السودان ما بين تصلب المواقف .. الى اين ؟

 السودان ما بين تصلب المواقف .. الى اين ؟
الثلاثاء ٢٨ مايو ٢٠١٩ - ٠٥:٠١ بتوقيت غرينتش

قال تحالف قوى الحرية والتغيير السوداني إنه سيمضي قدما في إضرابه العام لمدة يومين بدءا من الثلاثاء بعد انهيار المحادثات مع المجلس العسكري الحاكم.

العالم _ قضية اليوم
وقال وجدي صالح المتحدث باسم تحالف إعلان الحرية والتغيير إن المجلس العسكري الانتقالي طالب بأن تكون له أحقية في تعيين ثلثي أعضاء المجلس السيادي الذي من المقرر أن يحكم البلاد لمدة ثلاثة سنوات بعد الإطاحة بالرئيس عمر البشير الشهر الماضي.

الفريق أول محمد حمدان دقلو نائب رئيس المجلس العسكري الانتقالي قال في وقت سابق إن المجلس مستعد لتسليم السلطة بسرعة لكن المعارضة ليست جادة فيما يتعلق بتقاسمها.وأضاف دقلو، المعروف بلقب حميدتي وهو قائد قوات الدعم السريع "هؤلاء الناس لا يريدون مشاركتنا، يقولون هؤلاء حاجة تشريفية لاستقبال السفراء".

ومضى يقول في كلمة خلال لقاء مع أفراد شرطة ودبلوماسيين "والله خدعتنا شعاراتهم. وكنا صادقين معاهم مئة بالمئة".مضيفا انهم لن يسلموا البلد الا الى ايادي امينة بحد قوله.

كلام حمدتي وهو الرجل القوي او يمكن ان يقال عنه الرجل الاقوى في المجلس العسكري يشي بان هناك مواجهات وربما معارك تلوح في الافق وعلى السودانيين الاستعداد لايام قد تكون الاسواء في تاريخهم لاسيما اذا رجعنا الى تاريخ الرجل الاسود والجرائم التي ارتكبتها قواته " الدعم السريع" في دارفور ابان التمرد الذي شهدته الولاية في اوائل الالفية الثانية .

فقد سجلت المنظمات الحقوقية المحلية منها والدولية عدد كبير من حالات القتل والاغتصاب وحرق القرى واكدت تلك المنظمات ان هذه الجرائم قد ترقى الى جرائم الحرب .

حمدتي مارس استراتيجية ذكية في الايام الاولى للثورة من خلال رفضه لمجلس ابن عوف العسكري ووقوفه الى جانب الثوار وكسب ودهم ولكن سرعان ما تبينت نواياه وبدأ يلعب كما يقال على المكشوف من خلال منصبه في المجلس العسكري الجديد اي مجلس البرهان .

فاطلق كثير من التصريحات النارية التي انعكست سلبا على رصيده عند الثوار .

اختتم ذلك بتلك التصريحات التي اطلقها عقب لقاءه ولي العهد السعودي محمد بن سلمان في مدينة جدة حيث اكد على بقاء القوات السودانية في اليمن وكانت الطامة الكبرى حينما اعلنها صراحة بوقوف السودان الى جانب المملكة السعودية في مواجهة الجمهورية الاسلامية ، تصريحات عدها اقطاب المعارضة السودانية تخندق مع المحور السعودي في حرب لاناقة للبلاد فيها ولاجمل وقد صدرت من شخص غير مخول دستوريا او قانونيا لاطلاقها باعتباره نائبا لمجلس انتقالي غير مفوض من قبل الشعب ، كما اثارت موجة غضب عارم في اوساط الثوار مؤكدين على موقف السودان الثوري الذي يرفض سياسة المحاور التي اقحمه فيه نظام الرئيس المخلوع ولايزال يتجرع مراراتها الى يومنا هذا .

المعارضة السودانية ممثلة في قوى الحرية والتغيير اعلنت رفضها التام لما يجري في البلاد مؤكدا ان العسكري بدأ يفرض سياسة الامر الواقع معتمدا على الخارج والدعم اللامحدود من قبل السعودية والامارات ، واشهرت سلاح العصيان المدني عله يكون الدواء الناجع لفرض رأي الثوار واجبار العسكر على القبول بحكومة مدنية نزولا عند رغبة اصحاب الحق الذين قدموا تضحيات جسام في سبيل التغيير المنشود .

والبون شاسع بين الموقفين وكل طرف متمسك بمطالبه ولا حلول تلوح في الافق الهم الا اذا مورست بعض الضغوط الدولية او الاقليمية على المجلس العسكري لتقديم بعض التنازلات.

أسامة الشيخ - العالم