ماذا بين روسيا وتركيا حول سوريا؟

الجمعة ٢٤ مايو ٢٠١٩ - ٠٢:٤٢ بتوقيت غرينتش

اكد مدير المركز الثقافي الروسي العربي للدراسات مسلم شعيتو، ان روسيا فيما يتعلق بموضوع ادلب، لم تغير موقفها منذ بداية العملية الروسية الجوية، وهو موقف واضح بالعمل مع الجيش السوري وحلفائه للتخلص من المنظمات الارهابية.

وقال شعيتو في حوار خاص مع قناة العالم عبر برنامج "مع الحدث": ان هناك وتيرة مختلفة ما بين سلوك روسيا وسلوك الدولة السورية، مشيراً الى ان الدولة السورية من حقها ان تستعجل الامور لحسمها، فيما روسيا تحاول ان تنجز هذه المهم بأقل الخسائر السياسية مع الدول المتورطة بالازمة في سوريا، ومنها تركيا تحديداً.

واوضح شعيتو، تسعى روسيا بالمفاوضات والحوارات السياسية مع تركيا بان تحسم الامر بأقل الخسائر وباقل المعارك العسكرية كي لا تنعكس سلباً على الواقع وموازين القوى، فيما يتعامل التركي بانه من موقع يستطيع ان يفرض كل شيء او يحاول ان يتصرف وكأنه لا يفهم الموقف الروسي، مشيراً الى ان هذا الامر يتم استغلاله من قبل البعض للعودة الى الساحة السورية سياسياً وعسكرياً.

واضاف شعيتو، ان تركيا كانت تطمح بالسيطرة على الشرق الاوسط من خلال سوريا، وخاصة على الدول العربية، وبعد ان فشل مشروعها من السيطرة على كامل سوريا، بدأت تحلم بالسيطرة على حلب ووضعت خططاً لها لتكون ضمن السيطرة الجغرافية والامنية التركية، وتطمح حالياً بان تكون منطقة شمال سوريا خاصة ادلب وصولاً الى عفرين الحدودية، منطقة سيطرة وعمل امني لتركيا كي تستطيع من خلالها الدخول الى الملف السياسي السوري والتأثير عليه.

واشار الى ان روسيا تحاول بشتى الوسائل اقناع تركيا بان هواجسها غير المبررة ستدفع لاحقاً الى ما ينتج حالة تنعكس سلباً عليها، كما حصل في شمال شرق سوريا حيث ان السلوك التركي دفع الاكراد الى التعامل مع حلف الناتو، الذي بدأ الاخير يستخدمهم كضغط على تركيا اكثر منه ضد سوريا.

واكد مدير المركز الثقافي الروسي العربي للدراسات، ان روسيا تحاول الخروج الى اوروبا عبر تركيا، بعدما اغرتها بالكثير اقتصادياً وسياسياً وحتى امنياً، كما بنت المحطات النووية ومد خطوط الانابيب الى اوروبا، مشيراً الى ان هذه تشكل فرصة لتركيا بان تتحكم باوروبا وان ترتبط بروسيا، معتبراً ان هناك صراعاً على تركيا باتجاه ان تستمر بتحالفاتها السياسية مع الناتو.

وقال شعيتو: ان روسيا تحاول استرجاع تركيا من الولايات المتحدة عبر استمالتها ودفعها بان تنخرط بعملية سياسية اقتصادية مع روسيا في منطقة الشرق الاوسط وفي اوروبا، موضحاً ان روسيا قد تنجح في هذا الامر.

من جانبه، اكد الاكاديمي والباحث السياسي مهند الضاهر حول اسباب التعامل الروسي مع الموقف التركي الذي يدعم الارهابيين خاصة في المعارك الاخيرة التي شهدتها ارياف حماة وادلب، اكد ان روسيا تحاول عدم الاصطدام بشكل مباشر مع من هو مشترك في الحرب ضد سوريا، مثل اميركا وتركيا.

وقال الضاهر: رغم ان الطيران الحربي الروسي يلعب دوراً اساسياً في العمليات العسكرية التي تجري في ارياف حماة وادلب، اما بالنسبة للعلاقات الروسية التركية فهذه يحمكها شيء آخر تماماً، مشيراً الى انه لايمكن ان نجبر الروسي على ان يكون سورياً، لانه اولاً واخراً يدافع عن مصالحه، ويرغب بان تنتهي هذه الحرب وان ينتهي الارهاب مئة بالمئة، وان تستقر سوريا، واسترجاع تركيا الى الحضن الاوراسي.

واوضح الضاهر، ان الصراع الاميركي والروسي هو الذي يرسم ما يسمى معالم الشرق الاوسط الجديد او معالم العالم المتعدد الاقطاب فيها.

بدوره، اكد الخبير العسكري السوري اللواء محمد عباس، ان القوات السورية تقاتل الان في محيط كفر نبوده بريف حماة التي سقطت نتيجة للهجمات المتواصلة التي قامت بها المجموعات الارهابية المسلحة المدعومة بشكل جيد بالعتاد والذخائر والنواظير الليلية والتجهيز التقني.

وقال اللواء عباس: ان القوات السورية تقوم بالرد على بنك اهداف المجموعات الارهابية المحددة بدقة، وكبدتها خسائر للحد من نشاطها وحركتها، مشيراً الى ان بيئة القتال بالغة التعقيد بسبب الطبيعة الجغرافية الجبلية في كفر نبوده وشمال شرق حماة.

واوضح اللواء عباس، ان تركيا هي التي تغذي الجماعات الارهابية التي تشن هجمات على الاحياء السكنية ومواقع الجيش السوري، مشيراً الى ان تركيا تحتفظ باوراقها التفاوضية عبر جبهة النصرة ومشتقاتها، كي تمنحها مساحة لكي تؤكد على حضورها باتجاه الروسي وايضاً على حضورها باتجاه الاميركي.

واكد اللواء عباس، ان تركيا هي رأس حربة والعدوان لصالح اميركا في هذه المنطقة، واضاف ان تركيا تسعى بعد سقوط كفر نبوده عبر ادواتها (جبهة النصرة واخواتها) الذين دعمتهم بالذخائر والدعم اللوجستي والاستخباراتي، الى تثبيت قواتها البديلة وتعزيز قدراتها القتالية والاستثمار من اي نجاح يمكن ان تحققه.

يمكنكم متابعة الحلقة كاملة عبر الرابط التالي:
https://www.alalamtv.net/news/4233471

https://www.alalamtv.net/news/4233486