ما بين واشنطن وانقرة ضغوطات سياسية ودعم عسكري 

اعادة الكيماوي لوقف عمليات تقدم الجيش السوري 

اعادة الكيماوي لوقف عمليات تقدم الجيش السوري 
الإثنين ٢٧ مايو ٢٠١٩ - ٠٣:٣١ بتوقيت غرينتش

على هدير تقدم الجيش السوري في ريف حماة الشمالي والشمالي الغربي، وما تثيره من عواصف سياسية، تحشد الولايات المتحدة الامريكية وادواتها ومحمياتها في المنطقة في محاولة وقف العملية العسكرية التي ترسم ملامح خريطة سيطرة جديدة في المنطقة وتؤسس لانهاء المجموعات المسلحة في ادلب وريفها، وبعض المناطق الاخرى.

مجموعة جديدة من الاكاذيب المصطنعة عن استخدام الكيماوي في ريف اللاذقية، بالاضافة الى ضغط امريكي – فرنسي ومراوغة تركية، هي لغة تسويقية واحدة هدفها حماية المجموعات المسلحة في ريف ادلب وحماة واللاذقية وحلب، وتصور فكرة واحدة عن معايير الدور الوظيفي لهذه المجموعات، وهو امر لا يحتاج الى الكثير من الادلة للاستنتاج ان السياق السياسي الذي يروج هذه الاكاذيب، يتجاوز احيانا الدعم للمجموعات المسلحة الى الدفاع عنها كأحد اركان المشروع في المنطقة بالاضافة الى الكيان الاسرائيلي.

الممطالة التركية التي جاءت كجزء من خطة عسكرية تهدف الى تقوية وتمتين خطوط دفاع المجموعات المسلحة في الارياف الثلاثة، والتي حاولت ان تبرز موقف مغاير لاروقة المباحثات مع روسيا حول العملية العسكرية، حيث تؤكد المعطيات الميدانية على الارض ان تركية ومنذ توقيع اتفاق سوتشي الى اليوم لم تغب عن مشهد الدعم العسكري واللوجستي للمجموعات المسلحة، وهذا ما برز مؤخرا في المعارك على الارض، حيث اجبرت تركيا المجموعات المسحلة على الانخراط في غرفة عملية مشتركة ضمت " جبهة النصرة و الجبهة الوطنية للتحرير و جيش الأحرار و جيش النصر و جيش العزة و الحزب الإسلامي التركستاني" وهذه الغرفة تشرف عليها تركيا بشكل مباشر، عبر الية تواصل مع نقاط المراقبة التركية ، والتي تؤكد مصادر مطلعة ان نقاط المراقبة كانت نقاط انطلاق دفعات الذخيرة للمجموعات المسلحة في الجبهات بمواجهة الجيش السوري، كما شاركت بعض نقاط المدفعية وراجمات الصواريخ التابعة للاتراك في دعم هجمات المسلحين على نقاط الجيش، ان الرسالة الواضحة التي وجهتها واشنطن وانقرة من خلال زج تلك المجموعات من جديد في قتال الجيش السوري، بالاضافة الى الاتفاق الامريكي التركي على ارسال عناصر ما يسمى بدرع الفرات والمشاركة في المعارك، هي رسالة واضحة من حلف الشر الامريكي الى الدول الضامنة في استانا، وروسيا الموقعة على اتفاق سوتشي، ان هناك جبهات اخرى قد تشتعل، وان تنقل تلك القوات بالرغم من العداء الظاهر بينها وبين جبهة لانصرة وحركة احرار الشام، الا ان القرار العسكري في الشمال مازال بيد الاتراك.

كل ذلك يؤكد على وجود اتفاق تركي امريكي واضح على كسب بعض اوراق الضغط الميداني التي تحاول استخدامها في المفاوضات والسياسية، عبر اظهار المجموعات المسلحة على انها مازالت قوة منظمة وتستطيع مواجهة الجيش السوري، عبر هجمات عديدة استهدفت مواقع الجيش الجديدة في المناطق التي سيطر عليها مؤخراً، بالطبع ترافق ذلك مع وعيد وتهديد سياسي من تلك الدول ان لم تتوقف العمليات العسكرية، ولكي يكتمل المشهد جاء الضغط الامريكي عبر وزارة الخارجية في واشنطن، يحذر من التصعيد في ادلب ولحقه ايضا تصريح من وزارة الدفاع الامريكية، ليتبعه وكما العادة الفرنسي والبريطاني، تحت شعار تجميد الجبهات ومنح فرصة لفرض حل سياسي على القيادة السورية، وهذا كله افشله الجيش السوري عبر استمراره بعملياته العسكرية وفرض وقائع سياسية من خلال الميدان العسكري . وتدلل التطورات السياسية والميدانية الاخيرة، ان الاتراك قد وضعوا اتفاق سوتشي الموقع بينهم وبين القيادة الروسية على حافة الانهيار الى غير رجعة، بعد كل تلك الممارسات التي تحاول فيها تركيا خلط الاوراق من جديد، وعودة الحرب في تلك المنطقة الى مربعها الاول، مما يعني انعدام الخيارات السياسية، وعرقلة اي توصل لحلول مؤقتة، او تسوية نهائية لوضع مدينة ادلب.

إن ما يدور في اروقة السياسية المرتبطة بشكل مباشر بالميدان العسكري، تؤكد ان إقرارا بالهزيمة اما الجيش السوري جاء عبر التصعيد السياسي والذي تمارسه واشنطن وحلفائها في المنطقة، وان كل ما يحصل في الحقيقة هو خشية من قبل واشنطن وانقرة ان تتطور المواجهات العسكرية لتدخل المرحلة الثانية منها والتي تكون ادلب هدفها، وياتي اعادة انتاج فكرة استخدام الاسلحة الكيميائية، واتهام الجيش السوري بذلك، "والذي بات ممجوجاً ويثير الاشمئزاز"، ما هو الا دليل جديد على ان الضربات التي وجهها الجيش السوري كانت موجعة لحلف الشر بقيادة الولايات المتحدة الامريكية وتركيا.

حسين مرتضى - العالم