تورط إماراتي جديد.. هذه المرة في تركيا

 تورط إماراتي جديد.. هذه المرة في تركيا
السبت ٢٠ أبريل ٢٠١٩ - ١٠:٠٥ بتوقيت غرينتش

أعلنت السلطات التركية أنها اعتقلت في اسطنبول رجلي استخبارات إماراتيين متهمين بالتجسس. وما يرفع من حساسية الأمر هو أنه قد يكون أحدهما مرتبطا بمقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي. فضلا عن وجود أدلة على صلة كل من المقبوض عليهما بـ"محمد دحلان" الذي تتهمه انقرة بالتورط في محاولة انقلاب يوليو عام 2016 في تركيا.

العالم - الإمارات

القضية بدأت حين ألقي القبض على رجلين في إسطنبول يوم الاثنين الماضي، في إطار عملية لمكافحة التجسس، وصادر مسؤولون أتراك جهاز كمبيوتر مشفرا كان في جزء خفي في مقر شبكة التجسس.

وأعلنت محكمة تركية، قرارها بسجن المعتقلين، بعد إدانتهما بنشاط التجسس على الأراضي التركية، وأنهما اعترفا بالتجسس، على رعايا عرب في تركيا، لصالح الإمارات.

وكشفت قناة "تي آر تي" الحكومية التركية، مساء أمس الجمعة، نقلا عن مصادر مطلعة، تفاصيل بشأن شخصين معتقلين بتهمة التجسس لصالح الإمارات، اللذين تمت إحالتهما إلى القضاء رسميا.

ونقلت القناة عن مسؤول تركي لم تسمه، قوله: "جمعنا ما يكفي من الأدلة عن أنشطة عنصري الاستخبارات الإماراتية على الأراضي التركية".

وكشفت القناة، عن أن المشتبه بهما هما "سامر سميح شعبان"، و"زكي يوسف حسن"، وهما مواطنان فلسطينيان، كانا يقيمان في الإمارات. ووجهت النيابة لكل من شعبان (40 عاما) وحسن (55 عاما)، وهما مواطنان فلسطينيان ويحملان جوازي سفر فلسطينيين، تهمة الحصول على معلومات سرية خاصة بالدولة بغرض التجسس السياسي والعسكري.

العلاقة بدحلان

تشير التحقيقات وفقا للائحة الاتهام التي أعدها المدعي العام الجمهوري في إسطنبول بحسب "تي آر تي" التركية، إلى أن كلا من المقبوض عليهما كانا على صلة بمحمد دحلان الذي يقيم في الإمارات. وتقول السلطات التركية، إنه توجد أدلة على تورط دحلان في محاولة انقلاب 15 تموز/ يوليو في تركيا عام 2016. الأمر الذي دفع قوات الأمن التركية إلى متابعة تحركاتهما واتصالاتهما حتى اعتقالهما الاثنين الماضي.

وأفادت القناة: "توضح التحقيقات التي بدأت عقب تعقّب اتصالات دحلان مع أفراد يقيمون داخل تركيا، أن "زكي يوسف حسن" كان أحد المسؤولين الكبار في جهاز الاستخبارات الفلسطينية، وانتقل بعد تقاعده عن العمل إلى بلغاريا مع عائلته قبل أن يتوجه إلى إسطنبول ويعمل في التجسس بتوجيهات من دحلان".

شبكة تجسس

وبحسب تحقيقات النيابة التركية،كما نقلت "تي آر تي"، فإن الموقوفين اعترفا بـ"محاولة تأسيس شبكة تجسس لصالح استخبارات الإمارات بتركيا".

أما سامر سميح شعبان "فقد انتقل، وفقا للتحقيقات، من غزة إلى إسطنبول عام 2008 عقب اشتعال الأزمة بين حركتي فتح وحماس، وتُظهر التحريات التي تتبّعت حساباته البنكية ورسائله الإلكترونية تواصله النشط مع دحلان والتورط في أنشطة تجسسية" وفقا للقناة.

وأضافت القناة أيضا أنه "وفقا للتفاصيل الواردة حول مهمة الجاسوسين، فقد تركزت على متابعة أنشطة حركتي فتح وحماس في تركيا وأسماء منتسبيها ومسؤوليها، كذلك كان من بين المهام الموكلة إلى المتهمين الحصول على الهيكلية التنظيمية لجماعة الإخوان المسلمين في تركيا".

قضية خاشقجي

وكان مسؤول تركي كبير قال صباح الجمعة، إن السلطات الأمنية اعتقلت الاثنين الماضي، عنصرين من المخابرات الإماراتية في إسطنبول، للاشتباه في تورطهم بـ”عملية تجسس”.

