استهداف مواقع سعودية.. مزاعم غايتها جر العراق لصراع اقليمي

استهداف مواقع سعودية.. مزاعم غايتها جر العراق لصراع اقليمي
الأحد ٣٠ يونيو ٢٠١٩ - ٠٧:١٩ بتوقيت غرينتش

المزاعم التي نشرتها صحيفة "وول ستريت جورنال" عن مسؤولين أميركيين بان الهجوم بطائرات مسيّرة على مواقع نفطية سعودية في شهر مايو الماضي كان مصدره العراق، اثارت قلق العراقيين.

العالم - العراق

ونقلت صحيفة "العربي الجديد" عن مسؤول عراقي رفيع لم تذكر اسمه، إن الموقف العراقي الرسمي من هذه الاتهامات هو ما جاء على لسان رئيس الحكومة عادل عبد المهدي، الذي أكد الأسبوع الماضي أن هذه الأنباء غير صحيحة، مؤكداً أن مناطق جنوب العراق التي يُزعم إن الطائرات المسيرة انطلقت منها مؤمنة بشكل كامل من قبل الجيش والشرطة وقوات حرس الحدود، ولا يمكن لأي جهة إطلاق أو توجيه طائرات من دون علم السلطات العراقية.

ولفت إلى أن "العراق تلقى معلومات من الأميركيين تفيد بانطلاق الطائرات من الأراضي العراقية، إلا أن هذه المعلومات لم تكن تحتوي على التوقيت والمكان الدقيقين لانطلاقها ما دفع الجانب العراقي للتشكيك بها"، موضحاً أن السلطات العراقية عبّرت عن استعدادها للتحقيق في أي معلومات تكون مقرونة بالوثائق.

من جهته، قال عضو لجنة الأمن والدفاع في البرلمان العراقي، النائب سعران عبيد، في حديث لـ"العربي الجديد"، إن هذه الأحاديث تندرج ضمن أجندات معروفة تهدف إلى إثارة الفوضى في العراق، وتشويه سمعته على المستويين الإقليمي والدولي، متسائلاً "عن سبب عدم قدرة الولايات المتحدة الأميركية على تحديد الجهة التي قامت بتوجيه الطائرات التي تقول إنها انطلقت من العراق".

وأضاف أن "أميركا دولة عظمى تمتلك إمكانيات هائلة، وهي الأولى عالمياً لجهة التطور التكنولوجي، ولديها استخبارات قادرة على الرصد في أي مكان"، متابعاً "إذا كانت تمتلك كل ذلك لماذا لم تحدد الجهة؟". وانتقد عضو لجنة الأمن في البرلمان، "وسائل الإعلام التي تحاول الإضرار بالعراق من خلال ترويج مثل هذه الأنباء"، مؤكداً أن العراق باقٍ على موقفه المحايد من أزمات المنطقة، لا سيما بعد أن أثبت وجوده على الساحة الدولية، ودبلوماسيته التي برزت بشكل واضح في الفترة الأخيرة.

من جهته، قال عضو تيار الحكمة العراقي علي الرفيعي، لـ"العربي الجديد"، إن هذا الحديث أثير في وسائل الإعلام لأول مرة على لسان عضو البرلمان السابق مشعان الجبوري، قبل أن يتسع الحديث بشأنه، مستدركاً "إلا أن هذه الاتهامات للعراق لم تكن مقرونة بأدلة". وأضاف "الغريب أن يخرج رئيس الوزراء عادل عبد المهدي في مؤتمر صحافي بعد حديث الجبوري بيوم واحد ليقول إن نفوذ الجماعات المسلحة غير المنضبطة يجب أن ينتهي"، معتبراً أن رئيس الوزراء كان يريد إيصال رسالة معينة.

ولفت الرفيعي إلى أن "الحديث عن أن الطائرات التي نفذت الهجوم على مواقع سعودية ما يزال عاماً من دون أي تفصيلات"، مشيراً إلى احتمال وجود طرف ثالث يريد جر العراق إلى أحد المحاور المتناحرة في المنطقة.

وكان مشعان الجبوري قال في مقابلة متلفزة سابقة، إن بعض الطائرات التي قصفت منشآت نفطية سعودية انطلقت من العراق، موضحاً أن الأميركيين أبلغوا عبد المهدي بأن لديهم معلومات بهذا الشأن.

في موازاة ذلك، قال مصدر مقرب من فصائل "الحشد الشعبي لـ"العربي الجديد"، إن "فصائل المقاومة" تمتلك مختلف أنواع الأسلحة الحديثة، إلا أن هذه الأسلحة تُستخدم لقتال التنظيمات الإرهابية، مؤكداً أن الفصائل العراقية المسلحة غير معنية بما يحدث في اليمن أو السعودية.

ولفت إلى وجود محاولات أميركية لزجّ العراق في صراعات إقليمية، وإبعاده عن سياسة الحياد، مؤكداً أن فصائل "الحشد" لا يمكن أن تنجرّ لمخططات تُورطها في صراعات خارجية. الأمر نفسه ما حذر منه الأمين العام لمنظمة "عصائب أهل الحق"، قيس الخزعلي، الذي قال إن إرادات خارجية تريد جر العراق إلى صراعات المنطقة، مؤكداً في كلمة ألقاها في مؤتمر ببغداد وجود سيناريو أميركي ضد العراق ينطلق من جنوب البلاد.