اغيثونا في الحج .. علّموا إبن سلمان تعاليم الدين!

اغيثونا في الحج .. علّموا إبن سلمان تعاليم الدين!
الثلاثاء ٠٩ يوليو ٢٠١٩ - ٠٩:٠٧ بتوقيت غرينتش

الكل يعلم ان البراءة من المشركين والدفاع عن المظلومين هو بحد ذاته فريضة وواجب، نعم كل هذه تعاليم دينية، ولكنها سياسية ايضاً، فثمة في الحج ما هو عمل سياسي، وهذا العمل السياسي هو نفسه وبعينه تكليف ديني، انها العبادة ذاتها.

العالم - تقارير

ولا ريب أنّ الأمة الإسلامية في هذا الظرف الراهن تواجه تحديات كبيرة وخطيرة جداً من جانب المشركين أعداء الإسلام كدين والمسلمين كأمة، فالهجوم الوحشي السياسي، والاجتماعي، والثقافي، والاقتصادي والأمني لجبابرة العالم ضدّ الشعوب المسلمة يثبت عمق معاداتهم للمعارف الإسلامية، ولذا لا مفرّ لهذه الأمة من أن تتبرّأ من كلّ ما يخالف دينهم ويعمل على كسر شوكتهم وتشتيت شملهم وتفريق كلمتهم، وأفضل مكان للبراءة هو "مكة المكرمة".

ومن جملة التصريحات الخطيرة هي قولهم أن لا تسيّسوا الحج! حيث زعم السعودي يوسف بن أحمد العثيمين، الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي، أن الحج "اجتماع إيماني، وليس محفلا سياسيا لرفع الشعارات"، داعيا الجميع إلى الابتعاد عن كل ما يشوش الشعائر الدينية!، على حد تعبيره.

لكننا نقول لهم ان تحقيق الوحدة شأن سياسي، فدعم مظلومي العالم الإسلامي مثل الشعب الفلسطيني واليمني عمل سياسي والدفاع عن المظلوم يمثّل عين التعاليم الإسلامية وهو واجب، كما هو حال البراءة من المشركين فريضة تقع على عاتق المسلمين وواجب اعلانها امام ما يقارب الملياري مسلم في العالم، وخاصة في محفل يقل نظيره في العالم ويحدث مرة كل عام وفي مكان مملوء بالمعنوية كما نصّ عليه القرآن الكريم.

من هذا المنطلق، فقد أكد قائد الثورة الإسلامية آية الله السيد علي خامنئي، لدى استقباله القائمين على شؤون الحجّ في الجمهورية الإسلامية مؤخرا بأنّ مطالبة البعض بعدم الدفاع عن فلسطين والشعب اليمني المظلوم لكون ذلك يشكّل تسييساً للحج من الأخطاء الجسيمة، ووصف سماحته مثل هذه الخطوات بالسياسة المعادية للدين وشدّد على أنّ الحجّ عملٌ سياسي وأنّ هذا العمل يشكّل التكليف الديني بعينه.

كما لفت آية الله خامنئي قائلاً: البراءة من المشركين فريضة إسلامية وعمل ضروري وهذا ما يجعلنا نصرّ على أن يتمّ هذا الموضوع كلّ عام على أكمل وجه. وتابع سماحته: نعم، الحجّ عمل سياسيٌّ لكنّ هذا العمل السياسي هو عين التكليف الديني. لكنّ أن يعملوا على منع هذه الحركات السياسيّة فذلك أيضاً عملٌ سياسي لكنها سياسة معادية للدّين. وقولهم بأن لا يحقّ لكم توجيه النّقد لأمريكا يشكّل حركة سياسيّة شيطانيّة.

ولكن بعد أن وصل محمد بن سلمان الى سدة الحكم في السعودية وليا للعهد، اعتمد هذه السياسة الشيطانية المعادية للاسلام، ويعود ذلك بسبب جهله بتعاليم الاسلام، فها هو يحاول الآن عبر انتهاجه سياسات غير مسؤولة ومنها التضييق على المسلمين واستغلاله الاماكن المقدسة لخدمة سياساته وعلاقاته، أن يفرض سيطرته وهيمنته على الأمة ومواردها ومقرّراتها وإرادتها، من خلال تماهيه المطلق مع الصهاينة، والحروب العبثية التي يقوم بها في اليمن بشكل مباشر، وتدخله العسكري وعبر الجماعات التكفيرية في ليبيا والسودان والجزائر ولبنان والعراق، واخيرا جعل من الرئيس الامريكي دونالد ترامب شريكا في الخزينة السعودية بهدف كسب دعمه لتولي عرش المملكة.

ولا ننسى ان الاحصاءات تحدثت عن ان الحج يضخ عشرات المليارات من الدولارات في الخزينة السعودية كل عام، ولم يدُر في خلَد اي مسلم، قبل الان، ان يتطرق الى الجانب المادي للحج بسبب المكانة الروحية التي تتبوأها بلاد الحرمين الشريفين لدى المسلمين في العالم.

من هنا نفهم السبب الذي دعا الإمام الخميني الراحل (قدس سره) لإعلان البراءة من المشركين باعتباره "واجبا عباديا سياسيا" خلال موسم الحج في مكة المكرمة لأنّها المكان الأنسب والأفضل الذي يعلن فيه المسلمون رفضهم لكلّ ما يخالف دينهم ولكلّ من يحاول أن يفرض سيطرته وهيمنته على الأمة ويتحكم بمواردها، ولذلك يجب على المسلمين الذين يۆدّون فريضة الحج، وعلى المسلمين في بلدانهم من الذين لم يذهبوا أن يتّفقوا على وقتٍ محدّد من أيام الحج ليعلنوا جميعاً البراءة بصرخة قوية وصوت مدوٍ يخرق أسماع المستكبرين ويقض مضاجعهم ويجعلهم يشعرون أن هذا الإعلان يعني الإستعداد الكامل للتضحية والجهاد في سبيل الله لتحرير الأمة من جلاديها وظالميها.

والسؤال المطروح هنا .. ما معنى الدفاع عن انتهاكات حقوق الانسان والمظلومين في العالم الاسلامي، اذا كنا لا نبالي للممارسات والحروب العبثية التي تشن من قبل أمريكا بأيدي دول عربية تدور في فلك السعودية، حيث يهاجمون الشعوب المسلمة بهذه الوحشيّة الكبيرة ويستبيحون دماء الابرياء ويدمرون معنويات المسلمين ويسحقون اطفالهم ونسائهم..؟