رسميا.. إزاحة الستار عن التطبيع السعودي الإسرائيلي

رسميا.. إزاحة الستار عن التطبيع السعودي الإسرائيلي
السبت ٠٤ مايو ٢٠١٩ - ٠٩:٥٨ بتوقيت غرينتش

في ظل خطوات التطبيع المخزية وتطوير العلاقات العربية مع كيان الاحتلال الإسرائيلي، وجهت السعودية دعوة رسمية إلى وفد إسرائيلي بزيارة المملكة، في خطوة تظهر مسارعة خطى النظام السعودي في تطبيع العلاقات مع الكيان المحتل يوما بعد يوم وضرب الرياض القيم الاسلامية والقضية الفلسطينية عرض الحائط.

العالم - تقارير

في خطوة سعودية مخزية جديدة نحو التطبيع مع الاحتلال، أعلنت "اسرائيل" اعتزام وفد إسرائيلي زيارة السعودية، بناء على دعوة من رابطة العالم الإسلامي في السعودية.

ونشرت صفحة "إسرائيل بالعربية" التابعة لوزارة الخارجية الإسرائيلية تغريدة على صفحتها بموقع التواصل الاجتماعي، تويتر، قالت فيها: " للمرة الأولى سيزور وفد يهودي المملكة العربية السعودية بناء على دعوة من رابطة العالم الإسلامي، حسبما أعلن أمين عام الرابطة الشيخ السعودي محمد بن عبد الكريم العيسى الذي قال إن الزيارة ستقام في يناير/ كانون الثاني 2020".

وجاء ذلك في تصريحات تمهيدية للعيسى، في الـ30 من أبريل/ نيسان الماضي، حيث قال عن المحرقة اليهودية أو ما يُعرف بـ"الهولوكوست": "لا يمكن إطلاقا إنكارها ولا التقليل من شأنها، أردنا أن نقول كلمة الحق تجاه هذه الجريمة النازية البشعة وسنكون ضد أي فكر أو نظرية تنكر هذه الجريمة"، على حد تعبيره.

وأضاف العيسى: "هي قيمنا الإسلامية والإنسانية التي دفعتنا لهذه الزيارة وسيكون وفد من الهولوكوست سيزورنا في المملكة بدعوة من رابطة العالم الإسلامي وباستضافة من رابطة العالم الإسلامي.."، على حد قوله.

وأضاف: "رابطة العالم الإسلامي تواجه هذا الخطاب (خطاب الكراهية والتطرف) بخطاب مواجه له ولكن بالحكمة وليس بنفس الأسلوب المتطرف ونوضح الحقائق الدينية والفكرية والمنطقية وندعو ولا نزال ندعو إلى إيجاد التشريعات تجرم خطاب الكراهية لأن كل اعمال العنف والإرهاب نشأت عن خطاب كراهية.."، حسب تعبيره.

وسرعان ما نشر ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي فيديو لمحمد العيسى يعلن خلاله بأن وفداً من "الهولوكوست" سيزور السعودية، مشيراً إلى أن الزيارة بدعوة واستضافة من رابطة العالم الإسلامي .

وسخروا من الهولوكست "المحرقة" إذ تعني دعوة العيسى أنها إلى موتى وليس إلى أحياء، ما دل على جهل المسؤول بمن يدعو.

من جهتها، بررت رابطة العالم الإسلامي في تغريدة لها على صفحتها بتويتر: "المتحف الوثائقي لتاريخ الهولوكوست المدعو من الرابطة للزيارة في ضيافتها يتعلق بوفد أمريكي مستقل ومتنوع دينياً حيث ثمنت الرابطة اهتمامه بعدد من القضايا داخل متحفه منها قضايا اللاجئين السوريين والمجازر ضد الروهينجا ولا علاقة للزيارة مطلقاً بأي اتفاقية موقعة شاملة لوفد ديني خاص زائر"، حسب زعمها.

