"صفقة ترامب".. وموقف الجامعة العربية المتأخر!

الإثنين ٢٢ أبريل ٢٠١٩ - ٠٣:٥٦ بتوقيت غرينتش

تعليقا على المواقف المعلنة من اجتماع وزراء الخارجية العرب، والتي رفضت ما يسمى "صفقة القرن"، دعت حركة "حماس" إلى تحويلها إلى برامج عمل لمواجهة أي مشروع ينتقص من حقوق الشعب الفلسطيني. وشدد وزراء الخارجية العرب في بيان رفضهم لأي صفقة في القضية الفلسطينية لا تنسجم مع المرجعيات الدولية وذلك خلال اجتماع طارئ للجامعة العربية مخصص لبحث مستجدات القضية الفلسطينية.

العالم- تقارير

طالبت حركة المقاومة الاسلامية "حماس" على لسان الناطق باسمها حازم قاسم، في تصريح صحفي، الاثنين، بالإعلان عن رفض الجامعة العربية الواضح والصريح لخطوات التطبيع مع كيان الاحتلال الاسرائيلي، "لأن مثل هذه الخطوات تشجع الإدارة الأمريكية والاحتلال على الاستمرار بخطواتهم العدوانية تجاه شعبنا".

كما دعا إلى تشكيل ضغط حقيقي من المنظومة العربية على الإدارة الأمريكية ومصالحها، "لكي تتوقف عن خطواتها ضد مكونات القضية الفلسطينية".

وأكّد على ضرورة تنفيذ برامج دعم حقيقية لتعزيز صمود شعبنا فوق أرضه، وخاصة في مدينة القدس، ودعم اللاجئين في المخيمات خارج فلسطين، مع تثبيت حقهم المقدس بالعودة لأرضهم.

وطالب وزراء الخارجية بالضغط على محمود عباس للعودة لخيار الوحدة الوطنية، وإنهاء الانقسام، ورفع العقوبات على قطاع غزة، لتعزيز الجبهة الداخلية الفلسطينية.

وقال: "موقف رئيس السلطة كان ضعيفاً، لا يرتقي بأي حال إلى مستوى التحدي، ولم يعلن أي موقف عملي، واستغل منبر الجامعة العربية للحديث عن خلافه مع حركة حماس ، مستخدماً معطيات غير صحيحة".

واجتمع وزراء الخارجية العرب في القاهرة بطلب من رئيس السلطة محمود عباس بشكل استثنائي لبحث تطورات القضية الفلسطينية بعد ادعاء الكيان الإسرائيلي السيادة على أجزاء أساسية من الأراضي الفلسطينية والعربية المحتلة بما فيها القدس الشرقية والجولان السوري. وأكد المجلس على حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره وإقامة دولته على حدود 1967.

وأكد وزراء الخارجية العرب في ختام اجتماعهم في القاهرة، رفضهم أي صفقة بشأن القضية الفلسطينية لا تتماشى مع المرجعيات الدولية.

وقال بيان صادر عن مجلس جامعة الدول العربية على مستوى وزراء الخارجية "إن الدول العربية التي قدمت مبادرة السلام العربية عام 2002 لا يمكنها أن تقبل أي خطة أو صفقة لا تنسجم مع هذه المرجعيات الدولية".

وعقد المجلس اجتماعه الطارئ الأحد بدعوة من عباس لمناقشة آخر تطورات القضية الفلسطينية خصوصا "تلك التي تستهدف فرض حلول غير قانونية تدعي سيادة إسرائيل على أجزاء أساسية من الأراضي الفلسطينية والعربية المحتلة عام 1967 بما فيها القدس الشرقية والجولان العربي السوري المحتل".

وشدد المجلس على "أن مثل هكذا صفقة (صفقة القرن) لن تنجح في تحقيق السلام الدائم والشامل في الشرق الأوسط".

وفي مقدم هذه الحقوق حق الشعب الفلسطيني "في تقرير المصير وإقامة دولته المستقلة ذات السيادة على خطوط 4 يونيو (حزيران) 1967 وعاصمتها القدس الشرقية".

