروخ إسرائيلي قد سقطت في خراج بلدتي عندقت وشدرا في محيط دير مار يعقوب من دون وقوع أية إصابات".

كما وعملت دورية من شعبة المعلومات في قوى الأمن الداخلي اللبناني على جمع تلك الشظايا.

محاولات التسلل المتزامنة

  • بالترافق مع عدوان أمس، حاولت مجموعات إرهابية التسلل نحو نقاط الجيش المرابطة في أطراف قطاع ريف حماة الشمالي من المنطقة «المنزوعة السلاح» التي حددها «اتفاق إدلب» للاعتداء عليها، وتحديداً من محاور اللطامنة وكفر نبودة ومورك، ولكن حاميتها استهدفتها براجمات الصواريخ والرشاشات المتوسطة والثقيلة.
  • مجموعات إرهابية أخرى حاولت التسلل نحو نقاط الجيش بريف حماة الغربي، من أطراف قلعة المضيق وزيزون ولطمين والحويز للاعتداء عليها أيضاً، فمنعتها وحدات من الجيش من ذلك وكبدتها خسائر فادحة بالأفراد والعتاد بصليات مكثفة من رشاشاتها وراجمات صواريخها.
  • أما في قطاع ريف إدلب من «المنزوعة السلاح»، فتسللت مجموعات إرهابية من «النصرة» وحلفائها من محور البريصة والكتيبة المهجورة وسكيك، باتجاه النقاط العسكرية المثبتة بأطرافها، فتعاملت معها وحدات الجيش بالأسلحة المناسبة ما أدى إلى مقتل وإصابة العديد من الإرهابيين.

ويبدو أن الاعتداء الاسرائيلي على مصياف السورية بتوقيته يأتي في سياقات عدة.. فنتنياهو يترجم ما وعد به الشارع الداخلي قبل الانتخابات.. وخارجيا تبدو محاولات الكيان التشويش على انتصارات وإنجازات الجيش السوري وحلفائه، حيث تم القضاء على المجموعات الإرهابية التي دارت بالفلك الإسرائيلي وخاصة في جنوب سوريا. أما دوليا فتلك الاعتداءات تأتي وكأنها تتمة لزيارات نتنياهو المتكررة لموسكو، ضمن سعي الكيان لتثبيت ما يسميه بحرية العمل في سوريا وهو الأمر الذي يطرح التساؤلات عن تفاهمات قيل إنها حصلت بين موسكو وتل أبيب لتجنب المواجهة فوق أجواء سوريا، حيث ترى الدفاع الروسية أن العدوان الإسرائيلي المتكرر على سوريا يظل في إطار محدود ويتم التصدي له باستخدام أنظمة بانتسير وبوك للدفاع الجوي، بينما يسأل متابعون عن جدوى نشر صواريخ إس.300 في سوريا، ولماذا لا يتم تفعيلها؟ وهل لذلك علاقة بتلك التفاهمات؟!.