يذكر أن رابطة العالم الإسلامي تعتبر منظمة إسلامية عالمية جامعة، مقرها مكة المكرمة بالسعودية، وتقوم بالدعوة للإسلام وشرح مبادئه وتعاليمه. وتستخدم في سبيل تحقيق أهدافها الوسائل التي لا تتعارض مع أحكام الشريعة.

لكن تحولت الرابطة بمرور الزمن إلى منظمة تعمل في إطار السياسة السعودية، وتعكس وجهات نظرها في العديد من القضايا، خصوصاً المسائل السياسية التي هي خارج اختصاصاتها بحسب دواعي التأسيس. حيث باتت رابطة العالم الإسلامي مؤخراً، أحد أدوات ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، بعد أن قام بتغيير قيادتها ورؤيتها وأولوياتها، حيث أصبحت قبل أكثر من عام تحت إدارة محمد بن عبد الكريم العيسى، وهو وزير عدل سعودي سابق. وفي عهده القصير جرت جملة خطوات تطبيعية مع اللوبي الصهيوني العالمي، في إطار حرف اتجاه البوصلة نحو الاحتلال الصهيوني.

الجدير ذكره أن العلاقات العربية مع كيان الاحتلال قد تطورت في الشهور الأخيرة، وعلى وجه الخصوص السعودية، التي تُوّجت بزيارات متبادلة واتفاقيات وصفقات عسكرية، كان أبرزها شراء الرياض منظومة "القبة الحديدية" العسكرية من تل أبيب.

وشهد عام 2018 سلسلة زيارات ولقاءات تطبيعية بين “إسرائيل” والسعودية في مجالات عدة، إذ كشفت وسائل إعلام عبرية عن زيارة اللواء أحمد عسيري، نائب رئيس المخابرات السعودية المقال، كيان الاحتلال عدة مرات في مناسبات مختلفة، وفق ما ذكرته صحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية.

بدوره أكد موقع "i 24 news" الإسرائيلي أن هناك علاقات دافئة سرية بين الرياض وتل ابيب.

وكانت تقارير صحفية دولية وإسرائيلية تحدثت عن تطورات دبلوماسية كبيرة في السياسة السعودية تجاه "إسرائيل"، كلَّلتها زيارة سرية لولي العهد السعودي محمد بن سلمان إلى تل أبيب، في شهر سبتمبر/أيلول 2017.

وأوردت الإذاعة الإسرائيلية الرسمية الناطقة باللغة العربية، في السابع من سبتمبر/أيلول 2017 "أن أميراً من البلاط الملكي السعودي زار "إسرائيل" سرّاً، وبحث مع كبار المسؤولين الإسرائيليين فكرة دفع السلام الإقليمي إلى الأمام".

ويمكن القول أن العلاقات السعودية-الإسرائيلية تشهد أفضل أيامها في التاريخ؛ إذ أعرب رئيس أركان جيش الاحتلال الإسرائيلي الجنرال غادي إيزنكوت، في مقابلة مع صحيفة "إيلاف" السعودية، ومقرّها بريطانيا، عن استعداد "إسرائيل" لتبادل المعلومات الاستخبارية مع الجانب السعودي بزعم ما سماه "التصدّي لنفوذ إيران".

ويرى آخرون أن السعوديّة تسعى إلى التقرّب من اللوبيهات الصهيونيّة في الولايات المتحدة الأميركيّة، في مسعى منها للحفاظ على صلاتها مع الإدارة الأميركيّة، التي شهدت توترًا أكثر من مرّة، آخرها بعد جريمة اغتيال الصحافي البارز، جمال خاشقجي، في الثاني من تشرين أول/ أكتوبر الماضي.

وبحسب محللين في الشأن الفلسطيني، إن مثل هذه الخطوات التطبيعية مع "اسرائيل" من جانب بعض دول مجلس التعاون وعلى رأسها السعودية، وعدم وجود موقف موحد تجاه القضية الفلسطينية، والتشتت العربي، هو الذي سمح لأمريكا بإصدار قرار نقل السفارة الأمريكية للقدس، وأيضا قرار اعتبار الجولان المحتلة تحت السيادة الإسرائيلية.