وفي كلمته أمام الاجتماع، قال رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس إن "إسرائيل" لم تحترم أي اتفاق من الاتفاقيات التي تمت بينها وبين الفلسطينيين، معتبرا أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لا يؤمن بـ"السلام"، وذلك أثناء اجتماع وزاري للجامعة العربية لبحث القضية الفلسطينية.

وقال عباس إن "إسرائيل" نقضت جميع الاتفاقيات المبرمة مع الفلسطينيين، وهي تنتهك اتفاقية باريس باقتطاعها أموال المقاصة التي توقفت عن دفعها، ولم تطبق قرارا دوليا واحدا منذ عام 1947.

كما قال رئيس السلطة الفلسطينية إن نتنياهو لا يؤمن بـ"السلام"، ويتذرع بعدم وجود شريك فلسطيني.

وأضاف عباس أن الإدارة الأميركية انقلبت على كل ما وعدت به، واتخذت قرارات مخالفة للقانون الدولي، واعترفت بالقدس عاصمة لـ"إسرائيل"، داعيا "لدعم عربي سياسي وتوفير شبكة أمان مالية".

بدوره، أكد الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبو الغيط أن الدعم العربي للقضية الفلسطينية "ثابت وراسخ ولا يتزعزع"، معتبرا أن "التحرك العربي في هذه المرحلة الدقيقة لا بد أن ينشط لمواجهة مساعٍ غير مسبوقة من جانب دولة الاحتلال، تساندها وتدعمها الولايات المتحدة، بهدف تقنين أوضاع غير قانونية، وشرعنة واقع غير شرعي".

وعلى هامش الاجتماع، التقى عباس الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي وتباحثا حول "آخر مستجدات القضية الفلسطينية، واستعراض الرئيس الفلسطيني الصعوبات الحالية التي تواجهها السلطة الفلسطينية، خاصةً عقب خصم إسرائيل لأموال المقاصة، وبحث الجانبين تثبيت الهدوء في قطاع غزة"، بحسب بيان للرئاسة المصرية.

وذكر البيان أن السيسي أكد دعم بلاده للتوصل إلى حل عادل وشامل يؤدي إلى قيام الدولة الفلسطينية المستقلة، وأنها ستواصل جهودها لإتمام عملية المصالحة وفق إستراتيجية مصرية لدعم السلطة الفلسطينية ودورها في قطاع غزة.

وكانت الحكومة الفلسطينية الجديدة قد رفضت الأسبوع الماضي في أولى جلساتها خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب المرتقبة للتسوية بين "إسرائيل" والفلسطينيين.

واعتبرت في بيان أن "كل من يعتقد أن صفقة القرن ستمر سيكون واهما" في إشارة إلى "صفقة ترامب" التي قالت الإدارة الأمريكية إنها ستكشف مضمونها بعد انتخابات الكنيست الإسرائيلي.

وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو قد أعلن أنه يعتزم ضم مستوطنات الضفة الغربية المحتلة، في حال فوزه بعد الانتخابات التشريعية.

كذلك أكد مجلس الجامعة الأحد التزام الدول العربية "دعم موازنة دولة فلسطين وتنفيذ قرار قمة تونس بتفعيل شبكة أمان مالية بمبلغ 100 مليون دولار شهريا لمواجهة الضغوط السياسية والمالية التي تتعرض لها".

وفي هذا السياق، استنكر الأكاديمي والباحث العُماني المعروف عبدالله باعبود، اجتماع وزراء الخارجية العرب، الذي جرى الأحد، لإصدار بيان يرفض "صفقة القرن" بعد أن أصبح المشروع الأمريكي ـ الصهيوني واقعا على الأرض.

وقال "باعبود" في تغريدة له على حسابه بتويتر: "مقايضة القدس والجولان وبقية فلسطين مقابل قطر وايران وبقية الملفات الأخرى فشلت"، على حد قوله.

وتابع موضحا: "إسرائيل أخذت حصتها من المقايضة والعرب دفعوا الثمن ووزراء الخارجية العرب يجتمعون لإصدار بيان لرفض صفقة القرن بعد ان سقطت ورقة التوت!"

وأعلن جاريد كوشنر مستشار وصهر الرئيس الأميركي دونالد ترامب الأربعاء الماضي أن خطة "السلام" الأميركية المعنية بتقديم تصور لحل القضية الفلسطينية، ستعلن بعد شهر رمضان.