تفاقم الازمة بين زعماء الاحتلال وسط الاتهامات المتبادلة

تفاقم الازمة بين زعماء الاحتلال وسط الاتهامات المتبادلة
الخميس ٣٠ مايو ٢٠١٩ - ٠٦:٥٧ بتوقيت غرينتش

شهدت الساحة السياسية في كيان الاحتلال الاسرائيلي حدثا نوعيا للمرة الاولي في تاريخ هذا الكيان حيث وافق الكنيست على حل نفسه بعد اقل من شهرين فقط على انتخابه واجراء انتخابات تشريعية جديدة الامر الذي ادى الى تفاقم الازمة بين زعماء الكيان وسط الاتهامات المتبادلة.

العالم - تقارير

واخفق رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو في تشكيل حكومة جديدة على ضوء نتائج الانتخابات التشريعية الاخيرة بسبب عدم التوصل الى اتفاق مع وزير حربه الاسبق افيغدور ليبرمان بشان تقاسم المقاعد الوزاري.

وسارع نتنياهو الى طرح مشروع حل الكنيست وفضل خيار العودة إلى صناديق الاقتراع في ظل هذه الخسارة.

فبعد رفض ليبرمان لكل الحلول الوسط التي وضعها نتنياهو، توجه الكنيست للتصويت على حل نفسه حيث صوت 74 نائبا مع قرار حل الكنيست مقابل 54 ضد ذلك.

وأعلن رئيس الكنيست عن إجراء الانتخابات القادمة في 17 من أيلول/سبتمبر القادم.

وهذه تعتبر أول مرة في تاريخ "إسرائيل" أن تعاد فيها الانتخابات بسبب فشل الحزب الفائز فيها من تشكيل حكومته، ويعتبر هذا الكنيست هو أقصر البرلمانات الصهيونية عمراً.

وبعد ساعات من حل الكنيست والتوجه نحو اجراء انتخابات تشريعية جديدة بدا كل من نتنياهو وليبرمان بالقاء اللوم على بعضهما البعض بسبب هذه الازمة السياسة حيث اتهم نتنياهو، ليبرمان بالمسؤولية عن هذا التدهور قائلاً إن ليبرمان خدع ناخبيه وخذل اليمين.

وقال نتنياهو: "ليبرمان يدفعنا إلى الانتخابات لأغراض شخصية بحت من أجل الحصول على بضعة مقاعد.. الناخبون اختاروني لرئاسة الحكومة قبل عدة أسابيع. هناك حزب واحد خدع ناخبيه وهو (حزب) أفيغدور ليبرمان ولم ينضبط ولم ينفذ وعوده. سنجري حملة انتخابية واضحة ستأتينا بالنصر سنفوز وسيفوز الشعب".

ورد ليبرمان على اتهامات نتنياهو قائلا: إن كافة المقترحات التي قدمها نتنياهو وغيره كانت لكسب الوقت، معلنا عدم استسلامه للحريديم حسب قوله.

وكان نتنياهو واجه صعوبات في التوفيق بين مطلب حزب "إسرائيل بيتنا" بزعامة أفيغدور ليبرمان بتمرير قانون تجنيد لا يستثني المتدينين اليهود من الخدمة الإلزامية بالجيش، وبين مطالب حزب "يهودوت هتوراه" اليميني الذي يصرّ على إعفائهم .

وفشلت كافة الوساطات لإقناع ليبرمان بالتراجع عن صيغة قانون التجنيد التي وضعها العام الماضي خلال توليه منصب وزير الحرب.

من جانبه، رفض حزب العمل الصهيوني بزعامة آفي غباي عرضًا من نتنياهو للانضمام إلى تشكيل حكومته الخامسة.

ولم يكتف كل من ليبرمان ونتنياهو بهذا الحد بل هاجم ليبرمان، نتنياهو قائلا، إنه "هو الذي قرر بعد إطلاق أكثر من 700 صاروخ من قطاع غزة، تحويل 30 مليون دولار إلى حركة حماس"، معتبرا أن "حديثه عن اليمين واليسار مبالغ فيه".

واضاف أن "هناك حملة لتشويه سمعته"، ناصحا أعضاء حزب الليكود، بزعامة نتنياهو، أن "يبحثوا عن طبيب نفسي لتلقي العلاج"!.

وأعرب ليبرمان عن أمله في أن يحصد حزبه، "إسرائيل بيتنا"، 17 مقعدا في الانتخابات المقبلة، بعدما حصل على 5 مقاعد في الانتخابات التي جرت في أبريل الفائت.

وبدوره اتهم نتنياهو، ليبرمان في وقت سابق بأنه "يساري"، وأنه لا يريد حكومة من اليمين، فرد الأخير بالقول إنه مستوطن، مجددا دعوته لإخلاء قرية الخان الأحمر الفلسطينية، وفرض عقوبة الإعدام على أسرى فلسطينيين.

كما رفض ليبرمان تولي زعيم تحالف "أزرق أبيض" الوسطي، بيني غانتس، رئاسة الحكومة.

هذا واتهم "الليكود" ليبرمان، بتعطيل محاولة نتنياهو، تشكيل حكومة جديدة عبر إصراره على تمرير قانون التجنيد.

ويواجه نتنياهو في الشهور المقبلة ايضا اتهامات بالاحتيال وتلقي رشىً، كما يواجه اتهمات أيضا بمحاولة الحصول على حصانة من التقاضي.

وفي ظل هذه الاتهامات والصراعات على السلطة بين الاحزاب وزعماء كيان الاحتلال فيتوقع بان تتفاقم الازمة السياسية في الايام والاسابيع المقبلة الامر الذي سيسهم في مزيد من زعزعة الوضع الداخلي.