ما الذي حدث حتى تراجعت التهديدات الاميركية بالحرب ضد ايران؟

الجمعة ١٧ مايو ٢٠١٩ - ٠٩:٣٧ بتوقيت غرينتش

اعتبر الخبير بالشؤون الاميركية كامل وزني، ان العقوبات الاقتصادية هي حرب اقتصادية بمعايير مختلفة اخطر من الحرب العسكرية، مشيراً الى ان الحرب الاقتصادية تهدد اوطان ومازالت الحرب التي تقوم بها الولايات المتحدة الاميركية على العديد من دول العالم مستمرة، كما هو الحال مع كوبا منذ الستينات وحتى الان.

وقال وزني في حوار مع قناة العالم عبر برنامج "مع الحدث": ان هناك اطراف داخل الولايات المتحدة لا تؤمن بالامم المتحدة والتفاوض والقيم الانسانية وتمارس حربا اقتصادية ضد الدول، ووصفها بجرائم حرب انسانية لانها قتلت الكثير من الابرياء على مستوى العالم.

واوضح وزني، ان هناك فريق داخل البيت الابيض متحمس للحرب، فوزير الخارجية الاميركي ومستشار الامن القومي متحمسان للدخول في حرب مع ايران، في حين ان الرئيس الاميركي دونالد ترامب غير متحمس وفي الكونغرس هناك ايضاً تحذير من اي مغامرة عسكرية في منطقة الخليج الفارسي باعتبار ان المعركة ليست كما يعتقدها الاميركي مع اي دولة، بل مع ايران التي تمثل حالة اسلامية على مستوى العالم والاقليم.

ورأى وزني، بأن نشوب اي حرب مع الجمهورية الاسلامية ستولد حرب اقليمية وسوف تدخل اطرافا عديدة في هذه الحرب وسيكون لها انعاكسات سياسية واقتصادية وامنية على مستوى العالم، مشيراً الى ان بولتون عندما يفكر بالحرب يجب ان يكون في اطار المؤسسة العسكرية داخل الولايات المتحدة والتي تتمتع برأي موزون وقد تعارض مثل هذه الحرب كما حدث في اماكن اخرى بعد ان وقفت امام روؤساء سابقين في الادارة الاميركية ومنعتهم من الدخول في حالات الحرب، مستشهداً بموقف وزير الخارجية السابق جيمس ماتيس الذي وقف امام رئيسه ترامب.

ولفت الى ان المؤسسة العسكرية الاميركية تعلم مدى خطورة اي حرب وبالاخص مع دولة اقليمية كإيران، وعلى منطقتها الجغرافية التي تلعب ايضاً دوراً اساسياً، لذلك فان الولايات المتحدة اذا ارادت فتح حرب مع ايران فستكون لها تكلفة باهضة، كما هو الحال عندما جربتها في العراق وخرجت بخسائر مادية ومعنوية وعسكرية، مشيراً الى انه اميركا وبعد كل الجهد التي بذلته في العراق فان رئيسها ووزير خارجيتها لايستطيعان زيارة العراق الا في جنح الليل ويمضيان بضع ساعات ويعودان.

من جانبه، اكد الخبير بالشأن الاميركي نصر العمري، ان الادارة الاميركية تتخوف من حرب مع ايران وحتى رئيسها ترامب نفسه قال مراراً وتكراراً بانه لن يدخل في حروب غبية في الشرق الاوسط، واراد ان ينسحب من سوريا.

وقال العمري: ان هناك خلافات في البيت الابيض بأن لا احد يريد الحرب، ورأى ان احد هذه الخلافات يتم تداوله داخل الاروقة هل فعلاً واشنطن متجهة الى حرب مع دولة بحجم ايران، خاصة بعد تجربتها في العراق وافغانستان.

واوضح العمري، ان اي شخص داخل الولايات المتحدة تسأله يعترف لك ان الحرب على ايران ليست نزهة، مشيراً الى ان القلق يدور حول فشل العقوبات ضد ايران لزعزعة نظامها، وماذا اذا اصبحت ايران تهاجم بدلاً من ان تستقبل هذه الضربات من حصار اقتصادي، وماذا لو خرجت من الاتفاق النووي، فهل ستكون هناك حرب.

واضاف، ان وجهة النظر الترامبية الاميركية تعوّل على عودة ايران الى طاولة المفاوضات، ولهذا هناك وساطات يقوم بها الرئيس السويسري.

بدوره، اكد الخبير الاستراتيجي الايراني هادي محمدي، ان حكومة ترامب بدأت بخطوات عبر عقوبات قاسية من جهة والتصفير النفط من جهة اخرى اضافة الى الضغط الاقليمي واخيراً بالتهديد بالحرب لتركيع حكومة ايران حتى تقبل باجندات ترامب وبومبيو.

وقال محمدي: ان ادارة ترامب فوجئت باستراتيجيات حكومة روحاني وقائد الثورة الاسلامية بمقاومة السياسيات الجديدة الاميركية.

وحول سبب اتخاذ الرئيس الاميركي دونالد ترامب وفريقه موقف بالتراجع عن التهديد بالحرب ضد ايران، عزاها بمؤشرات بدأت بتفجيرات الفجيرة ونقل خطوط امدادات النفط من الشرقية الى ينبع، اضافة الى التهديدات من داخل العراق ولبنان تجاه الكيان الاسرائيلي، معتبراً ان مجموع هذه المؤشرات اثرت على حسابات البيت الابيض وحكومة ترامب وهؤلاء فهموا انه رغم العقوبات الجائرة فان ايران ليست جاهزة لتقبل بالشروط الظالمة وغير القانونية خاصة تهديدات بومبيو بـ12 شرطاً تعجيزياً ليكسب امتيازات قبل الدخول بأي مفاوضات، احداها تصفير صادرات النفط الايرانية للضغط على ايران، لكن حكومة روحاني ارسلت رسائل الى الدول المشاركة في الاتفاق النووي وامهلتها مدة 60 يوماً كي يتم التوقف العمل الخاص بالاتفاق النووي والبدء بتخصيب اليورانيوم، مشيراً الى ان هذا الامر اثر على الحسابات الاوروبية وعلى مواقف ترامب حتى اثر على الجناحين القسم الامني والعسكري داخل البيت الابيض.

واشار الى انه نتيجة لذلك فان الاميركان الذين كانوا يهددون كل يوم ويؤكدون على انهم يحمون امن انظمة الدول العربية في الخليج الفارسي، لكنهم اليوم باتوا يتحدثون اليوم عن الدفاع عن امن القواعد والقوات الاميركية في المنطقة وليس الدفاع عن السعودية والامارات وغيرها من الانظمة في المنطقة.

وقال محمدي: ان الدول الاوروبية فيما يتعلق بالموضوع النووي بدأت محاولات لاسترضاء ايران حتى توقف خطواتها في موضوع الرسائل التي بعثها الرئيس روحاني للدول المشاركة في المفاوضات النووية، مشيراً الى ان هذا السبب هو ما اثر على تغيير المواقف خاصة بعد تقارير جدية اكدت عدم قدرة اميركا على الدخول في حرب مع ايران.

يمكنكم متابعة الحلقة كاملة عبر الرابط التالي:
https://www.alalamtv.net/news/4222276

https://www.alalamtv.net/news/4222281