الحكومة الجزائرية تثير جدلا لإعتزامها فرض الإنكليزية مكان الفرنسية

الحكومة الجزائرية تثير جدلا لإعتزامها فرض الإنكليزية مكان الفرنسية
الخميس ٢٥ يوليو ٢٠١٩ - ٠٥:٥٩ بتوقيت غرينتش

تعيش الجزائر منذ أيام على وقع نقاش حول اللغات التي يتم تعليمها وتعميمها والتعامل بها في البلاد.

العالم - الجزائر

فالبلاد، ولأسباب تاريخية معروفة، تعلم وتتعامل بالفرنسية، التي تسبق أحيانا اللغة العربية، خاصة في فترة حكم الرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة، الذي كان يتكلم بها في الزيارات الرسمية في الداخل والخارج، وكانت كل البيانات الرسمية تصدر بالفرنسية ثم تترجم إلى العربية، وكل الاجتماعات الرسمية كذلك كانت تتم بلغة "موليير".

واندلع قبل أيام نقاش على هامش الأزمة السياسية التي تمر بها البلاد بخصوص اللغة الثانية في الجزائر، وظهر تيار يسير في اتجاه أن الفرنسية كانت مفروضة من فرنسا عن طريق عملائها في السلطة المتلاشية، وحان الوقت لإستبدالها باللغة الإنكليزية، باعتبارها اللغة الأكثر انتشارا في العالم، وأنها لغة العلم والعلوم.

ورغم أن هذا الجدل ليس بالجديد، إلا أن الأمر أخذ بعدا آخر بدخول وزير التعليم العالي الطيب بوزيد على الخط، والذي قال في تصريحات صحافية إن الفرنسية لا قيمة لها، وإنه تقرر اعتماد الإنكليزية بديلا منها، وهو ما وصفه جزائريون بأنه امر مثير للضحك، لان نصف كلامه كان بالفرنسية.

وقبل أيام لم تجد وزارة التعليم الجزائرية ما تفعله سوى أنها غيرت "ترويسة" الوثائق الرسمية من الفرنسية إلى الإنكليزية، وهو ما أثار موجة من السخرية، أولا لأن الانتقال من الفرنسية إلى الإنكليزية لن يتم بين عشية وضحاها، ولا يمكن أن يبدأ "بالترويسات" في الوثائق الرسمية، بل يبدأ من التعليم الابتدائي ليصل إلى التعليم الجامعي، ولا بد لسنوات من الصبر والتكوين للأساتذة الذين سيشرفون على تعليم الأجيال الجديدة في مختلف الأطوار والتخصصات بلغة "موليير"، علما أن قانون التعريب مضى على صدوره أكثر من ثلاثين عاما، وما زالت التخصصات العلمية في معظمها تدرس بالفرنسية، وسارع وزير التكوين المهني دادي موسى ليحذو حذو زميله في الحكومة، بالتأكيد على أن وزارته ستشرع في ترجمة الوثائق من الفرنسية إلى الإنكليزية.

وكان الكاتب الصحافي عدلان مدي قد نشر مقالا في مجلة "لوبوان" الفرنسية قال فيه إن وزير التعليم الأسبق رشيد حراوبية، قال في 2010، إن الحكومة تفكر في التمكين للإنكليزية في قطاع التعليم العالي.

وأثارت خطوة وزير التعليم العالي بتغيير "الترويسات" موجة من التعليقات على مواقع التواصل الاجتماعي، فقد كتب المحامي والحقوقي عبد الرحمن صالح على صفحته في موقع "فيسبوك" قائلا "تبا لمن يعتقد أن كتابة ترويسة بالإنكليزية عوض الفرنسية في دولة لغتاها الدستوريتان هما العربية والأمازيغية ستنقله من العالم الثالث والتخلف إلى الرقي والازدهار، بينما يكفر بأن دولة الحق والقانون المدنية هي السبيل للازدهار والتطور والرقي".

وأضاف: "في عام 2019 ما زال لدينا وزير يعتبر نفسه قدم خدمة جليلة لجامعات الوطن المتخلفة فقط لأنه غير ترويسة الوثائق بينما قطاعه يغرق في التخلف وتدني المستوى عالميا ونقص فاضح في البيداغوجيا والمحاباة والمحسوبية في الدكتوراة وتضخيم النقاط وشرائها بالمال فضائح في دواوين الجامعة واقاماتها ".

ونشر في الوقت نفسه معلومات عن دولة غامبيا التي تعتمد الإنكليزية كلغة رسمية لكنها من أفقر الدول في العالم، وهي غارقة في الأمراض والأوبئة.

والطريف أن عبد الرحمن صالح نشر على صفحته صورة من إعلان صادر عن جامعة ميلة شرقي العاصمة، والبيان مكتوب بلغة إنكليزية مليئة بالأخطاء، ورغم أن الإعلان لم يتجاوز الـ 35 كلمة إلا أنه تضمن ستة أخطاء على الأقل.

أما الأستاذ الجامعي رضوان بوجمعة فقد كتب على صفحته "وزير التعليم العالي يجب أن يعرف أن الجزائريين والجزائريات يعرفون أنه من أكبر المتحكمين في لغة التزلف وأنه كان من المناشدين" (لترشح بوتفليقة إلى ولاية خامسة).

الكاتب الصحافي نجيب بلحيمر طرح تساؤلا وأجاب عليه: "لماذا بدأ نشر الإنكليزية من فوق ومن ترويسة الوثائق أولا لخداع السذج".

تصنيف :