رغم خرقها لها بعبارة "شالوم".. السعودية تطبق لائحة 'ذوق عام'!

رغم خرقها لها بعبارة
الإثنين ٢٧ مايو ٢٠١٩ - ٠٥:٠٦ بتوقيت غرينتش

لم تُقدم السلطات السُعودية أي تبرير بشأن إنتشار صورة لوحة عبر مواقع التواصل الإجتماعي لعبارة "شالوم" باللغة العبرية، فرغم وجود عشرات اللغات الأخرى المُرحبة بالمسلمين من كافة أنحاء العالم إلا أنه لا يوجد تفسير واقعي لوجود لغة عبرية لا يتحدث بها لغةً أم سوى يهود يحملون مُواطنية الِإحتلال الإسرائيلي حسبما افادت صحيفة الشرق القطرية.

العالم - السعودية

ولم تَستقم دعوة السُلطات السعودية للإلتزام بلوائح للذوق العام مع ما قامت به مُؤخراً في المدينة المنورة من تجاوز للأدبيات وكتابة عبارة ترحيبية بلغة لا ينطقها مُسلمون في مدينة رسول الله "ص"، وجاءت الدعوة للذوقيات العامة وضرورة الإلتزام بالحشمة ومراعاة الشعور العام متناقضة مع ما قامت به السلطات السعودية من عدم مراعاة مشاعر ملايين من المُسلمين في شهر الصيام.

تضع قانوناً وتخرقه

ولم تُلقي السلطات السعودية بالاً للإنتقادات الصَاخبة التي وجهها سعوديون ومُغردون من مختلف الدول العربية والإسلامية عبر "تويتر" الذين أجمعوا بأن وجود عبارة "عبرية" في لافتة ترحيبية في السعودية ليست خطأً غير مقصود، ولكنها خطوة تطبيع جديدة أرادها المروجون للسعودية "الجديدة" أن تكون عربوناً لعلاقات وثيقة مع الإحتلال، ومصداقُه كما قالوا ترحيب وزارة الخارجية الإسرائيلية بنصب السلطات السعودية لتلك اللافتة.

وتداول مُغردون قيام "السُعودية" اليوم السبت بنشر لائحةً الذوق العام التي فرضت عقوبات على من يرتكبون مخالفات متعددة يتعلق بعضها بالشكل والأسلوب في الأماكن العامة، وكتب المغرد اليمني عبد الرحمن الساعدي: ( أن أسوء مخالفة أُرتكبت في هذا المجال جاءت من طرف السلطات السعودية نفسها التي نشرت ترحيباً باللغة العبرية، ما يرتب مخالفة على "أسلوب" التطبيع وعلى "الشكل" لمدينة يزورها المسلمون من أصقاع المَعمورة.)

وبدا بأن السُلطات السعودية هي أكثر من تنطبق عليه العقوبات التي سنتها بشأن اللائحة التي سنتها وأنها الجهة الأبرز التي تضع قوانيناً وتخرقها بنفسها..

فرغم إعلانها اليوم السبت تطبيق لائحة الذوق العام وترتيب عُقوبات وتضمين واجبات لتلك اللائحة تجاه جميع مرتادي الأماكن العامة، كانت هي السباقة في خرق احترام القيم والعادات والتقاليد والثقافة السائدة في السعودية كما جاء في اللائحة، وأبرز "خرق" قامت به السُلطات السُعودية للائحة ذاتها هي مُخالفة الأُسس الدينية والتقاليد والأعراف المرعية في المدينة المنورة والمدن الأخرى عبر كتابة عبارة "شالوم" في مدخل المَدينة، ما شكل إستهزاءً بتلك الأسس والأعراف.

السلطات السعودية إحتكرت الكتابة أو الرسم أو ما في حكمهما على جدران مكان عام أو أي من مكوناته أو موجوداته، أو أي من وسائل النقل، وحظرت على الجهات المُختلفة الكتابة ما لم تكن مرخصة قِبلها.. في وقت خرقت السعودية لائحتها للذوق العام التي أوردت: ( أنه من غير المسموح في الأماكن العامة وبأي قول أو فعل فيه كتابة محتوى فيه إيذاء لمرتاديها، أو إضرار بهم، أو يؤدي إلى إخافتهم أو تعريضهم للخطر) .. وهي مُخالفات قامت به السلطات السُعودية حرفياً عبر إيذاء مشاعر ملايين المسلمين بعبارة "شالوم" في مدينة رسول الله "ص" وتعريضهم للخشية من الخطر بوجود من لا يتوقعون وجود بينهم فيها.

صحيفة بوابة الشرق