العالم - تقارير
دمرت وحدات الجيش السوري العاملة على محور ريف حماة الشمالي بضربات دقيقة العديد من سيارات الدفع الرباعي والمصفحات والمفخخات التي استخدمتها المجموعات الإرهابية في هجومها على محور تل ملح وكفرهود بريف حماه الشمالي وأوقعت العديد من القتلى في صفوفها.
كما تابعت هذه الوحدات ملاحقة فلول إرهابيي "جبهة النصرة" على المحور الشمالي بعد تكبيدهم خسائر بالأفراد والمعدات رغم التحشيدات الكبيرة للإرهابيين والمفخخات التي حاول التنظيم الإرهابي استخدامها لإحداث خروقات في خطوط الاشتباك .
وتم التعامل مع المفخخات وتدميرها من قبل وحدات الجيش قبل وصولها إلى خطوط الاشتباك بالتزامن مع توجيه ضربات مركزة ضد المجموعات الإرهابية التي حاولت التسلل عبر الخطوط الأمامية واستهداف خطوط إمدادها الخلفية ومقرات قيادتهم بسلاحي المدفعية والصواريخ.
وأكد المصدر العسكري أن قوات الجيش السوري تمكنت من إعادة تأمين محيط بلدتي الحماميات وكرناز بعد اشتباكات مع المسلحين دامت أكثر من ٢٤ ساعة وأنه تم تحصين كامل مواقع الجيش في المنطقة حيث بلغ عدد قتلى المسلحين على محور كرناز الحماميات أكثر من ١٠٠ قتيل، في وقت لا تزال جبهتا تل الملح والجبين تشهدان اشتباكات عنيفة لليوم الثالث على التوالي وسط قصف مدفعي وصاروخي كثيف تنفذه وحدات الجيش باتجاه مواقع المسلحين في المنطقة.
وأشار المصدر إلى أن الطيران الحربي السوري الروسي المشترك نفذ خلال الساعات الماضية سلسلة من الغارات الجوية على مواقع المسلحين في خان شيخون واللطامنة وكفرزيتا والزكاة والأربعين وكفرنبل وترملا وحاس بريفي إدلب وحماة وتمكن من تدمير عدة آليات كانت متجه لمؤازرة التنظيمات الإرهابية المسلحة على جبهة ريف حماة الشمالي.
هذا ووجه الجيش السوري ضربات مكثفة اخرى على مجموعات إرهابية كانت تستهدف بالقذائف والصواريخ قرية شيزر والمناطق المجاورة لها بريف حماة الشمالي أسفرت عن تدمير عدد من المنصات وسقوط قتلى ومصابين بين صفوفها.
كما استهدفت وحدات الجيش استهدفت بعمليات مركزة إمدادات الإرهابيين وتحركاتهم من ريف إدلب باتجاه ريف حماة الشمالي أدت إلى تدمير آليات ومقتل وإصابة عدد من الإرهابيين في أطراف خان شيخون وبلدة الهبيط.
وفي هذا السياق، قال الخبير في شؤون التنظيمات المسلحة، الدكتور حسام شعيب، إن العمليات الدائرة في شمال ريف حماة إضافة إلى ريف إدلب الجنوبي هي عمليات حاسمة من جانب الجيش، لأن المليشيات المتواجدة في تلك المناطق مازالت حتى اللحظة تستهدف المدنيين، والبنى التحتية، وبشكل خاص محطات الكهرباء.
وأضاف شعيب، في تصريح صحفي "أن تلك المليشيات الإرهابية باتت بالفعل تشعر بقرب نهايتها، لذا فهى تريد الضغط على الدولة السورية من خلال ورقة المدنيين في مختلف المناطق، سواء التي تتبع لريف اللاذقية أو التي تتبع لريف حماة الشمالي".
وتابع انه "لا شك أن العملية التي يقوم بها الجيش السوري هي عملية حاسمة جدا، وفي نفس الوقت ليست سهلة، الجيش السوري والحلفاء يقاتلون جيشا نظاميا، ويمتلك الآن أسلحة متطورة، والتي وصلت لتلك المليشيات مؤخرا عبر تركيا، وهناك صواريخ ومضادات للطائرات وصلت إلى تلك التنظيمات، بالإضافة إلى الطائرات المسيرة، والتي وصلت إلى قاعدة "حميميم"".
وأشار شعيب إلى أن "تركيا استغلت خلال الفترة الماضية من توقف القتال، لإعطاء فرص جديدة للمجموعات الإرهابية لاستجماع قواتها وجلب عناصر جديدة من تركيا وإن لم تكن تحمل سلاحا، تحن نعلم أنه ليس كل من هم داخل إدلب يحملون سلاحا، هناك ما يقارب مليون مدني محتجزون تحت تهديد الإرهاب".
وفي هذه الأثناء، أقرت الجماعات الإرهابية المنضوية تحت زعامة "جبهة النصرة" عبر صفحاتها في مواقع التواصل الاجتماعي بتكبدها خسائر كبيرة في العتاد ومقتل العديد من متزعميها من بينهم الإرهابي عبد الباسط الساروت.
وأعلن ما يسمى "جيش العزة" الارهابي مقتل القائد العسكري البارز عبد الباسط الساروت برصاص الجيش السوري على جبهة ريف حماة الشمالي.
وظهر الساروت أول أمس الخميس في فيديو مصور خلال المعارك مع الجيش السوري على جبهة تل الملح، حيث تعرض للإصابة وتمّ نقله إلى تركيا للعلاج، إلى أن أعلنت قيادات "جيش العزة" امس السبت مقتل الساروت متأثراً بجراحه.
واشتهر الساروت والذي كان لاعباً سابقاً في "نادي الكرامة الحمصي" منذ بداية الأحداث في البلاد بتحريض السكان ضد الحكومة وإطلاقه عددا من الأغنيات التي اشتهر من خلالها بين مؤديه بلقب "بلبل الثورة"، وكان قائداً لتشكيل ما يسمى "شهداء البياضة في حمص" وقيادي في "فيلق الرحمن" إلى أن خرج من محافظة حمص ضمن اتفاق تسوية عام 2014.
وبعد خروج الساروت من حمص أعلن مبايعته لجماعة "داعش" الوهابية مع العشرات من مسلحيه، إلا أن هذه الجماعة الارهابية رفضت مبايعته لها باعتبارها غير كاملة، وذلك لوجود رافضين لها ضمن مجموعة الساروت.
وكان الساروت برر لأنصاره أن انضمامه لداعش الهدف منه الحصول على الدعم المالي والعسكري والغذاء بعد طردهم من معقلهم في محافظة حمص، حيث أصبح ملاحقاً من قبل جبهة النصرة حينها، وقتل عدد من عناصره إلى أن لجأ إلى "جيش العزة" الذي نصبه قائداً عسكرياً في صفوفه وكان خبر مصرعه صادما للجماعات الارهابية.
ویقول المتابعون ان المعركة ضد الجماعات الإرهابية ستستمر ولن تتوقف حتى تحرير كامل إدلب وسط كثرة التخبط والاستياء لدى الجانب التركي وذلك عن طريق عمليات تكتيكية عالية سیقوم بها الجيش السوري في ظل انهيار تام لمعنويات الجماعات المسلحة والاطراف الاقليمية والدولية الداعمة لها.