الحرية والتغيير السودانية.. العسكري فتح الباب للتدخلات الخارجية!

الحرية والتغيير السودانية.. العسكري فتح الباب للتدخلات الخارجية!
الأحد ٢٦ مايو ٢٠١٩ - ٠٢:٠٨ بتوقيت غرينتش

وصل رئيس المجلس العسكري الانتقالي الفريق أول عبد الفتاح البرهان إلى أبوظبي في زيارة تستغرق يوما واحدا بعد يوم واحد من زيارته للقاهرة حيث أجرى مباحثات مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في أول زيارة له خارج البلاد منذ تولّيه منصبه. وتأتي زيارة البرهان الى مصر والامارات بعد أخرى قام بها نائبه الى السعودية وسط مخاوف المعارضة السودانية من التدخلات الخارجية.

العالم - تقارير

وأفاد موقع الرئاسة السودانية بأن عبد الفتاح البرهان ودعه في مطار الخرطوم الفريق أول محمد حمدان دقلو نائب رئيس المجلس العسكري الانتقالي وعدد من المسؤولين في الدولة.

وقالت وسائل إعلام سودانية إن رئيس المجلس العسكري الانتقالي سيبحث خلال زيارته، مع ولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان العلاقات الثنائية بين البلدين وتطورات الأوضاع في السودان.

وتأتي زيارة رئيس المجلس العسكري الانتقالي إلى الإمارات بعد يوم واحد من زيارته إلى القاهرة التي أجرى خلالها مباحثات مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي.

وكان نائب رئيس المجلس العسكري، الفريق أول محمد حمدان دقلو، قد زار السعودية وأجرى مباحثات مع ولي العهد السعودي محمد بن سلمان.

من المهم الإشارة إلى أن رئيس المجلس العسكري الانتقالي عبد الفتاح البرهان قد أكد في أبريل الماضي، أن السعودية والإمارات هما الأقرب للسودان وأن علاقة الخرطوم بهما سوف تسير نحو الأفضل، حسب وصفه.

وكان رئيس المجلس العسكري الانتقالي في السودان الفريق أول عبد الفتاح البرهان اجرى امس السبت محادثات في القاهرة مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في أول زيارة له خارج البلاد منذ تولّيه منصبه.

وقال المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية بسام راضي، إن اللقاء أسفر عن "التوافق على أولوية دعم الإرادة الحرة للشعب السوداني واختياراته".

من جانبه أكد البرهان "التقارب الشعبي والحكومي المتأصل بين مصر والسودان، مشيداً بالجهود القائمة للارتقاء بأواصر التعاون المشترك بين البلدين، ومثمناً الدعم المصري غير المحدود لصالح الشعب السوداني وخياراته وللحفاظ على سلامة واستقرار السودان في ظل المنعطف التاريخي الهام الذي يمر به" حسب تعبيره.

وتأتي هذه الزيارة -وهي الزيارة الخارجية الأولى له منذ توليه منصبه- قبل أيام من إضراب عام دعا إليه قادة حركة الاحتجاج في السودان يومي الثلاثاء والأربعاء المقبلين لمطالبة المجلس العسكري بتسليم السلطة للمدنيين.

يذكر أن جماعات المعارضة والاحتجاج السودانية حذرت مصر من التدخل في السياسات السودانية، وتشعر بقلق مما حدث في مصر، وتسعى للحصول على ضمانات بأن يقود المدنيون العملية الانتقالية بعد الإطاحة بالرئيس عمر البشير مطلع أبريل/نيسان الماضي.

وتأتي زيارة البرهان الى مصر بعد زيارة قام بها نائبه "حميدتي" الى السعودية حيث استقبله ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، في وقت مبكر من الجمعة الماضية في جدة في زيارة استغرقت عدة ساعات لاسباب غير معروفة.

ووصل "حميدتي" إلى جدّة في زيارة إلى السعودية، بعد يومين فقط من لقاء عقده، الثلاثاء الماضي، مع وفد سعودي إماراتي مشترك، في الخرطوم، ووسط توتر بين المعتصمين والمجلس العسكري وبالتزامن مع اتهام المتظاهرين لقوات الدعم السريع التي يقودها، بقتل المتظاهرين المعتصمين، وبعد تعثر المفاوضات بين قادة الحراك في السودان والمجلس العسكري الحاكم في التوصل لاتفاق نهائي بشأن ترتيبات الفترة الانتقالية فيما يخص نسب التمثيل في المجلس السيادي ورئاسته.

ويرى المحللون، أن "حمدتي" يتصرف كرئيس فعلي للبلاد، ويسعى لجرها إلى المحور السعودي ـ الإماراتي، خصوصاً وأن الأخير يدعمه للتمسك بالسلطة على حساب المتظاهرين الذين يطالبون بحكم مدني بعد أن أسقطوا الطاغية عمر البشير.

دقلو، وغداة لقائه في الرياض ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، أكد دعم الخرطوم للرياض في مواجهة ما سماه "تهديدات" ايران وحركة انصار الله اليمنية.

وأثارت الزيارات التي قام بها حميدتي والبرهان لكل من السعودية ومصر غضب المعارضين السودانيون الذين يعتبرون أن المجلس العسكري الانتقالي يسير في الاتجاه الخاطئ.

وفي اول رد فعل لها رأت قوى الحرية والتغيير أن زيارات المجلس العسكري للرياض والقاهرة تعتبر مؤشراً على أن المجلس بات يتمدد في صلاحياته وسلطاته، مؤكداً أن هذه الزيارات تنذر بفتح الباب للتدخلات الخارجية في الشؤون الداخلية السودانية والتي تزيد من مخاوف المحتجين السودانيين على مكاسبهم الثورية.

وفي السياق، أودعت السعودية، الاسبوع الماضي، 250 مليون دولار في المصرف المركزي السوداني في إطار حزمة مساعدات تعهّدت بها المملكة وحليفتها الإمارات لصالح السودان الذي يشهد اضطرابات في خضم عملية انتقال للسلطة. وكانت الإمارات والسعودية، أعلنتا في 21 نيسان/أبريل الماضي، تقديم دعم مالي قيمته ثلاثة مليارات دولار للسودان.

ويرى بعض المحللين السودانيين في هذه المساعدات أنها تشكل دعماً للمجلس العسكري للبقاء في الحكم فترةً أطول.

ويرى السودانيون أن الإمارات والسعودية تستغلان الأوضاع السياسية والاقتصادية في السودان، بهدف السيطرة على قرارها في ظل جملة التغيرات التي يشهدها الشرق الأوسط، كما فعلت في ليبيا واليمن وتونس ومصر.