الحكومة اللبنانية مترنحة بين الاعتكاف او الاستقالة

الحكومة اللبنانية مترنحة بين الاعتكاف او الاستقالة
الإثنين ٢٩ يوليو ٢٠١٩ - ٠١:٤٥ بتوقيت غرينتش

السجالات السياسية اللبنانية وتعثر تفعيل عمل الحكومة ينذر بتداعيات قد تدفع برئيسها للاستقالة.

العالم - لبنان

ارتفع في الساعات الاخيرة المنصرمة منسوب التوتر في المشهدين السياسي والامني اللبناني مسجلا جملة من المستجدات الامنية والسياسية مترافقة مع سجالات ومواقف بين اطراف النزاع السياسي .

الملفات الخلافية تعددت لم يكن اخرها تداعيات الاحداث المتتالية في الجبل بين الحزب الديمقراطي اللبناني والحزب التقدمي الاشتراكي والتي شهدت بدورها تطورا امنيا اضافيا تمثل بمحاولة اقتحام احد انصار الحزب التقدمي الاشتراكي لمنزل وزير شؤون النازحين صالح الغريب في البساتين ليتصاعد الخلاف اخذا في الاتساع ما استدعى النائب طلال ارسلان لعقد مؤتمر صحافي حدد فيه موقف حزبه من التطورات الجارية متمسكا باحالة الملف على المجلس العدلي وعدم المقايضة على الدماء حسب تعبيره.

هذا في وقت سجلت المواقف بين التيار الوطني الحر وتيار المستقبل تصعيدا كلاميا يخفي في ابعاده حجم التباين بين الافرقاء السياسيين على اكثر من ملف خلافي بعد تصدر المادة ثمانون وما يدور حولها من لغط بعد ردها لمجلس النواب لجلاء الالتباس حول بعض موادها حسب ديوان رئاسة الجمهورية.


فبعد تصريح الوزير سليم جريصاتي والتصويب على رئيس الحكومة حول كلام الاخير عن نفاذ صبره رد النائب سمير الجسر موجها سهامه الى الوزير جبران باسيل على خلفية اعتراض الاخير على احد بنود الموازنة، قائلا يمكن لباسيل ان يملي ارادته على اعضاء كتلته لكنه حتما لا يستطيع ان يملي ارادته على باقي نواب الكتل ولا على مؤسسة مجلس النواب. ليلحق بتصريح اخر لتيار المستقبل يدعو وزراء التيار الوطني الذين يمثلون الثلث المعطل الى الاستقالة وفرط عقد الحكومة اذا كانت الامور خارجة عن رضاهم او رضى رئيس التيار الوزير باسيل حسب تعبير المستقبل.

هذه التطورات راى فيها المراقبون عجزا حقيقيا في مقاربة كل الملفات بين اقطاب السلطة وامكانية ان يؤثر ذلك على مسار حكومة الى العمل وجعلها عديمة الفائدة والفعل في وقت يمر به لبنان باشد المراحل تازما اقتصاديا ومعيشيا وهذا ما يجعل من استقالة رئيسها امرا ممكنا حسب رؤية الاوساط المتابعة.


وبالتزامن مع كل هذه المشاهد توقفت الاوساط المتابعة عند الحديث المتزايد عن اعتكاف رئيس الحكومة اذا ما استمر الوضع على ما هو عليه بينما رجحت مصار مطلعة ان يدفع رئيس الجمهورية بحلحلة بدءا من توقيعة على الموازنة ومن ثم السعي الجاد لايجاد مخرج لتداعيات حادثة قبرشمون ليتزامن ذلك مع تحركات على اكثر من صعيد ومن اكثر من طرف يقوم بها رئيس مجلس النواب نبيه بري وحزب الله في مسعى لايجاد حل يخرج الازمة من عنق الزجاجة.


فهل ستشهد الساحة اللبنانية نتائج حل لما يجري ام ان المراوحة في ظل المشهد السياسي المترامي الاطراف سينتج فرطا لعقد الحكومة والعودة بالبلد الى نقطة الصفر .

حسين عزالدين - بيروت