وأوضح المسؤول: “نحقق فيما إذا كان وصول أحد هذين المعتقلين إلى تركيا، له صلة بمقتل الصحفي جمال خاشقجي”، موضحا أن أحدهما على علاقة بأحد المتورطين بقضية مقتل الصحفي السعودي في إسطنبول.

وأشار إلى أنهما اعترفا بالتجسس، على رعايا عرب في تركيا، لصالح دولة الإمارات

ونشرت "رويترز"، أن المسؤول ذكر أن أحد الرجلين وصل إلى تركيا في تشرين الأول/ أكتوبر 2018، بعد أيام من مقتل خاشقجي داخل القنصلية السعودية في إسطنبول، مضيفا أن الآخر جاء لتخفيف عبء العمل عن زميله.

وقال: "نحقق فيما إذا كان وصول الشخص الأول إلى تركيا مرتبطا بقتل جمال خاشقجي"، مضيفا أنه كان موضوعا تحت المراقبة خلال الأشهر الستة الأخيرة.

تجسس على العرب المقيمين

وأردف قائلا: “من المحتمل أنه كانت هناك محاولة لجمع معلومات عن عرب، بينهم معارضون سياسيون، يعيشون في تركيا”.

وذكر المسؤول الذي طلب عدم نشر اسمه، أن تصريحات الرجلين توحي بأن عمليتهما كانت تستهدف سياسيين يعيشون في الخارج وطلابا.

أحد المعتقلين مطلوب في غزة

كشف مصدر أمني ، الجمعة، عن أن أحد معتقلي تركيا بتهمة التجسس لصالح الإمارات، مطلوب خطير في قطاع غزة بتهمة خطيرة، ويعد هاربا، وذلك بعد أن كشفت قناة "تي آر تي" التركية، عن صور وأسماء المشتبه بهما، وأحدهما هو سامر سميح شعبان (40 عاما).

وبحسب المصدر الأمني، فإن شعبان، مطلوب للأمن بغزة، بتهمة محاولة تفجير منصة الحجاج مطلع عام 2008. ويعد شعبان أحد أهم المخططين للعملية، ومن الذين أعدوا وجهزوا لها، وكان موجودا بعدها في الإمارات، وفق المصدر.

وكانت هناك احتفالية تكريم للحجاج في غزة عام 2008 في ملعب اليرموك، وحضرها إسماعيل هنية برعايته حين كان رئيسا للوزراء، وشهدت كذلك حضور قيادات بارزة بحماس، حيت تمت محاولة تفجير عبوة ناسفة.

وكان شعبان ضمن تسعة أشخاص مرتبطين بالعميلة، اثنان منهم كانا هاربين إلى مصر ورام الله، وسبعة أشخاص تواجدوا حينها في غزة.

وتابعت مصادر مطلعة الأمر، ووجدت اسمه بالفعل من ضمن قائمة المطلوبين التي نشرتها الشرطة الفلسطينية في قطاع غزة على موقعها في الإنترنت، لبيان لداخلية غزة.

وعند العودة إلى صفحة شعبان في "فيسبوك"، تبين أنه تطرق بالفعل لذلك بأحد منشوراته، في حين كان لافتا كرهه لحركة حماس، وشتمه لقياداتها بشكل دائم، والتحريض عليهم.

ما هو رد فعل الإمارات؟

علق وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية، أنور قرقاش، عقب اعتقال تركيا متهمين بالتجسس لصالح الإمارات، منتقدا ومشككا بمصداقية البعض، دون أن يتضمن التعليق إشارة لجهة محددة.

وكتب قرقاش في تغريدة على حسابه الرسمي تويتر، هي أول ردة فعل رسمية من الإمارات على موضوع اعتقال الجواسيس،: "عند زوال المصداقية تصبح غير قابل للتصديق ولا تؤخذ كلمتك على محمل الجد" على حد تعبيره.

بدوره، لم يجد نائب رئيس شرطة دبي الفريق "ضاحي خلفان"، تعليقاً على إلقاء تركيا القبض على جاسوسين في اسطنبول بشبهة تورطهما في التجسس لصالح الإمارات، إلا بالدعوة لمقاطعة السفر الى تركيا.

ويبدو أن "خلفان" أراد التغطية على الفضيحة، بالتلميح إلى أنّ المعتقلين في تركيا هم “مواطنون إماراتيون” وليسوا جواسيس كما أكدت السلطات التركية.

وقال "خلفان" على تويتر: “اعتقالات تركيا التي تعلنها بين حين وآخر لمواطنيين إماراتيين يجب أن تقابل بمقاطعة شعبية للسفر إلى تركيا”.