«حدّ السيف» ومصير قائد «شعبة الاستخبارات» الإسرائيلية

 «حدّ السيف» ومصير قائد «شعبة الاستخبارات» الإسرائيلية
الأربعاء ١٠ يوليو ٢٠١٩ - ٠٥:٤٨ بتوقيت غرينتش

لا تزال العملية الفاشلة لوحدة «سييرت متكال» (وحدة هيئة الأركان) الإسرائيلية في خان يونس جنوب قطاع غزة، في تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي، تتفاعل في المؤسستين الاستخبارية والعسكرية الإسرائيلية ولا تزال تداعياتها تتوالى على "الداخل الإسرائيلي"؛ فلا الجمهور اقتنع بما تلقّاه من تفسيرات، ولا المؤسسة الرسمية اكتفت بالنتائج الأولية التي خلصت إليها لجنة التحقيق في العملية السرية.

العالم _فلسطين

ومع أن تقليد جيش العدو في مثل هذه الحالات يقتضي تشكيل لجان مختصة من أجل استخلاص العبر، في نهج ينطوي على الكثير من الإيجابيات، إلا أن بعض التفاصيل التي نشرها الجيش هذه المرة كانت مراميها أبعد مدى، إذ هدفت إلى تقديم تفسير مقنع للجمهور، ومحاولة احتواء اللغط الذي عمّ وسائل التواصل الاجتماعي، وتقديم صورة مدروسة عمّا جرى، بما من شأنه أن يولّد انطباعاً بأن هذه الوحدة استعادت عافيتها بعدما شخّصت أخطاءها، وباتت تعلم كيف ينبغي تلافيها مستقبلاً.

یشار إلى أن إخفاق «سييرت متكال» في خان يونس لم يكن الأول من نوعها، بل سبق أن واجهه الكيان في لبنان، وتحديداً في صيف 2006 في البقاع اللبناني. لكن الأزمة في فشل تشرين الثاني، الذي لا يبدو أنه سيكون الأخير، أنه طاول أهم وحدة نخبة في الجيش، في مواجهة فصيل مقاوم في منطقة محاصرة تتمتع فيها الكيان بإطباق استخباري، وفي ظلّ وجود تصوّر لدى العدو بأن «حماس» لا تمتلك المؤهلات والقدرات التي تسمح لها بمواجهة مثل هذه العمليات الخاصة التي تختلف عن العمليات العادية؛ «ففي الحرب تنفيذ المهمة هو القيمة العليا، بينما في العمليات الخاصة لا يوجد هذا الإلحاح. أنتَ تختار التوقيت المناسب، والقيمة العليا هي الحفاظ على أمن القوات وسرّية منهج العمل، ولاحقاً يكون التنفيذ» بحسب التحقيق الذي نشره جيش الاحتلال.
وأكد التحقيق أن المهمة لم تُنفّذ، فضلاً عن انكشافها، وسقوط ضابط رفيع في خلالها، عُزي مقتله إلى رصاص جندي آخر من القوة نفسها عن طريق الخطأ. مهمة القوة الخاصة، التي تم الإعداد لها على مدى أشهر قبل تنفيذها، وكانت ذات أهمية عملانية واستخبارية عالية، تخلّلتها إخفاقات أدت إلى ما أدت اليه، وحالت دون أن يتمكن الجيش من إنجازها.

المعطى الأبرز في التداعيات المحتملة للعملية كشفه المعلق العسكري في صحيفة «معاريف»، ألون بن ديفيد، الذي قال إن رئيس الأركان سيحسم قريباً هل سيطيح رئيس «شعبة الاستخبارات» (أمان)، تمير هايمن، من منصبه، أم سيدعمه. وذكرت «معاريف» أن انكشاف أمر القوة الخاصة في غزة أدّى إلى «ضرر عميق وخطير لأمن إسرائيل، بمستويات لا يمكن التفصيل فيها».

المصدر: جريدة الاخبار