السعودية والإمارات.. وضرورة التحرر من عقدة الماشوسية!

السعودية والإمارات.. وضرورة التحرر من عقدة الماشوسية!
الأحد ١٩ مايو ٢٠١٩ - ٠٥:٤٢ بتوقيت غرينتش

في وقت تستمر فيه، عملية الحلب الامريكي للسعودية والامارات عبر افتعال الازمات وخلق عدو وهمي زعمت مصادر اعلامية سعودية ان بعض الدول الخليجية وافقت على طلب واشنطن لإعادة انتشار القوات الامريكية في الخليج الفارسي.

العالم - كشكول

ذكرت جريدة "الشرق الاوسط" السعودية، نقلا عن مصادر خليجية وصفتها بالمطلعة، ان السعودية وعددا من دول مجلس التعاون، وافقت على طلب من الولايات المتحدة لإعادة انتشار قواتها العسكرية في مياه الخليج الفارسي.

واضافت الجريدة في عددها الصادر السبت 18 مايو / ايار، نقلا عن المصادر ذاتها، ان الدافع الأول لإعادة انتشار القوات الأميركية في الخليج الفارسي، هو القيام بعمل مشترك بين واشنطن والعواصم الخليجية، لما اسمته ردع إيران عن أي محاولة لتصعيد الموقف عسكرياً ومهاجمة دول الخليج الفارسي أو مصالح الولايات المتحدة في المنطقة، وليس الدخول في حرب معها.

من الواضح ان هذا الخبر يأتي في اطار عملية الحلب الامريكي المتواصلة لخزائن هذه الدول وخاصة السعودية والامارات عبر صناعة عدو وهمي، ويأتي كذلك في اطار الحرب النفسية التي تشنها امريكا والكيان الاسرائيلي واذانبهما في المنطقة على ايران، وإلا فإن هذه الدول التي زعمت انها وافقت على طلب امريكا ارسال قوات اليها لحمايتها من ايران، تعاني اساسا من تخمة بالقواعد الامريكية والغربية التي تنتشر في اراضيها كالجرب الذي يأكل جسد حامله.

ترى هل تحتاج البحرين الى جنود امريكيين، وهي تحتضن الأسطول البحري الخامس الأمريكي، بالاضافة الى احتضانها قاعدة عسكرية بريطانية، ام تحتاج الى ذلك الامارات التي تضم لوحدها ثلاث قواعد امريكية وفرنسية واسترالية، يتمركز فيها الاف الجنود الامريكيين والفرنسيين والاستراليين بالاضافة الى البريطانيين، ام الكويت، التي يتواجد فيها أكبر عدد من الجنود الأمريكيين في الخليج الفارسي يتجاوز 16 ألف جندي، يتمركزون في قاعدتين عسكريتين، ام السعودية التي تعتبر جميع مطاراتها وارضها واجوائها مباحة امام الامريكيين، ام قطر التي تضم 3 قواعد، منها اثنتان لأمريكا، وقاعدة لتركيا، وتعد قاعدة «العديد» على بعد 30 كلم جنوب غرب العاصمة القطرية الدوحة، أكبر قاعدة جوية أمريكية في الخارج، وواحدة من أهم القواعد العسكرية الأمريكية في الخليج الفارسي.

ترى لمصلحة من كل هذا العداء الذي يتجاوز حد المعقول الانساني الى تخوم المرض النفسي، الذي تعاني منه السعودية والامارات ازاء ايران؟ لماذا تنخرط هاتان الدولتان، وبشكل اعمى، في اي جهد تقوم به امريكا، لإيذاء ايران؟ اين مصلحة السعودية والامارات في اي حرب يمكن ان تحرق الاخضر واليابس في منطقة الخليج الفارسي؟ اليست بيوت السعودية والامارات زجاجية، اليس اقتصاد السعودية قائما على النفط، والاقتصاد الاماراتي قائما على النفط والسياحة والاستثمارات، وهي مصالح يكفي عود ثقاب واحد ليأتي عليها باجمعها؟ اين الحكمة في جعل ايران عدوا، وتحريض امريكا والكيان الاسرائيلي عليها، وتقبل نفقات كل حرب مهما بلغت تكلفتها مادامت هدفها ايران؟، لماذا تربط السعودية والامارات مصيرها بمصير الكيان الاسرائيلي، اليس من السذاجة ان يعتبر البعض ان مصالح السعودية والامارات التقيا صدفة مع مصالح الكيان الاسرائيلي لان عدوهما واحد، بينما نرى تنسيقا بين هذا الثلاثي يتجاوز ايران الى تصفية القضية الفلسطينية وفرض الهيمنة الاسرائيلية على المنطقة برمتها ؟.

حاول البعض تبرير سياسة السعودية والامارات ازاء ايران، بانها صبيانية، او انها غير حكيمة، او انها مصابة بقصر نظر، او ذيلية او تابعة، ولكن بالرغم من ان كل ذلك صحيح، الا انه يصل الامر بهاتين الدولتين ان تطلبا من امريكا المزيد من الجنود، في الوقت الذي تعلن الاخيرة باعلى صوتها انها لا تريد الحرب مع ايران، وتلتمس طهران ان تفاوضها، فان الامر يتجاوز التبعية والذيلية الى حالة مرضية تتقاطع فيها اعراض الماسوشية بشكل واضح، بعد ان راى العالم اجمع كيف يتلذذ قادة هذه الدول بالاهانات التي يوجهها لهم ترامب، وكأنه يغازلهم.

*نبيل لطيف / العالم