وأخيرا.. غدر حميدتي بالثوار السودانيين

وأخيرا.. غدر حميدتي بالثوار السودانيين
الإثنين ٠٣ يونيو ٢٠١٩ - ١٠:٢٣ بتوقيت غرينتش

العالم - الخبر واعرابه

الخبر:

اقتحمت قوات الدعم السريع التابعة لنائب رئيس المجلس العسكري السوداني محمد حمدان دقلو الشهير بحميدتي ساحة الاعتصام أمام مقر قيادة الجيش وسط الخرطوم فجر اليوم الاثنين، حيث سُمع دوي رصاص كثيف، وسقط 15 قتيلا وعشرات الجرحى أثناء الاقتحام ، حتى ساعة اعداد هذا الخبر.

التحليل:

-توجس السودانيون مبكرا من العلاقة المشبوهة بين قادة الانقلاب الذي اطاح بالبشير ، والذين ركبوا موجة ثورة الشعب السوداني ، وبين النظامين السعودي والاماراتي ، لما عرف عنهما معاداتهما لتطلعات الشعوب ، ومحاولاتهما وأد اي حراك شعبي سلمي يمكن ان يتمخض عنه نظام ديمقراطي.

-السودانيون كانوا يرصدون ما يجري في ليبيا ، بسبب التدخل السعودي الاماراتي المصري فيما يجري في هذا البلد ، فبالرغم من انه كان رجل اللواء المتقاعد خليفة حفتر يحضر لعقد جولة جديدة من المباحثات مع حكومة الوفاق الوطني الليبية المعهترف بها دوليا برئاسة فايز السراج ، الا انه وبعد زيارته للسعودية والامارات ومصر ، انقلب على كل ما تفق عليه مع الفايز ، وحرك قواته نحو طرابلس التي غرقت بالدم والفوضى ومازالت.

-نفس الشيء ينطبق على قادة المجلس العسكري وفي مقدمتهم حميدتي رجل السعودية والامارات في السودان ، فبالرغم من توصل المجلس العسكري وقوى الحرية والتغيير الى تسوية 95 بالمائة من المشاكل التي تعترض الوصول الى اتفاق ، بفضل تنازل المعارضة عن العديد من مطالبها في كل جولة مفاوضات ، الا ان حميدتي وبعد عودته من زيارته للسعودية والامارات ، وعوضا عن ان يتفاوض مع المعارضة على ما تبقى من الخمسة بالمائة من القضايا ، بدا هو وباقي اعضاء المجلس يحرضون على المعتصمين من خلال اطلاق تهم رخيصة وصلت الى حد التهم الاخلاقية.

-فجر اليوم الاثنين غدر حميدتي ، بعد ان ارسل قواته المعروفة بقوات الدعم السريع ، وهم في الحقيقة ليسوا سوى ميليشا الجنجويد المتهمون بارتكاب جرائم حرب في دارفور بعد ان الحقوهم بالقوات المسلحة السودانية ، فارتكبوا مجازر يندى لها الجبين بحق الشابات والشباب العزل.

-المعارضة حملت المجلس العسكري الانتقالي المسؤولية كاملة عما يحدث، ودعت إلى إعلان العصيان المدني الشامل لإسقاط المجلس، كما دعت المواطنين إلى الخروج للشوارع وتسيير المواكب وإغلاق الشوارع والجسور والمنافذ.

-كان واضحا منذ اليوم الاول ، ان الامارات والسعودية لن تسمحا بوصول حكومة مدنية إلى سدة الحكم في السودان ، لانه يعني انسحاب الجنود السودانيين الذي يشاركون في العدوان السعواماراتي على اليمن ، وكان واضحا ايضا ان قادة المجلس العسكري الانتقالي لن يسلموا السلطة ، لانه سيفقدهم الدعم المالي الضخم الذي يتلقوه من الامارات والسعودية جراء مشاركتهم في العدوان على اليمن.

-تجربة الاخوان المسلمين في مصر مع العسكر ، هي الان ماثلة بحذافيرها امام الثوار السودانيين ، فالشباب السوداني الواعي لن يسمح بتكرار تلك التجربة المرة مرة اخرى ، عندما تمكن العسكر من تهميش الاخوان واخراجهم كليا من المشهد السياسي المصري ، كما ان العالم لن يسمح بذلك ، بعد ان بات قرية قصيرة ، فمن الصعب على حميدتي ان يجعل من جماجم واجساد الشباب السوداني سلما للوصول الى الحكم .