مخيم الركبان.. بين معاناة اللاجئين وتعنت الاميركان ببقائه

مخيم الركبان.. بين معاناة اللاجئين وتعنت الاميركان ببقائه
الأربعاء ٠٣ يوليو ٢٠١٩ - ٠٤:٤٣ بتوقيت غرينتش

أنشئ مخيم الركبان، الذي يقيم فيه، أكثر من 28 ألف لاجئ، عام 2014، في المنطقة الحدودية مع الأردن من الجهة السورية، للاجئين السوريين، على طول 7 كيلومترات، بين سوريا والأردن. 

العالم - تقارير

ويواجه آلاف المدنيين السوريين أوضاعا إنسانية صعبة في المخيم بسبب نقص حاد بالمواد الغذائية وتكاد الخدمات الطبية الأساسية أن تكون معدومة، كما يفتقر المخيم للمياه النظيفة الصالحة للشرب وشبكات الصرف الصحي والمقومات الأساسية للسكن، ومنذ فترة طويلة والهلال الأحمر يحاول إيصال المساعدات الإنسانية.

وقالت عائلات تمكنت من مغادرة مخيم الركبان، حيث تحدثت عن الظروف الصعبة التي حولت المخيم إلى معتقل لا يمكن الخروج منه إلا بعد دفع مبلغ 1500 دولار لفصائل ما يسمى "مغاوير الثورة" المدعومة أمريكيا.

وأفادت، أن ما يسمى بــ"المجلس العسكري في الركبان"، والذي يتكون من تجمع عدة فصائل إرهابية كانت متواجدة في منطقة التنف يعامل سكان المخيم على أنهم رهائن محتجزين لديه ويحاول الإتجار بهم واستغلالهم للاستحواذ على المساعدات الإنسانية المقدمة من الأمم المتحدة.

ويوجد العديد من السكان داخل المخيم دون أوراق ثبوتية حيث لا تسجل حالات الزواج والولادة والوفاة والمدارس الأربعة ضمن المخيم يدرس فيها متطوعون مجانا، هذا الوضع القائم حاليا في المخيم والذي يحتكر فيه المسلحون وعائلاتهم كل المساعدات من مجانية الرعاية الطبية إلى السيطرة على جميع المواد الغذائية والقيام ببيعها بأسعار مرتفعة لبقية قاطني المخيم بالإضافة إلى ترهيب السكان والتحكم بأمور حياتهم ومنعهم من مغادرة المخيم كل هذه الأمور تجري تحت أنظار واشنطن الراعي الأول لهذه الجماعات والمساعدة لها في خرق جميع المواثيق الدولية والإنسانية.

الى ذلك أكدت الهيئتان التنسيقيتان السورية والروسية حول عودة المهجرين السوريين أنه بفضل الجهود المشتركة السورية والروسية عاد عشرات الآلاف من المهجرين إلى مناطقهم المحررة من الإرهاب في الوقت الذي تواصل فيه الولايات المتحدة وحلفاؤها الغربيون ومرتزقتها من الإرهابيين عرقلة عودة المواطنين السوريين إلى وطنهم.

وأشارت الهيئتان في بيان مشترك لهما إلى أنه “بفضل الجهود المشتركة السورية والروسية تم التوصل إلى نتائج جدية حول تهيئة الظروف المناسبة لعودة المهجرين إلى أماكن سكنهم حيث تم النهوض بجميع المرافق الخدمية في الاقتصاد والتجارة وتأمين فرص عمل جديدة وبدأ الناس يستعدون للعمل والتلاميذ والطلاب يعودون إلى مقاعد الدراسة بالتوازي مع تأمين المساعدات الطبية للسكان وإعادة إعمار الإرث الحضاري الثقافي للبلاد”.

وجدد البيان التأكيد على أن واشنطن وبعض الدول الغربية لا ترغب في الاعتراف بمنجزات الدولة السورية في موضوع إعادة الحياة السلمية والطيبة لشعبها وتعرقل عملية عودة المواطنين السوريين إلى وطنهم لأهداف خاصة بهم.

ولفت البيان إلى انتهاك الولايات المتحدة جميع الحقوق والقوانين الدولية بشكل مباشر في المناطق التي تحتلها قواتها في سورية، فيما لا يزال الوضع كارثيا في مخيمي الهول والركبان بسبب امتناع الجانب الأمريكي عن اتخاذ أي إجراءات وتدابير لوضع حد لأزمة المهجرين المحتجزين هناك.

وأشار البيان الى وجود أكثر من 28 ألف مهجر محتجز في مخيم الركبان في ظروف كارثية حيث يعتبرون بمثابة رهائن للفصائل الإرهابية المسلحة المسيطر عليها من قبل الأمريكيين والتي تطلب ما يقارب 1500 دولار أمريكي من كل عائلة مقابل الخروج.

وجدد البيان مطالبة قوات الاحتلال الأمريكية في منطقة التنف إيقاف الممارسات الإجرامية للمجموعات الإرهابية هناك وتأمين خروج المهجرين من الركبان بدون أي عوائق أو شروط.

ولفتت الهيئتان إلى أن واشنطن والدول الغربية “يسعون إلى التهرب من مسؤولياتهم عن جرائمهم في سورية في حين تستمر الدولة السورية بالقيام بدورها في تهيئة الظروف المقبولة للعيش وضمان الأمن لجميع المواطنين العائدين”.

وختمت الهيئتان بيانهما بالتأكيد على أن الطريق الوحيد لنهوض سورية يكمن عبر القضاء على الإرهاب بشكل كامل وتحرير كل الأراضي السورية المحتلة من قبل التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية وعودة المهجرين إلى مناطقهم المحررة من الإرهاب.

وكانت موسكو قد اعلنت أن الموقف الأمريكي من مخيم الركبان للاجئين في سوريا يوحي بأن واشنطن بحاجة إلى تبرير وجودها غير القانوني في المنطقة، مؤكدة ضرورة البدء في إجلاء سكان مخيم الركبان وإزالته، مشيرة إلى أن التقارير الواردة تثير قلقاً من أن الجانب الأمريكي يؤخر عملية إخلاء المخيم على أمل ضمان الحفاظ على ما يسمى بالنشاط الحيوي من خلال تنظيم قوافل المساعدات الإنسانية الدولية.