روحاني يستقبل هايكو ماس..هذا ما جرى بينهما

روحاني يستقبل هايكو ماس..هذا ما جرى بينهما
الإثنين ١٠ يونيو ٢٠١٩ - ٠٥:١١ بتوقيت غرينتش

 قال الرئيس الايراني حسن روحاني ان انسحاب امريكا من الاتفاق النووي لم يخلف سوى نتائج سلبية في مجال التعامل الدولي والامن الاقليمي؛ مصرحا خلال استقبال وزير خارجية المانيا "هايكو ماس" انه "ينبغي على اوروبا ان تقف بوجه الارهاب الاقتصادي الامريكي ضد الشعب الايراني وتنفيذ وعودها في اطار الاتفاق النووي". 

واكد روحاني خلال هذا اللقاء، ان الجمهورية الاسلامية الايرانية لم ولن تصل الى طريق مسدود جراء الحظر والضغوط؛ وفيما اذا كانت الدول الاوروبية تعتقد بان الاتفاق النووي يصب في مصلحة العلاقات الايرانية مع الاتحاد الاوروبي وتعزيز السلام والاستقرار والامن في المنطقة، اذن ينبغي عليها ان تبذل جهودا عاجلة للحفاظ على هذا الاتفاق وتتخذ خطوات عملية وجادة في هذا الخصوص.

ونوه رئيس الجمهورية بجهود ايران الهادفة الى تعزيز الاستقرار ومكافحة الارهاب في المنطقة ولاسيما افغانستان والعراق وسوريا؛ مصرحا ان الجمهورية الاسلامية الايرانية ساهمت على الدوام وقامت بدور ايجابي في سياق دعم الاستقرار والامن داخل المنطقة؛ مضيفا ان الامن المستتب حاليا في المنطقة مرهون بجهود ايران.

واكد روحاني ان توسع نطاق الامن والاستقرار في المنطقة يعد احد نتائج الاتفاق النووي بوصفه اتفاقا تم التوصل اليه بعد 12 عاما من الجهود والمفاوضات العديدة.

وتابع، ان امريكا عبر انسحابها الاحادي من الاتفاق النووي انتهكت اتفاقا وقعته 7 دول متفاوضة وقرار مجلس الامن التابع للامم المتحدة وشرعت في اجراءات ارهابية داخل المنطقة؛ لكن للاسف لم نشاهد في هذا الخصوص ردّا مسؤولا ومناسبا من جانب اوروبا.

وشدد الرئيس الايراني، خلال اللقاء قائلا ان امريكا تسير باتجاه الارهاب الاقتصادي من خلال حظرها الجائر، ونحن نعتقد بانه ينبغي التصدي لمن يمنع الدواء والغذاء عن الشعب.

وتطرق روحاني الى الوعود الصريحة التي قطعتها الدول الاوروبية الثلاث على مدى العام الماضي بشأن التزامها بالتعهدات وبذل الجهود لتوفير ظروف التعويض عن انسحاب امريكا من الاتفاق النووي خلال الفترة المحددة؛ مصرحا انه طوال العام المنصرم ورغم المواقف السياسية المناسبة نسبيا، لم نشاهد على صعيد التطبيق اي اجراء جاد من جانب اوروبا؛ بما يستدعي منا اليوم اتخاذ قرار واجراء يخدم مصالحنا ومصالحكم ومصالح الدول والمنطقة اجمع.

واستطرد الرئيس الايراني، ان ايران تريّثت لفترة عام كامل رغم حقها في الرّد على انسحاب امريكا من الاتفاق النووي وذلك وفقا للبند الـ 36 من هذا الاتفاق.

واضاف، ان الحظر الامريكي جاء في سياق مآرب هذا البلد الرامية الى اثارة الفوضى في المنطقة؛ موضحا ان الامن الاقليمي لن يتحقق عبر الضغوط وفرض الحظر على الشعب الايراني.

واكد روحاني انه من اجل حلّ المعضلات الراهنة في المنطقة، ينبغي تحديد دقيق لمصدر هذه التوترات؛ مبينا ان الاتفاق النووي الذي كان من شانه ان يشكل قاعدة للحوار والدبلوماسية في العالم، تحول اليوم بواسطة قرارات امريكا الاحادية ونقضها للتعهدات الى عنصر لسوء الظن بشان مبدأ المفاوضات.

وشدد رئيس الجمهورية قائلا : نحن خططا لادارة بلادنا في كافة الظروف لكننا نعتقد بان الفرصة لاتزال متاحة لانقاذ هذا الاتفاق، وعليه فإن بامكان الاتحاد الاوروبي ان يقوم بدور ايجابي في هذا السياق.

كما فنّد الرئيس الايراني المزاعم بان "ايران تسعى وراء انتاج السلاح النووي" جملة وتفصيلا؛ مؤكدا : ان ايران بوصفها الدولة التي تلتزم بتعهداتها وبشهادة 15 تقريرا صادرا عن الوكالة الدولية للطاقة الذرية ازاء معايير الضمانات (حول سلمية الانشطة النووية)، والاهم من ذلك تحرّم صناعة السلاح النووي بناء على فتوى قائد الثورة الاسلامية، فإن هذا الادعاء بشانها عار عن الصحة تماما.

من جانبه، نوه وزير الخارجية الالماني بالعلاقات "العريقة والقائمة على الصداقة" بين طهران وبرلين؛ داعيا الى تكثيف الجهود لتعزيز الصداقات والاواصر بين البلدين.

و وصف ماس انسحاب امريكا الاحادي من الاتفاق النووي بانه خطوة خاطئة وسقيمة؛ مصرحا ان المانيا تختلف كثيرا مع امريكا بشان سياساتها المناوئة لايران وتسعى من خلال التعاون مع سائر الدول الاوروبية ولاسيما فرنسا وبريطانيا للحفاظ على الاتفاق النووي وتنفيذ تعهداتها.

كما اشار الوزير الالماني الزائر الى جهود اوروبا لتفعيل آلية "اينستكس" المالية، وقال : ان الاتحاد الاوروبي يسعى بانسجام لحماية وتوسيع نطاق التعاون الاقتصادي مع ايران.

وتابع : ان التزام ايران بتعهداتها في اطار الاتفاق النووي وذلك بعد مرور عام واحد على انسحاب امريكا من هذا الاتفاق، مؤشر على القيادة الحكيمة الايرانية على الصعيد الدولي.

وخلص ماس الى القول، انه في حال انهيار الاتفاق النووي ستتاح الفرصة للمتربصين بأمن المنطقة لاستغلال التداعيات الناجمة عن ذلك؛ وانني اطمئن بان المانيا تسعى بالتعاون مع شركائها الاوروبيين لحل وتسوية هذه القضايا والحفاظ على الاتفاق النووي.