بعد زيارته لموسكو.. ما الذي سيناقشه بيدرسون بدمشق؟

بعد زيارته لموسكو.. ما الذي سيناقشه بيدرسون بدمشق؟
الأربعاء ١٠ يوليو ٢٠١٩ - ٠٩:٠٤ بتوقيت غرينتش

يلتقي المبعوث الدولي الخاص إلى سوريا غير بيدرسون اليوم الاربعاء وزير الخارجية وليد المعلم ومسؤولين سوريين آخرين في دمشق بعد لقائه الاخير مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف لوضع اللمسات الأخيرة على اللجنة الدستورية.

العالم - تقارير

واعلن بيدرسون الجمعة الماضية عن زيارته الى دمشق بعد لقاءه مع لافروف وقال "آمل كثيراً بإجراء محادثات بناءة ومفيدة هناك، حتى نتمكن من المضي قدما نحو إنشاء لجنة دستورية وتشكيلها".

وقالت موسكو إنها توصلت إلى اتفاق "غير نهائي" مع بيدرسون، بالتنسيق مع دمشق، يسمح بتجاوز عقبة أسماء هذه اللجنة ونسب توزيعها، بحسب وكالة "أكي" الإيطالية.

بيدرسون الذي وصل يوم امس الثلاثاء الى دمشق في زيارة تستغرق ثلاثة ايام قال في تغريدة على "تويتر"، "يسرني أن أعود إلى دمشق، ونأمل أن نتمكن من دفع العملية السياسية إلى الأمام مع اللجنة الدستورية كفتحة باب، ونتمكن من إيجاد طريقة لإنهاء العنف في إدلب، ومواصلة العمل على المحتجزين والمختطفين والمفقودين".

كما قال بيدرسون للصحافيين لدى وصوله إلى مقر إقامته في أحد فنادق دمشق "أتطلع للقيام بمناقشات بناءة حول كيفية دفع العملية السياسية قدماً وبالتحديد تشكيل اللجنة الدستورية".

وتأتي زيارة بيدرسون، الرابعة إلى دمشق لتحريك مياه اللجنة الدستورية و لكسر جمود المفاوضات.

وبداية الشهر الحالي، أكد بيدرسون أمام مجلس الأمن الدولي قُرب التوصّل لاتّفاق على تشكيل لجنة دستورية، اقترحتها الدول الثلاث الضامنة لعملية السلام في آستانا، وهي روسيا وإيران وتركيا.

وبحسب خطة الأمم المتحدة، فاللجنة الدستورية السورية يجب أن تتضمن 150 عضواً، 50 منهم تختارهم الحكومة، و50 تختارهم المعارضة، و50 يختارهم المبعوث الخاص للأمم المتحدة بهدف الأخذ بعين الاعتبار آراء خبراء وممثلين عن "المجتمع المدني".

ولم يتم الاتفاق بعد على الأسماء في اللائحة الثالثة التي تثير خلافات بين دمشق والأمم المتحدة.

وستعقد اللجنة الدستورية في حال اقرارها اجتماعات مغلقة وبعيدة عن الإعلام، ليتم بعدها اختيار 15 منهم من كل مجموعة، لحضور جلسات النقاش.

وقالت مصادر دبلوماسية عربية إن زيارة بيدرسون ليست مرتبطة فقط بقضية الأسماء التي ترفضها دمشق وموسكو من قائمة المجتمع المدني، بل بمجموعة إجراءات وآلية عمل اللجنة الدستورية التي يجب أن يقنع بيدرسون دمشق فيها، بحسب هذه المصادر.

وتضغط موسكو ودمشق لزيادة نسبة تمثيل الحكومة السورية في هذه اللجنة، كما اعلنتا رفضهما أسماء من قائمة المجتمع المدني التي قدّمها المبعوث الدولي، وتمحور الخلاف حول ستة أسماء. وما تزال آلية اختيار الأسماء لهذه اللجنة غير واضحة، ولم يتم حسم نسبة التمثيل بشكل نهائي، كما أن هناك غموضاً في آلية عمل اللجنة وطريقة التصويت داخلها ومن هو ضامن نتائجها حسبما افادت جريدة المدن.

وذكرت صحيفة 'الوطن' السورية أنه من المقرر أن يلتقي بيدرسون الأربعاء كبار مسؤولي وزارة الخارجية. وقالت الصحيفة إنه في حال موافقة دمشق على ما سيقدمه بيدرسون، فقد تنطلق أعمال اللجنة مطلع أيلول/سبتمبر.

صحيفة "كوميرسانت" الروسية كانت قد ذكرت أن زيارة نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي فيرشينين، والممثل الخاص للرئيس الروسي ألكسندر لافرينتيف، الأخيرة إلى دمشق، قد حصلت على موافقة السلطات السورية على صيغة "4 + 2" بخصوص الأسماء الستة، وتنص على أن تقدم دمشق أسماء أربعة مرشحين من المجتمع المدني، والأمم المتحدة إسمين.

وأضافت الصحيفة أن "القيادة السورية غير مستعدة للنظر في الاتفاق على بقية القائمة إلا في حال قبول اتخاذ قرارات اللجنة الدستورية بأغلبية 75% من الأصوات".

وتأتي زيارة بيدرسون إلى العاصمة دمشق، في الوقت الذي شنت فيه جماعة "هيئة تحرير الشام" الارهابية، (جبهة النصرة) هجوماً على مواقع الجيش السوري في جبل التركمان بريف اللاذقية الشمالي الشرقي، في محاولة لتعطيل أية محاولات أممية للحل السياسي اذ تصدى الجيش لهذا الهجوم وقال مصدر ميداني سوري إن وحدات الجيش السوري تمكنت من صد الهجوم الذي لم يحدث أي تغير في خارطة السيطرة في ريف اللاذقية الشمالي.

ويواجه الدبلوماسي المخضرم بيدرسون مهمة صعبة في إحياء المفاوضات بين الحكومة والمعارضة في الأمم المتحدة بعدما لم تنجح كافة الجولات السابقة التي قادها سلفه.