مفاجآت بالجملة آتية لـ"الشمال السوري"

مفاجآت بالجملة آتية لـ
الثلاثاء ١٤ مايو ٢٠١٩ - ٠٥:١٠ بتوقيت غرينتش

تتلبد سماء ادلب بغيوم رعب سوداء تنذر بموسم غزير من الدماء والدموع، رياح شديدة تهب من جهة الغرب نحو معقل الرايات السوداء، تقترب أصوات المجنزرات شيئاً فشيئاً وتلوح من الأفق طائرات محملة بصواريخ كحجارة من سجيل، والهدف المقرر للرجم هو أبو محمد الجولان وأيتامه الذين تبقوا معه.

العالم - سوريا
الجولاني المتواري عن الأعين دعا أهل ادلب للنفير العام وحمل السلاح، وذلك مع الزحف الكبير للجيش السوري في ريف حماة والذي بات على أبواب الريف الادلبي من الناحية الجنوبية.

إعلاميون وناشطون موالون للنصرة ومشتقاتها باتوا يبثون رسائل المناشدة على حساباتهم الخاصة في التواصل الاجتماعي بعد أن كانوا يروجون لتهديدات سيكون بطل تنفيذها مقاتلو النصرة ذاتهم، الأخيرون باتوا كقطيع مشتت من الخنازير البرية كل يركض في اتجاه هرباً من حفلة الصيد الموعودة.

ما يُسمى بـ"الائتلاف المعارض" يحاول العمل على وقف معركة تحرير الريفين الحموي والادلبي والخوف الأكبر حالياً على جسر الشغور، زعم "معارضو الائتلاف" على أن الهجمات تستهدف المدنيين في الشمال على الرغم من أنه بات معلوماً أن غالبية المتواجدين هناك هم من المسلحين المتشددين وعائلاتهم اما البقية الباقية فهم من الادلبيين الأصليين الذين لم يغادروا قراهم ومغلوب على أمرهم، هذا يذكر بالدفاع المستميت الذي أبداه "معارضون" منذ سنوات دفاعاً عن النصرة كمعاذ الخطيب و جورج صبرا، حيث ادعى الرجلان بأن النصرة جزء أصيل من الشعب وبالتالي هي جزء أصيل مما أسمياها بـ"الثورة"، الآن يتم اجترار ذات الموقف من قبل الائتلاف في محاولة لإنقاذ نصرويي ادلب.

سيطرة الجيش السوري على الريف الحموي الشمالي، ودخوله بوابة الريف الادلبي من الجنوب، آثار الأدرينالين في عروق المعسكر المعادي، فيما تُصاب أوردة الجسد التكفيري المسلح بالتصلب خوفاً من الكثافة النارية الهاطلة كعذاب واصب ليس له دافع.

هل ستكون المحطة التالية في جسر الشغور كونها الأقرب والأهم جغرافياً بالنسبة لغرب سوريا؟ أم هل يفاجئ الجيش الرأي العام بالتقدم عسكرياً من الجنوب في الريف الادلبي نحو الشمال ؟ ماذا عن الدعم الجوي الروسي أليس موقفاً يؤكد ثوابت موسكو من حليفتها فيما يجري بعد الكثير من الشائعات والمزاعم؟ الأكيد بأن المعركة لن تتوقف، جسر الشغور ينتظر دوره.

آخر التوقعات بل والمعلومات تقول بأنه سيكون في جسر الشغور حدث مهم، الزحف من الجنوب الادلبي نحو الشمال مرشح للحدوث أيضاً وبقوة، أهالي دير الزور في غالبيتهم الشعبية مع الجيش السوري وهذا سيساعد في معركة الشمال والشرق أيضاً.

* علي مخلوف – وكالة آسيا