المهرة اليمنية.. صرخة مستمرة بوجه الاحتلال السعودي ومرتزقته

المهرة اليمنية.. صرخة مستمرة بوجه الاحتلال السعودي ومرتزقته
الأحد ١٤ يوليو ٢٠١٩ - ١٠:١٥ بتوقيت غرينتش

مع دخول الرفض الشعبي للوجود السعودي في المهرة عامها الثاني، صعد 5 مناطق في المحافظة، احتجاجاتهم السلمية لتحقيق مطلبين مهمين، الاول رحيل القوات السعودية كونها قوات احتلال ويجب مقاومتها، ملوحين بخيار الكفاح المسلح ضد السعودية والثاني إقالة المحافظ وهو المسؤول الأول عن حالة الفوضى التي تشهدها المهرة.

العالم - اليمن

قالت اللجنة المنظمة لاعتصام المهرة، إن المحافظة شهدت، مساء الجمعة، خمس وقفات احتجاجية متزامنة، اثنتين منها انتظمتا في منطقتي “لوسيك” و”نشطون” بمدينة الغيضة عاصمة المحافظة، فيما جرى تنفيذ 3 وقفات في مديريات سيحوت والمسيلة وحصوين.

وأشارت إلى أن الوقفات شهدت مشاركة وحضورا وتفاعلا كبيرا من سكان المحافظة، معلنا أن المهرة ستشهد مزيدا من التصعيد حتى الاستجابة وتحقيق المطالب.

ولفتت إلى أن الوقفات نظمت أمام معسكرات للقوات السعودية، حيث رفع المحتجون لافتات تطالب برحيل القوات السعودية من محافظة المهرة ودعوا المجتمع الدولي والأمم المتحدة ومجلس الأمن إلى التدخل وإنهاء العدوان السعودي.

وكان الشيخ سالم الحريزي أبرز قادة الانتفاضة الشعبية في المهرة هدد باستخدام وسائل أخرى لإجبار القوات السعودية على الرحيل من المحافظة بعد عام من الاعتصامات السلمية المطالبة برحيلها.

واطلق مسلحون موالون للسعودية النار من مدرعاتها في مديرية حصوين النار على المحتجين لكن لم يسفر عن إصابات بين المتظاهرين.

وتشهد محافظة المهرة منذ شهور طويلة احتجاجات على الوجود العسكري السعودي فيها، وتصدى مواطنون وأبناء قبائل في مرات عدة لمحاولات القوات السعودية استحداث مواقع عسكرية ونقاط تفتيش في مناطق من المحافظة، وأعمال تتعلق بمشروع نفطي سعودي.

وتُسوِّغ السعودية وجودها العسكري في المهرة، بأنه لـ"مكافحة تهريب السلاح والمخدرات". ففي نهاية 2017، أرسلت الرياض قوات تابعة لها وآليات عسكرية وأمنية إلى المهرة، زاعمة: إنها "لتعزيز الأمن وضبط عمليات التهريب ومكافحتها"، وهو ما رفضه أهالي المحافظة.

مطالبات بإقالة محافظ المهرة المقرب من قوى العدوان

كما طالب المحتجون وفق البيان، بإقالة محافظ المهرة راجح باكريت، المقرب من السعودية، ومحاكمته في قضايا قتل معتصمين معارضين لتواجد القوات السعودية، وتمرير وتنفيذ أطماع السعودية في السيطرة على المحافظة، والعبث بالمال العام.

وباكريت هو المسؤول الأول عن حالة الفوضى التي تشهدها المحافظة ومرر وخطط لدخول القوات السعودية بالإضافة إلى انشاء ميليشيات خارجة عن القانون من بينهم قيادات في التنظيمات الإرهابية بهدف إشعال الفوضى في المحافظة وتكرار سيناريو عدن وغيرها من المحافظات التي حولها العدوان السعودي إلى مستنقع للإرهاب والاغتيالات.

ويتهم المحتجون باكريت، بارتكاب جريمة القتل العمد بحق المحتجين في 13 تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي، عندما أطلق الجنود التابعون له، المعززين بمدرعات وآليات سعودية، على المعارضين للوجود السعودي في منطقة الوادي بالقرب من الانفاق جنوبي الغيظة وقتل اثنان منهم.

ردود أفعال يمنية

وخلف الحراك الشعبي في المهرة، ردود أفعال واسعة في الأوساط الإعلامية والنشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي والذين أشادوا بالمطالب التي يرددها أبناء المحافظة منذُ أكثر من عام بأسلوب حضاري وسلمي رغم أساليب الاستفزاز السعودية وميليشياتها.

