العراق.. لا يُجبر العظم الكسير بالحرائق والاغتيالات و..

العراق.. لا يُجبر العظم الكسير بالحرائق والاغتيالات و..
الخميس ٠٦ يونيو ٢٠١٩ - ٠٦:٤٦ بتوقيت غرينتش

ما ان يستتب الامن وتستقر الاوضاع في العراق حتى تبدأ الايادي الخفية والناقمة المتآمرة وربما بدعم اقليمي او دولي.. بمّد يدها المسلولة لتعبث بأمنه وبث الرعب في نفوس العراقيين الذين تنفسوا الصعداء بعد دحر وحوش "داعش" واخواتها وتخليص البلد من اجرامٍ قلما مرّ على التاريخ بمثله والتي لم تكن تقل عن جرائم نظام الديكتاتور صدام.

العالم - تقارير

الحركة الغوغائية المجهولة الهوية ربما تستهدف شريحة معينة والامن القومي والاقتصادي العراقي، واليكم سرد سلسلة الحوادث بآخرها حيث قام مجهولون يوم امس، باغتيال "اية الله الشيخ عماد الدين العوادي" بطعنه عدة مرات بسكين، داخل داره الواقعة قرب ساحة عبد المحسن الكاظمي في مدينة الكاظمية غربي بغداد، واشارت التقارير ان العوادي كان قد شغل سابقا منصب رئيس اللجنة الدولية للمعتقلين والمفقودين بعد سقوط نظام الحكم البائد عام 2003.

سبق حادث الاغتيال هذا، احباط الاستخبارات العسكرية العراقية أكبر عملية انتحارية لاستهداف المواطنين بمناسبة عيد الفطر في ناحية البغدادي بالأنبار غرب البلاد.

وقالت الاستخبارات العسكرية في بيان: "بعملية نوعية استباقية تميزت بدقة المعلومة الاستخبارية وتحقيق عنصر المفاجأة والسرعة بالتنفيذ تمكنت مفارز مديرية الاستخبارات العسكرية في الفرقة 7 وبمشاركة نائب قائد الفرقة واستخبارات لواء 29 وفوج مغاوير الفرقة من إحباط عملية انتحارية كبيرة كانت تستهدف المواطنين الأبرياء بمناسبة عيد الفطر في ناحية البغدادي بالأنبار".

وأضافت أن العملية أسفرت عن "قتل 7 انتحاريين كانوا يرتدون أحزمة ناسفة ويمتلكون أسلحة متنوعة وعبوات ناسفة واشتبكت معهم وقتلت آمر المجموعة المدعو (وسام عبد محمد) واستولت على أسلحة ودراجة نارية".

من جانبه، أعلن قائد عمليات قاطع ديالى في الحشد الشعبي، طالب الموسوي، إحباط مخطط إرهابي لاستهداف المحتفلين بعيد الفطر في المحافظة، مؤكدا إفشال نشاطات تنظيم "داعش" عبر الكمائن.

وقال الموسوي إن "قوات الحشد الشعبي تمكنت في الساعات القليلة الماضية من يوم الأربعاء من تفكيك 6 عبوات ناسفة كانت معدة لاستهداف المواطنين المحتفلين بعيد الفطر المبارك".

وأضاف أن "قاطع عمليات ديالى للحشد الشعبي وضع خطة محكمة ومشددة لمناسبة العيد"، مبينا "رصد نشاط للعدو ليلة الثلاثاء الماضي، وتمت معالجته بواسطة الكمائن".

هذا وما يقارب الشهر، شهدت عدد من المحافظات العراقية مؤخرا اندلاع حرائق كبيرة مفتعلة في مزارع للحنطة والشعير، ما ادى الى الحاق اضرار مادية، واعتبرها البعض ممنهجة تستهدف الاقتصاد العراقي.

واعلنت مديرية الدفاع المدني، عن حصيلة حرائق المحاصيل الزراعية خلال نحو شهر بلغت ٢١٩ حادث، حيث التهمت النيران ١٨٣١٠ دونم، كحصيلة غير نهائية وقعت في الموصل وديالى وكركوك.

وتم الكشف عن الطريقة الخبيثة التي اظهرتها صور لإحدى المزارع في مدينة الموصل قيام مجهولين بوضع "عدسة مكبرة" بين المحاصيل، في طريقة لإشعال النيران في المحاصيل الزراعية.

وأكد ناشطو مواقع التواصل الاجتماعي، أن "العدسة المكبرة تعكس أشعة الشمس وتحولها إلى شرارة ما يسبب اندلاع الحرائق في المحاصيل". وأضاف النشطاء أن "السبب في ذلك، هو لإبعاد الشبهات عن القائمين على حرق المحاصيل، وعدم رؤيتهم من قبل المزارعين أو القوات الأمنية".

كما برزت ظاهرة ترويج حزب البعث البائد من خلال بيع ساعات يدوية والعاب الاطفال، أو رفع صور صدام في جامعة الانبار، كمحاولة لتمجيد سيرة الدكتاتور العراقي المعدوم، يفسرها البعض انها تحكي عن عدم معرفة الجيل الجديد لجرائم صدام أثناء حكمه على العراق. هذه الظاهرة يفسرها البعض كمحاولة لحثالات البعث البائد لتمجيد سيرة المجرم السفاح، فيما يرجح آخرون أنها للتسوق والربح.

وبغض النظر عن نية التجار المعتقلين في قضية الساعات والألعاب التي تحتوي على صور الدكتاتور العراقي المخلوع، اعتبر الخبراء ان جرائم صدام لم تبين للجيل الجديد في العراق ولذلك تجاهل ابناء الشعب العراقي الممارسات التي ارتكبها حزب البعث البائد أثناء حكم صدام على العراق.

ويبدو ان القاسم المشترك بين جماعة "داعش" الوهابية وصعاليك حزب البعث الصدامي هو التلذذ بسفك الدماء وإزهاق أرواح الأنفس التي حرم الله قتلها الا بالحق..

يبقى ألا تنسى هذه الايادي الخفية ان محاولات التخريب وزعزعة الاستقرار لاتنطلي على العراقيين الغرض منها، وطالما قمعها ابطالها بجيشها وحشدها الشعبي بعيونهم الساهرة لرصد اي تحرك مشبوه للنيل من استقرار الدولة، ولترد الصاع صاعين عليها. فاتركوا العراق وشأنه فما كسر بالهزيمة النكراء لا يصلحه عمل مفسدي الايادي الخبيثة.

* اقبال عبدالرسول/ العالم