ما وراء التهديد الروسي برد ساحق على الارهابيين في إدلب؟

الأربعاء ١٢ يونيو ٢٠١٩ - ١١:٣٣ بتوقيت غرينتش

اكد الكاتب السياسي حسن حردان ان العلاقة بين روسيا وتركيا حول ما يحصل في سوريا وخاصة في ادلب بدأت تتوتر خاصة عقب حادث اسقاط الطائرة الروسية الشهير، والتنديد الروسي القوي بعدها، غير ان العلاقات عادت الى طبيعتها بعد تقديم الرئيس التركي اعتذاراً لموسكو.

وقال حردان في حوار مع قناة العالم عبر برنامج "مع الحدث": انه نتيجة تغيير موازين القوى في الميدان السوري ونجاح الجيش السوري في تحرير القسم الاكبر من المنطقة الشمالية تحديداً بعد تحرير حلب، تقلص الرهان التركي وتراجع على امكانية سلخ الشمال السوري وضمه الى تركيا او اقامة دويلة تابعة للاخوان المسلمين لهذه الدولة.
واوضح حردان، ان اتفاق سوتشي قد جاء نتيجة تغيير موازين القوى حيث تم اعطاء تركيا الفرصة المتاحة للتخلص من الجماعات الارهابية وطردهم من ادلب، لكنها لم تنفذ هذا الاتفاق، وبالتالي اصبحت سوريا امام خطر داهم نتيجة استمرار اعتداءات هذه الجماعات، ولذلك اتخذ القرار الروسي السوري المشترك مع حلف المقاومة في خوض معركة إدلب لتطهير المدينة.
واضاف الكاتب السياسي، ان تركيا بعد بدء معركة تطهير ادلب، ستخسر اوراقها الاساسية ألا وهي الجماعات الارهابية التي تضغط عبرها على الدولة السورية وعلى روسيا من اجل تحقيق مكاسب لها في سوريا.
واكد حردان، ان الجانب التركي رغم استمرار في المناورة والمماطلة حول تنفيذ اتفاق سوتشي، غير انه اصبح هامش المناورة ضعيفاً جداً، خاصة ان روسيا بعد استمرار الاعتداءات الارهابية على قاعدة حميميم، اخذت قراراً حاسماً بالرد الساحق خاصة مع تواجد مسلحين اجانب من منطقة القوقاز، مشيراً الى ان روسيا لا يمكن ان تساوم على معركة ادلب للقضاء على الارهابيين.
من جانبه، اكد الدبلوماسي الروسي السابق سيرغي فوربيوف، صحة التهديد الروسي على وزير الخارجية سيرغي لافروف بالرد الساحق على الجماعات الارهابية في ادلب، وقال انها جاءت نتيجة شنها الهجمات المتكررة على مواقع الجيش السوري وقاعدة حميميم.
واضاف فوربيوف، ان العلاقة الروسية التركية تمر بفترات ازمة خلال الاسابيع الاخير، فقد ظهر ملف جديد في العلاقات وهو الملف الليبي ولعب تركيا دوراً فيه بدعمها فريق طرابلس. وبينما تدعو موسكو الى المصالحة الوطنية ووقف اطلاق النار، يقوم الاتراك في نفس الوقت بتوريد الاسلحة والذخائر وحتى بتوجيه المدربين الى القوات الموالية لحكومة طرابلس.
واوضح فوربيوف، اما عن الوضع في ادلب، فان الاتراك يعمدون الى اطالة الاوضاع المضطربة كما هي، مشيراً الى ان الكرملين ارسل رسائل واضحة الى أنقرة بخصوص ادلب واعرب عن نفاذ صبره وسيقوم بتوجيه ضربة مدمرة بلا هوادة ضد الجماعات الارهابية.
ولفت فوربيوف الى ان موسكو تمهلت قليلاً بانتظار مخرجات اللقاء المرتقب بين الرئيسين الروسي والتركي.
بدوره، اكد الباحث بالشؤون الاستراتيجية السوري احمد قلعجي حول تصريحات وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف بالرد الساحق على الجماعات الارهابية، وترقب للقاء بين الرئيسين الروسي والتركي، اكد ان الوقت الحالي بدأ يداهم سوريا.
وقال قلعجي: ان الامور المحتدمة في شمال ووسط سوريا لم تعد تحتمل الانتظار لحين عقد القمة الروسية التركية، لان الجماعات الارهابية باتت لما تملكه من معدات تركية ثقيلة واسلحة ومضادات الدروع والطائرات ضد صواريخ تاو، تشكل خطراً حقيقياً على سوريا.
واوضح، ان توليفة الجماعات الارهابية التي تقاتل في مواجهة الجيش السوري عمادها هو جيش العزة والحزب الاسلامي التركستاني التي تعتمد على عناصر مدعومة مباشرة من تركيا، مشدداً على ان هذا يدلل بان تركيا انخرطت مباشرة في العدوان على سوريا الى جانب التنظيمات الارهابية.
واضاف قلعجي، لذلك لم يعد بالامكان الرهان على الدور التركي لطرد الارهابيين ومتى التزامه باتفاق سوتشي، معتبراً ان التنظيمات الارهابية ما هي الا ادوات بيد تركيا، وهذا ما انعكس بتصريح لافروف الشديد اللهجة بالرد الساحق على الارهابيين، وان المسألة لم تعد مجيّرة للعمل السياسي وان الميدان سوف يحسم هذه المسألة خاصة بعد الانجازات التي حققها الجيش السوري بتغطية من الطيران الروسي.

يمكنكم متابعة الحلقة كاملة عبر الرابط التالي:
https://www.alalamtv.net/news/4265686

https://www.alalamtv.net/news/4265706