الحكومة اللبنانية في الثلاجة و حزب الله يعمل على اذابة الجليد

الحكومة اللبنانية في الثلاجة و حزب الله يعمل على اذابة الجليد
الخميس ٢٥ يوليو ٢٠١٩ - ١٢:٤٥ بتوقيت غرينتش

تعطيل عمل الحكومة اللبنانية تجاوز اسبابه المعلنة ليهدد جموده مسيرة العهد اذا ما استمر التباين بين الاطراف المعنية.

العالم-لبنان

يبدو ان مساعي الحلحلة لتسريع عودة مجلس الوزراء الى الانعقاد الدوري تراوح مكانها. وهي عالقة بين رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط. ورئيس الحزب الديمقراطي طلال ارسلان على خلفية احداث الجبل من جهة وبين التباين الواضح بين رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل ورئيس الحكومة سعد الحريري على خلفية التعيينات الادارية من جهة اخرى.

وفيما عجلة اللقاءات تتباين في تظهير مواقفها راسمة خطا متباعدا عن اي تفاؤل يوحي بقرب التئام الحكومة بعكس ما روجته الاوساط المقربة من سعد الحريري مؤخرا حول حسم الموقف وقوله كلمة الفصل في الاسباب المؤجلة والمجدة لمفاعيل العمل الحكومي، يبرز مسعى اخر لاطفاء النار او اذابة جليد الخلافات على الاقل ملاقيا دور رئيس مجلس النواب نبيه بري في تدوير زوايا الازمة وهذا ما يقوم به حزب الله من خلال اتصالاته مع المعنيين بعيدا عن الاضواء في حرص واضح منه على عدم فرط سبحة التوافق الذي انتج حكومة الى العمل في العهد الجديد.

ووفق المصادر المطلعة فإن خطوط التواصل مفتوحة بين السراي الحكومي وحارة حريك، من خلال الوزراء والشخصيات المؤثرة من الطرفين. لان حزب الله برأي المصادر المتابعة متمسك بالتسوية السياسية والشراكة مع رئيس الحكومة وفق التفاهمات السياسية التي تحكم علاقتهما. ويعتبر حزب الله ضمنا ان سعد الحريري يبقى رؤساء الحكومة الاكثر مرونة على الرغم من الخصومة السياسية والاختلاف في القضايا والملفات الاستراتيجية اقليميا ودوليا.

من هذا المنطلق تقول المصادر ان حزب الله يعمل على تذويب جليد الازمة الحكومية وتقريب وجهات النظر دون المس بحقوق حلفائه وخاصة طلال ارسلان والتيار الوطني الحر. اذ يرى الحزب ان تطيير الحكومة لن يكون بمصلحة جهة على اخرى ولا بمصلحة لبنان والعهد الرئاسي. بقدرما يخدم استمرار الخلاف المصالح الخارجية والمشاريع التي تدفع بها واشنطن وحلفاؤها في المنطقة. بغية تقويض القدرة اللبنانية واضعاف التماسك الداخلي لابقاء مساحة التوتر قائمة لما تشكل بحسب الرؤية الامريكية ممرا لتنفيذ اجندتها.

فهل ستشهد المرحلة المقبلة تطورا ايجابيا باتجاه تحريك مفاعيل عمل الحكومة اللبنانية. وهل ستتمكن القوى السياسية اللبنانية من تجاوز المطبات الداخلية بعد المستجدات التي تحدثت عن قبول جنبلاط تحويل حادثة قبر شمون وحادثة الشويفات معا الى المجلس العدلي والتفرغ الى استحقاقات تداهم لبنان على المستوى الاقتصادي والنهوض من العجز المالي ومن ثم التفرغ لحماية الثروات النفطية لا سيما وان ملامح جديدة توحي بان معاودة الوساطة تتجه نحو مفاوضات غير مباشرة بعد تذليل ست نقاط من سبعة مع الاحتلال الاسرائيلي.

حسين عزالدين