وامتدح الناشط إبراهيم عبدالقادر في تغريدة بصفحته على موقع التدوين المصغر تويتر الإحتجاجات التي شهدتها المهرة بقوله: تظاهرة شعبية ضخمة في محافظة المهرة، كما رفضت ملشنة المحافظة بالأحزمة والنخب وتهديد كيان الدولة وهيبتها، وطالبت بإقالة المحافظ راجح باكريت وإحالته للتحقيق نظير عبثه بالمال العام.

من جانبها قالت الناشطة سهام باشراحيل، إن المهرة تلتحق بسقطرى وستخرج كل المحافظات الجنوبية ضد الامارات والسعودية مضيفة أن المهرة مشكلتها مع السعودية بالذات التي أنشأت معسكرات وقواعد وثكنات عسكرية دون اي مبرر، واصفة إياه بالاحتلال الذي سيدفع الناس للتظاهر والخروج اليومي حتى رحيل كل القوات السعودية وميليشياتها الغير قانونية

كما قال المحلل السياسي محمد الغابري في تصريح، إن ثمة ما يشبه الإجماع لدى السكان في محافظة المهرة على رفض الوجود العسكري للسعودية وأنه لا مبرر له إطلاقا، ومن ثم فإنه احتلال مضيفا إن الاحتجاجات الدائرة هناك ترفض الاحتلال لأنه بطبيعته عدوان على السيادة واستغلال للبلد وتعطيل مصالح الناس وإثارة الفتن.

راجح باكريت

من جانبه اعتبر الناشط الإعلامي أحمد بلحاف أن تصاعد الحراك الشعبي ضد الوجود السعودي أصبح انطباع واضح وفي تزايد كبير ويحمل دلالات كبيرة على ان السلوك السعودي وتواجده العسكري في محافظة المهرة خلق واقع جديد استهدف بشكل رئيسي الأمن والاستقرار وسيادة البلد في محافظة المهرة من خلال دعم المليشيات وحماية الخارجين عن القانون وتمكينهم في مراكز قيادية في السلطة المحلية.

وأشار الى ان هناك إصرار سعودي للبقاء على باكريت لأنه بالنسبة لها الصبي المطيع الذي تحاول من خلاله شرعنه تواجدها.

وأضاف بلحاف في مداخلة هاتفية له مع قناة بلقيس ان السعودية تنتهج في المهرة نهج دعم المليشيات الخارجة عن القانون عبر محافظ المهرة الذي نهب الأموال العامة ويعمل على شق الصف المهري.

ماذا تريد السعودية من المهرة؟

أولاً: تتمتع محافظة المهرة بموقع استراتيجي مهم شرق اليمن وتربطها مع سلطنة عمان حدود مشتركة فضلاً عن كونها تطلّ على المحيط الهندي ولم ينخرط سكان هذه المحافظة في الحرب ولم يحملوا السلاح في وجه أحد لذلك جاءت قوات بني سعود لإجبارهم على الدخول في هذه المعارك وإحداث بلبلة في هذه المدينة بعد أن فشلت في إحراز أي تقدّم في أي مكان آخر.

ثانياً: السعودية تريد مد أنابيب نفطية عبر محافظة المهرة ولذلك فإن السيطرة عليها والتحكم بمنافذها البحرية يعتبر أمراً مهماً وفي حال تمكّنت من مد أنبوب نفطي عبر المهرة سيسمح لها هذا الأمر بالوصول إلى المحيط الهندي دون المرور بمضيق هرمز.

ثالثاً: بعد فشل التحالف السعودي في تحقيق أي نصر عسكري وجدت السعودية أن المهرة مكان جيد لإحراز انتصار على المستوى السياسي أو العسكري أو الاقتصادي إلا أنه لم ينجح أي من هذه الخيارات بفضل وعي الشعب هناك، والذي يرفض أي وجود لأي قوات عسكرية بالإكراه.

وتأتي هذه الاحتجاجات في ظل اتهام مجلس "الحراك الثوري الجنوبي" الإمارات، في وقت سابق، بالسعي لتفجير الأوضاع بمدن جنوبية في اليمن.

وقال المجلس، في بيان، إن الأدوات المحلية التابعة للاحتلال الإماراتي تصعّد لإحكام قبضتها على مواقع الثروات النفطية والموانئ الحيوية ومناطقها. وأضاف أن الإمارات تنوي الانفراد بسقطرى، وأن السعودية تخطط لبسط سيطرتها على المهرة، محاوِلةً إقحامها في الصراعات.