لو كثرت الايادي احترقت الطبخة.. ما مصير معركة ادلب؟

لو كثرت الايادي احترقت الطبخة.. ما مصير معركة ادلب؟
الثلاثاء ١١ يونيو ٢٠١٩ - ٠٥:٤٠ بتوقيت غرينتش

لا يخفى على احد المواقف التركية والروسية المتباینه بشأن معركة تحرير ادلب التي تصر الحكومة السورية على شنها بهدف تحرير وتطهير الاراضي السورية من دنس الارهابيين.

العالم - تقارير

فالجيش السوري كما اشارت معلومات صحفية قام بنقل أحدث آليات عسكرية إلى شمال محافظة حماة . وقد شوهدت هناك دبابات "تي-72بي3". وذكرت صحيفة "روسيسكايا غازيتا" أن هذه الدبابات موجودة في حوزة "قوات النمر" التي يقودها العميد سهيل سلمان الحسن الذي يلقب بالنمر.والتي تعد من أفضل الدبابات الجاري استخدامها في سوريا حاليًا إلى جانب "تي-90" و"تي-90أ".

وبالاضافة الى التعزيزات العسكرية فتحركات الجيش السوري والتصدي المستمر للجماعات الارهابية يكشف عن مدى هذا الاصرار. فقد قامت وحدات من الجيش السوري باسقاط طائرة مسيرة دون طيار مذخرة بقنابل لإرهابيي "جبهة النصرة" في محيط قرية تل ملح شمال مدينة محردة بريف حماة الشمالي قبل وصولها إلى القرية واستهدافها منازل الأهالي وممتلكاتهم.

وفي ريف إدلب الجنوبي رصدت وحدات الجيش تحرك مجموعات إرهابية في محيط مدينة معرة النعمان وبلدة حيش فتعاملت معها بالأسلحة المناسبة ما أسفر عن القضاء على مجموعات إرهابية بكاملها في المنطقة.

وكانت قد قضت وحدات الجيش بالأمس على عدد من إرهابيي "جبهة النصرة" وأصابت آخرين ودمرت آلياتهم وعتادهم في محيط قرية معرشورين بريف إدلب و في أطراف قريتي مورك وكفرزيتا ولاحقت فلولهم في محيط قريتي تل ملح والجلمة بريف حماة الشمالي.

لكن المعركة الدائرة في سوريا لها جوانب اخرى حيث هناك المعارك جانبية دائرة بين القوات الكردية من جهه والجيش التركي من جهة اخري. حيث أعلنت وزارة الدفاع التركية أن قواتها العسكرية قتلت الأحد الماضي عشرة مسلحين أكراد في منطقة تل رفعت السورية، "ردا على هجوم أسفر عن مقتل جندي تركي".اذ تعتبر تركيا وحدات حماية الشعب الكردية في سوريا، جزءا من حزب العمال الكردستاني الذي تصنفه جماعة إرهابية.

هذا وقد أصبحت محافظة إدلب مكانا لتضارب مصالح، الحكومة السورية و"المعارضة"، والقوات الكردية والجيش التركي الذي يحاربها على أرض سوريا، وروسيا وتركيا الدولتين اللتين تلعبان دوراً حاسماً في سوريا.

فلا حل لنزاع إدلب إلا بتمكين الجيش السوري من تدمير الإرهابيين هناك. فإذا ما سُمح لقوات الحكومة السورية بالقضاء على الإرهابيين، بمساعدة محدودة من حلفائها،فسيتم في نفس الوقت الحفاظ على العلاقات الروسية التركية الجيدة، ذلك أن أسباب تدهورها ستنتفي.

بالطبع، في الوقت الذي ستقضي فيه القوات الحكومية السورية، بدعم من روسيا، على الإرهابيين المتحصنين في إدلب، ستغضب تركيا، وسيطالب الرئيس التركي أردوغان من نظيرة الروسي بوتين بوقف إطلاق النار فورا. ولكن هذه كلها لعبة دبلوماسية. ففي الواقع، سيتعين على أنقرة قبول ما يحدث. لا مخرج أمامها. فتركيا، على خلفية تدهور علاقاتها مع الولايات المتحدة، تحتاج إلى روسيا لتخويف الغرب، على مبدأ، إذا لم تلعبوا وفق قواعدنا، سنتوجه نحو موسكو. ولأشد ما يخشون في واشنطن ذلك، لأن فقدانهم تركيا سيؤدي إلى تغيير ميزان القوى في شرق البحر الأبيض المتوسط عموما.

وهو ما ياتي متناسقا مع الموقف الروسي حيث اكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن روسيا والجيش السوري سيردان "ردا قاسيا وساحقا" على اعتداءات الجماعات الإرهابية من إدلب.

وقال ان "الإرهابيين ينفذون باستمرار هجمات استفزازية، ويقصفون بالصواريخ والطائرات المسيرة مواقع للجيش السوري في البلدات وقاعدة حميميم الجوية الروسية"، وأضاف: "بطبيعة الحال لن نترك، لا نحن ولا الجيش السوري، مثل هذه التصرفات دون رد قاس وساحق".